مع تسارع الأحداث، وتطور الإعلام، وتداخل الآراء والأقلام، وقنوات المرئي والمسموع والمقروء! صباحنا ومساؤنا وسط عالم خارجي وداخلي القلق مشروع، والحذر واجب، واللغط حاصل! والتعقل مطلوب تربية ذاتية وتعليم للكبير بحكمته وللصغير بفهمه وكلمته، وتوصيل النافع للناس ومجتمعه، وأمته بالذات للساحر بين أيدينا، والمؤثر عليك وعلينا كما يطرح اليوم مصطلح «التعلم عن بعد» وللهدي الرباني العظيم للكلمة (الخبيثة، والطيبة!) للفارق بينهما، والتحكم في النافع بين اختلاف الناس، ومستويات الأجناس لنسيج مجتمع مثاله مجتمعنا متداخل الجنسيات، والإدراكات للنافع من الكلمات، والضار من العبارات! وتحاشي ـ لا سمح الله ـ ما يدور في بلاد زاد سعير نيرانها! وتوسعت مساحات القبور! وحزمة الحسرات، ودمار الأعمار، وخراب أمان وأمن تلك الأمصار! علتها الأساسية تفشي وتهاون مواقع (الكلمة الطيبة، وتمكن الكلمة الخبيثة بينهم!).
وبلادنا بفضل الله ونعمته رغم سلبيات بعض أمورنا نتمتع ولله الحمد بمساحة استقرار تتمناه معظم وغالبية الديار المحكومة بالحديد والنار! وهذا الأمر لا تهاون ولا تراخي ولا تسلية بلعب ناره وضياع دياره! للتعقل قبل ملاحقة مشعلي ناره بالقانون والضبط والربط لتمادي جهاله! وتحاشي أخطاره والعبث بكماله! (والمجتمعات المتقدمة الراقية تتبنى وتحث على تعليم وإعلام هادف وراق يبني ويعمر وينفع ولا يدمر!) وكما قيل بالهدي النبوي الحكيم (الفتنة أشد من القتل)! وقيومها كالليل المظلم!.
وليكن كلام وسائل الإعلام بتعددها ومؤسسات التوجيه برسميتها، وكلمات الاحتفالات والمناسبات والتصريحات عقلانية نافعة مداخلها رحمة بالناس، وواقعها ليس وسواس خناس كما هو الهدي الرباني، واللغط ليس شجاعة بل خراب للساحة يا شجعان، ساحتها رفقا بأوطانكم وناعمي العود بدياركم، يرحمكم الله ويصلح أحوالكم ويقوي حزمتكم، آمين يا رحمن يا رحيم.