نعم أنا قادم لا محال، أنا حقيقة لا يماري فيها أحد أكدها الواحد الأحد وعنوانها (كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون)، الموت واقع مؤلم وقدر لا مفر منه، والموت حق كما النار والجنة حق، وهو يأتي بغتة فما بين غمضة عين والتفاتتها يقبض الموت روح الفقيد ويختطفه من أحضان أحبابه لا يفرّق بين صغير ولا كبير ولا غني ولا فقير ولا حاكم ولا محكوم ولا متعلم ولا جاهل، الكل في قبضته متى ما أذن الرحمن وحانت ساعة الفراق.
بدموع حارة وقلوب يلفها الحزن والأسى ودعت الكويت بالأمس هامة من هامات السياسة ورجلا من الطراز الأول ورائدا من رواد نهضتها انه السيد جاسم الخرافي رحمه الله، وهنا تحديدا نحتاج إلى وقفة تأمل وتفكر في حقيقة الدنيا الفانية فلا الثراء ولا المناصب ولا الأنساب قادرة على تخليد اسم الإنسان على صفحات التاريخ وترك أثره الطيب وذكراه العطرة في نفوس الناس.
تفكر أيها الإنسان بأن الإخلاص لله والنية الصادقة والهمة العالية والرؤية الواضحة كفيلة بقلب الموازين ودخولك التاريخ من أوسع أبوابه تزاحم العظماء والعلماء.
تفكر أيها الإنسان أن الدوام لله عزّ وجلّ وأن الحياة لا تساوي عند الله سبحانه وتعالى جناح بعوضة ولو دامت لغيرك ما اتصلت إليك فلماذا التقاتل على الكراسي والتكالب على المناصب؟ ولماذا تُقطع الأرحام ويتخاصم الأهل والخلان على عقار ومال.
تفكر أيها الإنسان ماذا قدمت لحياتك، فالحياة ليست بالأيام والسنين إنما بالأعمال الصالحات وكثرة الإنجاز وتعمير الأوطان والرقي بالإنسان.. لا تغفل أيها الإنسان فأنا قادم لا محال..
@ebtisam_aloun