ماضي الهاجري
عجزت عن التفكير بحال الكويتيين ومزقت مئات الأوراق حين أردت الكتابة عن الكويتيين وأحوالهم بمختلف مجالاتها، فنحن ككويتيين نحب الخير لغيرنا ونقوم بمساعدة الشعوب المحتاجة، بينما ننسى أنفسنا والدليل على ذلك مئات الملايين التي تذهب للشعوب الأخرى ونكون نحن الكويتيين سباقين بذلك، بينما نأتي وننظر لأنفسنا قليلا لتحسين وضعنا فنرى الكثير من الانتقادات وكثير من الحسد والإشاعات والرفض والقبول حتى نصل لحد الخلاف ليس بين الشعب فقط بل بين اعضاء السلطة الواحدة من السلطتين التشريعية والتنفيذية للأسف!
نعم نحن الكويتيين نعيش ازمة مع انفسنا ونعيش صراعا دائما مع من يمتلك القرار سواء كان في السلطة التشريعية او التنفيذية، فحال الكويتيين لا يطاق بسبب الصراعات والخلافات والحسد الموجود بنفوس البعض من المسؤولين، من الممكن ان يغضب البعض مما أقول لكني أخذت عهدا ألا أكتم شيئا في صدري.
الحكومة للأسف سباقة في مساعدة الغير وحين تأتي لشعبها ترفض مساعدته واذا أرادت مساعدته فإنها تقوم بتقطيع قلبه وشغل تفكيره وجعله يحس احساسا غريبا وكأنه غير مرغوب به في هذه البلاد من خلال المماطلة والاشاعات والتخويف وغيرها من الامور التي جعلت المواطن يحس بالإذلال حين يرى خيرات بلاده تذهب لغيره رغما عنه ويحرم هو منها ايضا رغما عنه، واما ما يتعلق بالسلطة التشريعية (النواب) فترى البعض منهم يضعون اولا وأخيرا مصلحتهم الانتخابية فوق كل شيء ومن ثم الكويت ومن ثم المواطن، ومشكلتهم ايضا انهم يرضون الأقليات على حساب المجاميع، فعلى سبيل المثال البعض منهم يقول انا سأرفض هذا القانون لأن ناخبيّ يرفضونه مع العلم انه مقتنع بالموضوع ولكنه يجبر على التصويت مما يدخلنا في باب المصلحة الخاصة، ولو بحثتم لعرفتم الاسماء سواء كانوا نوابا او وزراء او مسؤولين في الدولة.
ويبقى الشعب المغلوب على امره الذي كثيرا ما يشكو ويشكو لدرجة انه قام يكذب على نفسه ويصدق كذبه مما يراه ويسمعه من امور تحيط به واشاعات توزع كل يوم ومع اشراقة كل صباح، لكن يبقى هو الأفضل بكل الاحوال فهو صاحب كلمة الفصل يوم ان تجرى الانتخابات ويوم يزور النائب الدواوين باحثا عن الاصوات ويوم يحاسب النائب، ومشكلة بعض النواب ايضا انهم يظنون انفسهم منزهين لا يخطئون ولو نظرنا لحقيقة بعضهم لرأينا عجب العجاب ففيهم من يتهم الاشخاص دون دليل وفيهم من يخطئ في حق الآخر بكلام جارح وفيهم من يغتاب اشخاصا لهم مكانتهم في البلاد ويوهمون المواطنين بأنهم صح وهم عكس ذلك تماما بقناعة الغالبية العظمى.
زبدة الكلام
إلى متى وأنتم هكذا؟!