مخلد الشمري
ببدء محاكمة المجرم المدان مقدما طارق عزيز، بدأت حلقة ضرورية جديدة من محاكمات مجرمي ورموز وزمرة النظام العراقي الفاسد البائد، الذي لم يؤد تحكمه في العراق لعقود الا لنتيجة واحدة هي دمار على جميع الأطر للعراق، وصلت آثاره لشعوب ودول مجاورة وغير مجاورة للعراق.
قد يعتقد ويجاهر ويعلن كثيرون في هذا العالم وخصوصا في هذه المنطقة المعقدة والتعيسة من العالم المسماة بالمنطقة العربية - بجهل أو بسذاجة أو بتعمد - أنه لا دخل أو مسؤولية للمجرم طارق عزيز بجرائم النظام ورئيسه الطاغية المقبور صدام، وقد يدافع عن طارق عزيز كثيرون دفاعا غير منطقي مباشرا أو دفاعا غير مباشر أو مفهوم، كما دافع عنه وللاسف الكاتب القدير سمير عطاالله في عموده اليومي المقروء في جريدة الشرق الأوسط الدولية يوم 28 ابريل الماضي، ولكن يبقى في كل الاحوال المجرم طارق عزيز مجرما مدانا وسيدان مرة اخرى في محاكمته قبل ان يكون متهما، فمن كان البوق الاول والاشهر للنظام المجرم الفاسد الحاقد البائد، ومن كان مشاركا ومؤثرا نشطا وعرابا لعقود في مجلس قيادة ثورة القتل والبطش والتنكيل والاحتلال والدمار، ومن كانت وظيفته الوحيدة لأكثر من 30 عاما الدفاع عن وتسويق وتجميل وجه قبيح لنظام مستبد وديكتاتوري وقاتل وغاز ومحتل ومدمر لن يكون جزاؤه في أبسط الاحوال الا شنقا واعداما مشابها لمن كان يسوّق ويجمل نظامه ويشاركه مسؤولية جرائمه.
وباختصار شديد كان المجرم طارق عزيز كاذبا وخادما مثقفا مطيعا بإرادته لحاكم تافه مستبد قاتل وجاهل، وكان ناصحا ساما خطيرا له وقبل ذلك كان الموجه والمسؤول المباشر عن قتلة ومجرمين وشياطين وجواسيس ورجال مخابرات ينتشرون ويعينون ويتنقلون في سفارات العراق في العالم تحت مسميات ديبلوماسية، لتحميهم من مسؤولية القتل والخطف والاغتيالات والتفجيرات وكل الاعمال الحقيرة والقذرة التي كانت تقوم بها سفارات النظام البائد لسنوات وعقود طويلة، وهي جرائم وأفعال يعرف القاصي والداني ومعهم سمير عطاالله أن الشنق والاعدام هو أقل الجزاء عنها!