هذه الأمسيات بالذات مع اعتدال الطقس الشتوي، واستقرار وباء العصر كورونا، وتباشير أعياد الميلاد للعام الجديد بكل بقاع العالم رغم المحاذير ونسب الإصابات وأعداد وفياته للدول مبدعة مضاداته ولقاحاته! وجب لكل ذلك الالتزام والاحترام وتحاشي نكباته! مع كل ذلك الوضع تبدع بعض الدول في التجديد لكل مفيد وبديل للرعب الوبائي بفرح ومرح مقبول سياحيا ورياضيا وفنيا وثقافيا وماليا كمداخيل تعوض الخسائر الكورونية!
أما ديرتنا المتميزة عن محيطها فنهارها دافئ، وطقسها صاف، لكن بحرها نهارا محجوز بموانع ما يجوز دخول حارات الشواطئ وحدائقها، لكن عند حلول الظلام كل ذلك يحصل رغم محاذير الصحة والداخلية والإعلام، بخلاف النهار حزين المدارس والملاعب ومراكز العلاج الصحي والمطارات لرواد الأسفار أناء الليل وأطراف النهار!
رواد الليل لهم مواسم ليلية تختلف بنشاط رياضة المشي، والقواري «الدراجات الهوائية رجالية ونسائية» تنتشر هذه الأيام بكل رشاقة واهتمام لمواعيدها المحددة بالذات بعد صلوات المغرب والعشاء، ومثلها في المراكز والمولات التجارية الراقية، للهوايات المماثلة، وشرابها الدافئ كأسعارها لكن روادها صامتون لسود عيون أصحابها الذين تضرروا من الشهور الماضية ويريدون تعويض ما فات لأجور عامليها والعاملات خمسة نجوم الخدمة.
وهكذا هي الحالات بهذه النكبات عندنا، أما كارثة الكوارث فهي في تحدي مشاعر الجميع بما فيها السلطة الأمنية بإقامة الحفلات الليلية خلف الفلل المهيبة والشقق والشاليهات المرفوع عنها قلم المخالفات، أمنية كانت أو بلدية، وفندقية مخصوصة فهي لرأس السنة ساحات طوال لياليها وفجر جديد السنوات بعكس قانون الخيام المنزلية، وتحريم وتجريم المخيمات تضربها أياد من حديد تحمل لقب «الإزالات!» وتعني كذلك أشباه الديوانيات غير تصفية الانتخابات وفرز مرشحيهم والمرشحات! علما أنها تخالف الواقع القانوني ونفوذ القضاة عدلا وأحكاما! لكنها تقام خلف ستائر الظلام وممنوع الكلام، ومطالب الاحتشام لمثل هذا الموسم من كل عام.. عساكم عواده.
وتوتا توتا توقفت الحدوتة، هذا الفارق بين مواسمنا ليلا وموسم وحيد للنهار، الأهم طاعة الواحد القهار سبحانه.