توالت الأحداث متسارعة في الشهر الأول لهذه السنة وكانت مليئة بالمفاجآت، وكانت البداية مع إدراج اسم الداعية السعودي د.محمد العريفي ضمن قائمة الممنوعين من دخول البلاد ما أثار جدلا واسعا، خاصة بعد تناقض وزارة الداخلية في منعه وعدم منعه، وإلى الآن الجدال مستمر حول هذا الموضوع، لذا نتمنى أن ينتهي بعيدا عن إثارة الفتنة.
ثم أثير موضوع التعديلات على قانوني المطبوعات والمرئي والمسموع الذي ستضعه الحكومة في ملعب مجلس الأمة، رغم أن الكثير من الإعلاميين يرون أن هذه التعديلات تؤثر على حرية التعبير وتقلصها، وذلك يدفعنا للتساؤل: لماذا لم تفعل بنود القانون الحالي قبل الإقدام على إجراء تعديلات عليه؟ وهل يصح أن يعاقب شخص يحترم القانون ويطبقه بحذافيره بجريرة من لا يحترم القانون؟
التعديلات المقدمة تعد انقلابا على حرية التعبير، التي نتفاخر بها باعتبار أن مسؤولية الحرية لدينا يتحملها الجميع، لكن مرت سنوات ثلاث على إقرار قانون المرئي والمسموع، إلا أن التوجه نحو التعديل أتى من ردة فعل سريعة من قبل وزارة الإعلام، ولا يجب أن يكون هذا الأسلوب هو الطريق السليم لإقرار قوانين نسير عليها لسنوات طويلة أو ربما لعقود.
القانون الحالي فيه بنود جيدة، أما إذا كانت هناك ضرورة لإجراء تعديلات فلا يجب أن يكون ذلك على حساب حرية التعبير، وليكن التعديل فقط بتشديد العقوبة على من يتطاول على الذات الإلهية، أو الذات الأميرية أو الوحدة الوطنية أو من يحاول شق النسيج الاجتماعي وإثارة الفتن، وفي الوقت ذاته لابد من تعزيز حماية الصحافيين من تبعات ما قد يجره عليه نشر حقيقة من الحقائق والتطرق إليها بجرأة ومسؤولية وحيادية. وبعد ما أثير حول التعديلات المقترحة على هذا القانون نحمد الله أن وزير الإعلام لا يملك إقرارها وأنا متأكد أن القانون لن يمر من النواب إذا تضمن تعديلات مقيدة للحرية ومعيبة في حق الشعب الكويتي الذي يفخر بحرية صحافته وحرية التعبير لأبنائه.
إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا لفراقك يا أبا خالد لمحزونون، فبرحيل وليد خالد المرزوق فقدت الكويت رجلا وضع بصمات واضحة في المجالين الصحافي والاقتصادي، وقد دافع عن البلد أثناء الغزو العراقي دفاع الأبطال عن طريق إصدار «الأنباء» من القاهرة، وهذا الجهد والثناء الذي بذله المرحوم لن ينساه أي شخص، فخالص العزاء لأسرة المرزوق الكريمة ونسأل الله القدير أن يرحم الفقيد ويسكنه فسيح جناته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
[email protected]