محمد الخالدي
«أليثيا» كلمة في اللغة اليونانية القديمة تعني حرفيا «اللا محجوب»، الألف في بداية الكلمة تعني أداة النفي «لا»، «وأليثيا» تعني الشيء المحجوب عن الرؤية أو البعيد عن النظر، استخدمها أفلاطون في تشبيه الكهف حين وصف خروج الناس الذين كانوا مقيدين داخله بعد كسر الأغلال و«مشاهدة» العالم الخارجي، العالم الحقيقي ليدركوا بعدها أنهم كانوا يعيشون في ظلمة الكهف الذي «حجب» عنهم نور «الحقيقة».
وما الحقيقة في أدق معانيها وأصدقها سوى «حضور» الشيء وانكشافه أمام الذات لتظهر حينها الحقيقة وتتجلى في أوضح صورها وأنقى معانيها للناظر.
لعبت الدعاية الإعلامية دورا كبيرا في تشويه صور الكثير من القادة والزعماء، كما لعبت أيضا دورا أبشع في تصوير الطغاة على أنهم دعاة سلام، وليس أصدق على ذلك من «بروباجندا» جوبلز وزير الدعاية في عهد هتلر، أو حتى البروباجندا القريبة التي ظلت لسنوات عديدة تصور لنا صدام حسين على أنه «حامي البوابة الشرقية وسيف العرب» وما أشبه اليوم بالبارحة، فمن عجائب هذا الزمان أن يتم تشويه صورة اثنين من أعظم رموز المقاومة الإسلامية في عصرنا الحاضر، وهما السيد حسن نصرالله والسيد خالد مشعل أطال الله في عمريهما وأمدهما بالصحة والعزة والنصر.
لنحدد الأمور بمفاهيم بسيطة وواضحة، فما نعرفه جيدا أن السيد حسن نصرالله زعيم حزب الله والسيد خالد مشعل زعيم حركة حماس هما الوحيدان اللذان يقاومان فعلا العدو الصهيوني اليوم، وهذه وقائع وليست تحليلات سياسية.
فمن أجبر إسرائيل على الانسحاب من غزة (فك الله حصارها) غير حركة حماس، ومن طرد إسرائيل من جنوب لبنان غير حزب الله، وما الذي يمنع إسرائيل اليوم من ابتلاع لبنان والبقية الباقية من فلسطين غير هؤلاء المجاهدين الأبطال؟ فمن نصدق يا ترى، حقائق «مكشوفة» وواضحة للجميع، أم تكهنات وتأويلات تريد أن تقنعنا بغير المنطق والعقل وتحذرنا من أوهام «محجوبة» ليس لها وجود الا في عقول المحللين السياسيين المتخاذلين؟ من نصدق وما يمكن أن نصفه بالحقيقة؟
أي زمان هذا الذي أصبحنا فيه نحتضن أعداءنا ونمجد قاتلينا؟! أي زمان هذا الذي بتنا نشتم فيه أبطالنا ومجاهدينا بل ندعو الله أن يمكن عدونا منهم؟! أي أمة نحن كما قال الإعلامي الكبير حمدي قنديل؟! فإلى سيديَّ المقاومة السيد حسن نصرالله والسيد خالد مشعل، وإلى الرجال الذين معهما، إليكم ألف تحية وألف دعاء بالنصر والتمكين، إليكم ألف قبلة على تلك الجباه الوضاءة بنور السجود، فبكم وبأمثالكم فقط فهمنا معنى «الرجولة» التي يفتقد إليها من خذلكم.