Note: English translation is not 100% accurate
مسؤولية العمل
الثلاثاء
2006/9/12
المصدر : الانباء
عدد المشاهدات 1489
بقلم : نجاة الحجي
نعلم جميعاً أن هناك قوانين كثيرة تحكم الحياة على هذه الأرض الطيبة من خلال السلطة التنفيذية ممثلة في مجلس الوزراء الموقر، إلى جانب البرلمان الذي ينتخب أعضاؤه ديموقراطياً، فضلاً عن وجود سلطة قضائية ترعى العلاقة بين الأطراف المختلفة في المجتمع، إلا أن هناك عددا كبيرا من المواطنين الذين قد لا يحترمون شرعية القوانين، ولا يراعون تفعيلها كاملة شاملة دون نواقص أو استثناءات.
ويلمس المرء على أرض الوطن العزيز عملاً دؤوباً يدور، كما في خلية النحل، التي يسودها البذل ونيل الحقوق كاملة غير منقوصة، هنا أو هناك، في أي مؤسسة كانت ليرى مثل ما يراه مميزا في الدول المتقدمة، وأسوة بتقبل مواطنيها وتلبيتهم لأدائها الفاعل.
فبعد انقضاء عطلة الصيف نستبشر خيراً على أرض هذا البلد العزيز ان يعود الكل الى العمل برغبة عارمة ونية صافية ويبذل كل ما هو مستطاع في سبيل النهوض، بعد أن حصل الجميع على حق المصيف في الخارج وقضاء إجازات راحة واستجمام بعد شهور طويلة من العمل والدراسة، لنعود مقبلين على العمل من جديد.
واذا تمعن المرء في أداء بعض المؤسسات الحكومية أو الخاصة، أو بعض الهيئات، يرى مالا يعجبه في الاداء سواء هنا أو هناك، من وجود ممارسات خاطئة لا تحترم قوانين العمل، ولا تسعى بكل طاقتها وهمتها، حيث يبدو الأمر كله مفتقرا الى وجود رقابة وظيفية وايضا رقابة ذاتية، مما يؤثر سلباً في سير العمل، ويعوق المعاملات.
ويرى الكل هنا ان هناك أوقاتا كثيرة يبددها الموظفون في امور اخرى غير العمل، ففي أحيان كثيرة يكون المدير (رأس البدن الوظيفي) غائباً عن هذا البدن، فإذا العامل أو الموظف لا يبذل كل طاقاته في سبيل إجادة الأداء، حيث تكثر ساعات تناول الطعام وتخير المطاعم التي سيجلب منها الأطعمة الى قاعات العمل حتى ان حفلا صغيرا نجده يفرض نفسه على الاداء في غياب المدير، بل ان المدير الآخر هو ايضا له زواره الخصوصيون حتى تشرب المسخنات وتدور القهوة ويؤكل الرطب.
ومن هذا المنطلق تضيق أنفس مواطنين طموحين وتهتز أفئدتهم كثيرا حيال هدر وقت ثمين كان يمكن ان يستثمر في منفعة البلاد، فالإسفاف واضح ومناورات الجماعات والشللية واضحة دون ان أعمم هنا هذا الأمر المحزن على كل المؤسسات.
أقول هذا، ونحن مقبلون على شهر كريم تكثر فيه الخيرات، ويقبل الناس فيه على الخشوع والاحسان في العبادة والاجادة في العمل، لأنه في هذا الشهر يجب أن تقرن العبادة بالعمل، وألا يكون الصوم مبرراً للتراخي في الأداء، أو الإهمال في العمل، وانقاص ساعات الدوام، وكأنما نحن نقول «صوموا ولا تعملوا».
اقرأ أيضاً