لو نظرنا إلى خلق الله سبحانه وتعالى للإنسان لتعجبنا، فالخلق يبدأ في رحم الأم ومن ثم ينشأ الجسد في ظلمات ثلاث، يقول الله تعالى (يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث)، ثم تبعث فيه الروح، والتي قال عنها جل في علاه (يسألونك عن الروح قل الروح من أمري ربي)، ومن هنا تبدأ حياة الإنسان المخلوق وتسجل الملائكة الموكلة به حياته بين السعادة والشقاء ويسجل فيها أجله كما قال جل في علاه (والله خلقكم ثم يتوفاكم ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكي لا يعلم بعد علم شيئا إن الله عليم قدير)، إنه خلق الله ومن أحسن من الله خلقا؟!
فالإنسان له روح هي المحرك أو المشغل لهذا الجسد والتي لا يعلمها إلا الله، أما النفس فهي التي يتوفاها الله وهي التي تحاسب.
وقال الله تعالى عن وفاة النفس (ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطو أيديهم أخرجوا أنفسكم).
وهنا نجد أن النفس هي التي تتعايش مع الخير والشر، وهي التي تسلك أيهما اختارت!
وقال عنها الله جل في علاه (ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها).
فالنفس والعقل ضدان للإلهام! النفس أمارة بالسوء، والعقل يعي ويغيب! لذلك لا يحاسب الله من لا عقل له، وكذلك من لم يبلغ الإدراك ومن ثم الاختيار!
نحن خلقنا في مكان وزمان، وتجري علينا تصاريف الدهر وخياراته متاحة أمامنا بين رغبة ووسيلة، رغبة نختارها ووسيلة نتبعها!
ويبقى الضمير ومكانه القلب هو الحد الفاصل بينهما، فمن يعص يتألم، ومن يطع سيرتاح وسيبلغ راحة الضمير!
ويبقى الإنسان هالة من المشاعر.. عقل ونفس وضمير، تشغله روح لها بداية ونهاية!
والفائزون هم من يجاهدون النفس بالعقل ويختارون ما ارتاحت له ضمائرهم ويبتعدون عما حاكت فيه!
# وضوح: الإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس.
Law_Alsaidi@