يعتقد البعض أن الكويت دولة صغيرة كغيرها من الدول، بقعة ارض منسية على الكرة الأرضية تكاد مساحتها لا تذكر وعدد سكانها لا يذكرون، ولكن السؤال: هل مجد الأوطان وصروح الحضارات تبنى بالكيلومترات وعدد السكان أم ببناء الإنسان وعظم العطاء وتقدم العلم وإكرام العلماء؟
نعم الكويت مساحتها صغيرة ونسبة عدد سكانها ضئيل، لكن دعنا نتأمل مسيرتها عبر التاريخ وإنجازاتها العظيمة.
وما دورها في السياسة الخارجية؟ هل هي نسيا منسيا كما يدعي البعض؟ وما شكل علاقتها بدول العالم؟
ترى العالم يشهد على جهود الكويت الجبارة ومساعيها الطيبة في تقريب وجهات النظر وحل النزاعات ورأب الصدع بين الدول على المستوى العربي والعالمي، وبفضل الله ثم بفضل شيوخ الكويت وحكامها استطاعت الكويت ان تضع لها بصمة واضحة في صدر صفحات التاريخ.
ويجمع الكثيرون على حكمة قائد مسيرتنا الشيخ صباح الأحمد الصباح حفظه الله ورعاه، حيث يعتبر رجل دولة من الطراز الأول وهبه الله عز وجل حنكة سياسية فذة ونظرة ثاقبة، ملك القلوب بابتسامته الصادقة وسعة صدره، محترف سياسي مخضرم في وأد الخصومات وترطيب القلوب وتهدئة النفوس.
صفحات التاريخ خير شاهد على سياسة الكويت الحليمة والحكيمة في توطيد العلاقات ونبذ الخلافات على المستوى المحلي والعربي والعالمي، حيث تجدها دائما تبادر في حل المشكلات ونشر السلام ومحاربة الإرهاب.
والكويت على المستوى المحلى سباقة في تأصيل القيم وصناعة الإنسان واللحاق بركب الدول المتقدمة، ومساعيها حثيثة وجلية في تطوير جوانب الحياة، والمواطن الكويتي كفل له الدستور الحياة الكريمة وحرية الرأي والأمن والأمان وحقوق كثيرة لا مجال لحصرها، والمواطن الكويتي تربطه علاقة حب واحترام عريقة مع حكامه، ومن يعش في الكويت يستشعر أن الشعب الكويتي والأسرة الحاكمة أسرة واحدة مترابطة، وأيام الغزو الغاشم خير شاهد على ذلك.
ولو تحدثنا عن الجانب الإنساني لوجدنا الكويت سباقة في هذا المجال، وأياديها البيضاء الطوال طالت أصقاع العالم، ويكفينا فخرا أن العالم كرم أميرنا الشيخ صباح الأحمد حفظه الله ورعاه وجعله قائدا للإنسانية، ويكفينا فخرا أن أجدادنا حرصوا منذ القدم على تأصيل قيمة التكافل الاجتماعي وعملوا على بناء الصرح الخيري الكويتي، وللكويت مساع واضحة في القضية الفلسطينية، حيث انطلقت الشرارة الأولى للثورة من الأراضي الكويتية وكانت مقرا لها، ناهيك عن القارة الأفريقية المنكوبة والتي ارتبط عملها الخيري بقامة من قامات العمل الخيري الكويتي أمثال د.عبدالرحمن السميط، ووقفت الكويت جنبا إلى جنب مع ضحايا كارثة تسونامي، ولا تسألني عن موقفها الشجاع في قضايا سورية والعراق واليمن، وستظل سلسلة الأعمال الإنسانية الكويتية طويلة لن تنتهي وصدى أعمالها الإنسانية يسمعه القاصي والداني، حتى بات عملها الخيري كالشمس في رابعة النهار، وكل ذلك بفضل الله عز وجل ثم بفضل الأجداد والآباء وأبناء الكويت الشرفاء.
ebtisam_aloun@