9 أبريل 2003 يوم ليس كغيره من الايام فهو اليوم الذي فرح فيه وابتهج الشرفاء بسقوط صنم ساحة الفردوس في بغداد كإعلان رسمي لاختفاء نظام طاغية جبان ولى الادبار هاربا من ارض المعركة دون ان يطلق رصاصة واحدة، وما هي الا اشهر قليلة حتى اخرج من حفرته كالجرذ قذرا ومذعورا ومتأكدا في قرارة نفسه بأن لا مصير له سوى القتل والموت الذي كثيرا ما اذاق به ـ ظلما ـ ضحاياه الابرياء.
ان مشاهدة افراد الشعب وهم يتظاهرون بحرية منذ سقوط صنم بغداد وحتى اليوم، ليعبروا عن آرائهم ومطالبهم في شتى القضايا بل وحتى التظاهر والاحتجاج المستمر ضد من حررهم وانقذهم من الظلم والطغيان كما يفعل اليوم مناصرو الارهابي مقتدى الصدر، ومن ثم يعودون لمنازلهم آمنين ومطمئنين دون شعور برعب او خوف، تؤكد ان حرب تحرير العراق الشريفة قد حققت اهدافها في جلب الحرية والديموقراطية والعيش الحر الكريم للشعب العراقي، وذلك عكس ما كان سيبقى عليه مصير كل من يحلم فقط بالتظاهر او بالاعتراض على النظام لو ان قوات الحلفاء لم تحرر العراق وتخفي النجس صدام وانجاله الانجاس وزمرته النجسة من ارض العراق.
سقط الصنم وسقطت معه كل اوراق التوت والاقنعة الكاذبة التي حاول بها الذين باعوا انفسهم للطاغية ولنظامه لاظهار انفسهم للناس بصورة المدافعين عن الطاغية ونظامه اعجابا بشخصه وحبا لما اسموها افعاله القومية، وليس لاي سبب آخر لكن كل الحقائق والادلة الكثيرة التي بانت بعد سقوط الصنم تقول ان علاقة هؤلاء الدجالين بالطاغية لم تكن اكثر من علاقة استغلال وتملق عبيد منافقين لسيدهم ليرمي لهم بفضلاته من هدايا ورشاوى، كما ترمى العظام للكلاب، ولكنها وللاسف رشاوى وفضلات جعلت من هؤلاء المنافقين والدجالين والكذابين البائعين لانفسهم ولاخلاقهم ولضمائرهم ولعفتهم ـ يمتلكون ـ قصورا وطائرات ويلبسون افخر واغلى الثياب ويقودون افخم المركبات، وهم من كانت اقصى امانيهم في بلادهم امتلاك شقة في حي شعبي من غرفة واحدة وصالة ضيقة وان أمكن بلكونة صغيرة لينشروا فيها ملابسهم الرثة والبالية.
وحمدا لله بأنه مكّن اهالي ومحبي ضحايا المجرم صدام من ان يشاهدوه معلقا كالبهيمة على منصة الإعدام.
[email protected]