مخلد الشمري
لا أريد أن أشعر بالعيش في هذه الحياة المزيفة وفي هذا العالم، بل أريد ان أعيش في عالم نظيف بديل، أتخيله أنا، وانظمه أنا وأسيّره أنا.
عالم مسالم هادئ وخال من الظلمة والدجالين والمتطرفين والمتعصبين، لأني لا أريد ان أترك روحي تُعاقب لذنوب وأشياء لم ترتكبها.
لهذا فإنني لا أريد ان اتخلص من «شعور» الوحدة الرهيب الذي أدمنته برغبتي كما لا أريد أيضا ان اتخلص من «مرض» عدم حب الاختلاط بالناس الذي ولد معي منذ ولادتي، وتركته أنا - بإرادتي - هو وشعور الوحدة، ينموان معي كمريض يائس من الشفاء منهما، ومع ذلك أحب واعشق كثيرا أمراضي ومشاعري وعاداتي تلك، وليتني أبقى معهما للأبد «وحيدا» في غرفة بعيدة لا يعرفها أحد طوال أيامي وسنيني ولحظاتي!
صدقوني انني لست مسرورا من نفسي ومن حظي، ولكني مسرور ومقتنع جدا بمقالاتي وحكاياتي وانفعالاتي وأحكامي على الآخرين، وكل مقالة أو لحظة تأمل مجنونة اكتبها بسهولة ولكن مع ألم عميق ثم تنشر بزاويتي تساعدني على ان أتخلص من شعور الحزن المتغلغل في داخلي كمرض لا شفاء ولا خلاص منه!
وصدقوني أيضا إن أسررت للعالم ولكن بأني لا انتظر من بقية ما لي من لحظات في هذه الحياة سوى ان احلم بها الحلم الذي أرى فيه انني صرت واصبحت الشخص الذي طالما تمنيت ان أكون!