بما أن الحكومة «الرشيدة» عاجزة عن حل مشكلة الاختناق المروري، علينا إذن أن نوجد البدائل التي قد تساهم إلى حد ما في التقليل من الازدحام أو التقليل من آثاره الخطيرة على أقل تقدير، ومنها أن يلتزم المسؤولون بالمرونة مع تأخير الموظفين ولا يحاسبونهم، كذلك أساتذة الجامعة ومديري المدارس مع طلابهم، لأن استخدام السلطة في محاسبة المتأخرين في ظل هذا الاختناق المروري غير معقول ويضطر الموظفين والطلبة للسرعة وصعود الرصيف وتجاوز الإشارة الحمراء ليتمكنوا من الوصول لدواماتهم ومحاضراتهم، ويكفي أن نتابع أخبار حوادث السيارات منذ بداية العام الدراسي لنعرف مقدار الضرر الذي يسببه هذا الاختناق المروري وتشدد بعض المسؤولين والأساتذة في مسألة الحضور والغياب، ومن الوسائل المقترحة أيضا أن يقوم رجال شرطة المرور بتنظيم حركة المرور عند التقاطعات التي يكثر بها الازدحام، فهناك أمور بسيطة يمكن أن تساهم ولو قليلا في حلحلة الوضع، بعض المسارات تحتاج وقتا أطول من المسارات الأخرى في الإشارات الضوئية الخضراء، وكذلك لابد من تفعيل قرارات منع الشاحنات ومركبات نقل البضائع وسيارات الأجرة من استخدام بعض الطرق إلا بعد الساعة الثامنة صباحا، لأنها تتسبب في تعطيل حركة مرور الموظفين والطلبة وهم أولى باستخدام هذه الطرق بسبب الالتزامات المحددة بالوقت. أخيرا هناك دور يتعلق بالمواطنين والمقيمين أيضا، ينبغي أن نتحلى جميعا بالصبر والذوق أثناء استخدامنا للطرق والمركبات، علينا أن نساهم في التقليل من عدد المركبات المستخدمة مثلا من خلال ذهاب مجموعة من الموظفين أو الطلبة بسيارة واحدة بدلا من سيارة لكل واحد، قبل أن نضطر إلى استخدام «التوك توك والجاري والسياكل»، على الرغم من أننا لسنا في الصين أو بومبي أو القاهرة إلا أننا على ما يبدو في طريقنا إلى هذا الحل طالما أن حكومتنا الرشيدة مشغولة بصراعاتها السياسية وغير قادرة على تطوير خدمات النقل الجماعي وبناء الجسور وفتح طرق جديدة فضلا عن البدء بوسائل أكثر تعقيدا مثل القطارات والترام وغيرها.
تحية شكر وتقدير للناطق الرسمي لوزارة الداخلية العميد محمد الصبر على موقفه الشجاع حين تصرف بدافع المسؤولية الوطنية والحس الأمني رغم وجوده خارج وقت الدوام وبملابس مدنية ولاحق عددا من المشتبه بهم، والذي تبين فيما بعد صدق حدسه بأنهم مجرمون وهاربون من العدالة، فمثل هذا التصرف الشجاع يعبر عن حس وطني صادق ونموذج يحتذى.. وسلامات يا بو هاشم، خطاك السو وكثر الله من أمثالك.
[email protected]