اكسبو الخليج، وليس اكسبو دبي، فالخليج كيان واحد وجسد يغذيه شريان مشترك، الخليج مستقبله واحد وهدفه واحد، ودول الخليج شعوب متحابة متماسكة عضد لبعضها البعض.
لذا نجاح دبي في استضافة هذا الحدث العالمي هو تسويق وترويج للخليج ككل، فكثير من دول العالم والزوار لهذا المعرض العتيد سيبحثون ويقرأون عن الخليج وعن تاريخ تلك الدول التي صنعت امجادا وتمكنت من صنع احداث واستضافة مناسبات عالمية.
وإذا ما دققنا جيدا في الشعار المختار لمعرض اكسبو 2020 نجده يعكس إحدى القضايا المهمة بالنسبة لعالمنا وهي «تواصل العقول وصنع المستقبل» ويرمي هذا الشعار إلى صياغة حلول ناجعة للقضايا العالمية عبر إقامة شراكات دولية مستدامة.
وقد لا نكون مبالغين اذا قلنا ان استضافة الخليج لهذا الحدث العملاق ستكون المرة الأولى التي يقام فيها هذا الحدث في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا وشبه القارة الآسيوية، الإنجاز والنجاح والفوائد ستعم الشرق الأوسط ككل فكيف بدول الخليج المتقاربة شديدة الترابط والتواصل كالأسرة الواحدة؟!
مما لا شك فيه ان معرض اكسبو 2020 سيتيح لاقتصادات المنطقة فرصا استثنائية على الساحة الدولية وستكون استضافة معرض «إكسبو» في دولة الإمارات العربية المتحدة حدثا عالميا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، إذ تحتضن الدولة أبناء أكثر من 200 جنسية مختلفة يعيشون ويعملون فيها.
ستزداد فرص العمل وستخلق ابتكارات جديدة، وقد أظهرت دراسة أعدتها مؤسسة أكسفورد للدراسات الاقتصادية حول الأثر الاقتصادي لاكسبو دبي 2020 أن العائدات المالية المتوقعة للدولة من جراء استضافة المعرض من المقدر أن تصل إلى أكثر من 139 مليار درهم (نحو 8.28 مليارات يورو)، بينما سيكون المعرض مسؤولا عن خلق نحو 277 ألف فرصة عمل في الإمارات خلال الفترة من العام 2013 وحتى العام 2021.
ويقام «معرض إكسبو الدولي» كل 5 أعوام، وهو يستقطب ملايين الزوار القادمين لاستكشاف الأجنحة والفعاليات الثقافية التي ينظمها مئات المشاركين بما في ذلك الحكومات، والمنظمات الدولية، والشركات.
ويستمر لفترة أقصاها 6 أشهر حيث يستقطب ملايين الزوار.
وعلى مدى تاريخ تنظيم معارض اكسبو الدولية لم يتم استضافتها من قبل في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب شرق آسيا.
ويعد «معرض إكسبو الدولي» حافزا قويا لعملية التحول الاقتصادي والثقافي والاجتماعي، ناهيك عما ينجم عنه من تركات قيمة للمدينة المضيفة والبلد المضيف.
فعلى سبيل المثال، ساعد «معرض إكسبو شنغهاي 2010» على تحويل منطقة الصناعات الثقيلة التي تقع وسط مدينة شنغهاي الصينية إلى منطقة نابضة بالازدهار التجاري والثقافي.
وقد استرعى هذا المعرض ـ الذي أقيم تحت شعار «مدينة أفضل، حياة أفضل» ـ اهتمام نحو 73 مليون شخص.
وستقام النسخة القادمة من معرض إكسبو في مدينة ميلانو الإيطالية عام 2015 تحت شعار «تغذية الكوكب، طاقة الحياة».
معرض إكسبو 2020 سيعود بالنفع الكبير على قطاع السياحة في جميع أنحاء دولة الإمارات ومنطقة الخليج، إذ ستشمل الاستثمارات جميع القطاعات قبل وبعد الحدث، ويعتبر الحدث الفرصة الأهم في هذه المرحلة، والتي ستفتح آفاقا واسعة للنهوض الاقتصادي في المنطقة.
دبي ستكون قادرة على استيعاب بين 60 و70 مليون سائح، ما يمثل تحديا أمام مطوري الفنادق، وقطاع الضيافة عامة، إذ يقدر عدد الغرف التي ستحتاجها الدولة لتلبية الطلب خلال إكسبو بـ 50 ألف غرفة على أقل تقدير.
والسؤال الذي يطرح نفسه: هل ستستفيد دول المنطقة سياحيا من إكسبو 2020؟ خبراء السياحة يؤكدون من خلال دراسات وتقديرات أولية انه ستكون هناك استفادة كبيرة لجميع دول المنطقة وبالأخص الكويت، وذلك لموقعها الأقرب الى دبى والتقارب الفكري والاقتصادي، ولكن ذلك يتطلب عملا وتخطيطا جيدا يبدأ من اللحظة، المعرض سيكون الانطلاقة الكبرى لصناعة السياحة في المنطقة، حيث ان نجاح المعرض سيعتمد على هذه الصناعة بما تملكه من وسائل النقل المختلفة وكبرى شركات الطيران والعدد الضخم من الفنادق وسيكون الدور الأكبر لشركات السياحة.
حتما سيشكل معرض «إكسبو الدولي 2020» في دبي منصة مميزة لتكريس نماذج جديدة لتدفق المقدرات المالية والفكرية الكفيلة بتعزيز روح ريادة الأعمال والابتكار.
وتتمتع دبي بتاريخ حافل في مجال التواصل والأفكار الرائدة الجديدة، وهو ما ستكرسه من خلال معرض «إكسبو الدولي 2020»، والذي تشير التوقعات إلى استقطابه نحو 70 مليون زائر يتوافد 70% منهم من خارج الدولة، مما يجعله الحدث الأكثر عالمية في تاريخ معارض «إكسبو».
[email protected]
@kkabsha