أتمنى أن أعرف ما نوعية الحساسية التي تصيب الحكومة حين يستخدم عضو مجلس الأمة حقه الدستوري ويستجوب سمو رئيس مجلس الوزراء وفي نفس الوقت اريد ان اعرف ما الأسباب الحقيقية التي تدفع النواب للدفاع المستميت عن الحكومة متناسين من أوصلهم إلى قبة البرلمان والتحجج بأعذار ما أنزل الله بها من سلطان!
فعلى سبيل المثال: ماذا يعني ان يوافق غالبية اعضاء المجلس على ان تكون جلسة استجواب ام الهيمان سرية؟ ولماذا يطيعون الحكومة في اي امر؟! فهل يعتقدون بأن الديموقراطية أن تفرض الحكومة رأيها على المجلس في اي امر تريده؟ وهل النواب واثقون من انهم يمارسون الديموقراطية بشكلها الحقيقي حينما يسيرون كالأنعام خلف ظهر الحكومة في اي توجه جديد لها حتى لو ارادت اسقاط ديون العراق، ذلك المشروع المقبل حسب حديث الغالبية النيابية؟!
والغريب انه اصبح للحكومة ناطقون رسميون غير الوزراء غالبيتهم «نواب» اذ بمجرد ان ينوي احد النواب استخدام حقه الدستوري ينقضون عليه عبر المسجات
والـsms والتصــريحات الصحافية، بل ووصل الأمر بالبعض منهم إلى الطعن في شرف ونزاهة زملائهم، كما أخذوا يوجهون الاتهامات الكاذبة كي يضعفوا من قوة الاستجواب، والسؤال هنا هو: ما الشيء الذي يدفع هذا النائب الى ان يتحول الى محام للحكومة؟ وما سبب تهجمه على زميله النائب لمجرد انه ينوي استخدام حق دستوري مكتسب؟!
نعم، ونقول آسفين ان هناك أعضاء أصبحوا سلعة رخيصة جدا جدا لطمعهم في تحقيق شيء غير معروف ومن حقنا جميعا كمواطنين ان نعرفه، فهناك من يقول «اراض سكنية» وهناك من يقول «صفقات»، وآخر يقول «كاش» لا ادري هل هذا الكلام صحيح ام لا؟ انا عن نفسي انقل ما يقوله غالبية الشباب في دواوينهم اليومية والتي تعتبر مجالس امة مصغرة خصوصا بعد فشل المجلس الحالي في القيام بدوره الحقيقي بعد انضواء غالبية نوابه تحت عباءة الحكومة ووظفوا انفسهم محامين وقضاة للحكومة يدافعون عنها ويحكمون لصالحها من طرف واحد فهل يعقل هذا يا من تمثلون الشعب؟!
وكذلك نقول لهؤلاء: هل تعتقدون اننا كشعب قد ننسى تلك المواقف المخزية؟ بالتأكيد لا، والرجال مواقف، وهيهات ثم هيهات، فهناك من اقسم على طرد اي من هؤلاء من الدواوين وآخرون اقسموا على البحث وراء هؤلاء الممثلين لمعرفة الأسباب الحقيقية التي تجعلهم يتحولون لمحامين وقضاة مدافعين عن الحكومة ويتهمون زملاءهم النواب ويطعنون بكرامتهم لأجل إرضاء «المعازيب»، وهنا قد يكون المعازيب كثرا لأن البعض منهم أصبح سلعة رخيصة الكل يستطيع شراءها.
زبدة الكلام: هنيئا للحكومة بمجلس 2009.
[email protected]