دخلت الولايات المتحدة الأميركية سباق النفط لتحقق نقلة نوعية في مجال الطاقة. اكتشافات هائلة من النفط والغاز الصخري انعكست على دورها السياسي في المنطقة، وهنا تطرح الإشكالية التالية والتي لابد لكل عاقل في العالم العربي ان يقف عندها، هل دخل النفط العربي بداية النهاية؟ ما خطورة التصريحات التي تدغدغ المسؤولين في الصين واستراليا؟ وما سبب الميزانيات الضخمة التي رصدت للأبحاث والدراسات على استخراج الغاز والنفط الصخري؟ ماذا لو نجحت الصين وبعدها استراليا وما مستقبل النفط في ظل انفاق عال في دول الخليج؟ اين الخطط البديلة التي وضعت لمواجهة أزمات كهذه؟ رب نافعة ضارة.. اين البحوث والدراسات الموجودة داخل الأقبية والتي ستنقذنا من بين فكي الاكتشافات القائمة على دراسات ستؤدي الى نتائج لتضعنا على حافة الهاوية؟ حذار ان نعود لنبكي على الأطلال فالقلق المتزايد بشأن النفط الصخري في أميركا والتنقيب عنه في الصين واستراليا يؤجج عصبية المسؤولين ورجال الأعمال، وله ما يبرره، وفي النهاية وتحت وطأة هذه الموازنات الضخمة المعدة للأبحاث والدراسات ستؤدي إلى تغيير في الاستراتيجية الاقتصادية للمنطقة ومن شأن اكتشاف النفط والغاز الصخري بكميات كبيرة في الصين أن يوجه ضربة قاصمة للدول المصدرة للنفط من داخل «أوپيك» أو من خارجها وبعدها سنسأل ماذا بعد؟
ففي المراحل المتقدمة من صناعة النفط، يأتي التسعير وتحديد الطبيعة والمدة الزمنية لعقود البيع المراد طرحها في الأسواق في مقدمة الدراسات التي تعمل عليها شركات النفط في اوروبا واميركا وكان هذا مبدأ نعرفه من خلال الدراسات والأبحاث، فدخول الصين واستراليا بموازنات تفوق مقدرات دول للتنقيب وتجنيد آلاف من الباحثين وفتح مراكز الأبحاث والدراسات على مصراعيها لإعطاء النتائج، لم يأت من فراغ .. حذار من رب نافعة ضارة، ففي مقابلة مع المستشار د.دانييل ملحم الخبير النفطي والمدير التنفيذي لشركة ملكارت ومقرها في باريس اعتبر ان عملية تسعير النفط على درجة عالية من الأهمية نظرا لما يترتب عليها من مخاطر وخسائر يتكبدها الاقتصاد الوطني نتيجة الاعتماد الدائم على عملية تسعير بعملة واحدة الا وهي الدولار، كما حذر بلهجة مرتفعة من الاكتشافات النفطية التي يجب ان تجابه وتواجه بخطط بديلة ومدروسة حتى ان وجدت على أوراق، يجب العمل من اللحظة على ابحاث ودراسات لمواجهة المحظور، هذا هو محور أبحاثنا ودراستنا، مؤكدا وللأسف أن النتائج التي نصل اليها في الغالب يطلبها الغرب، محجوزة سلفا ومدفوعة الأجر ومغطاة بكافة تكاليفها، حيث تذهب لهم ويضعونها اينما كان، المهم الا تصل الى العرب.. فأين العرب من الأبحاث ـ نعم النفط والغاز الصيني والأسترالي على الأبواب؟