الموسوعة مؤلف يحتوي على معلومات عامة حول موضوعات المعرفة الإنسانية أو المتخصصة في موضوع معين، تعتمد على دقة التنظيم بحسب الترتيب الهجائي. وتعد الموسوعة مهمة لأنها تقدم معلومات أساسية وحقائق أولية.
تلبية لدعوة كريمة من الأخ المؤرخ فهد غازي العبدالجليل رئيس الجمعية الكويتية للتراث، لحضور حفل أقيم بمناسبة إصدار الموسوعة الكويتية للغوص والسفر الشراعي للباحثة والمعدة شفاء فالح المطيري، بدأ الحفل بالترحيب بالضيوف، وتقديم نبذة موجزة عن إصدار هذا الكتاب المكون من 435 صفحة.
تقديم الكتاب كان للعالم الفلكي د.صالح محمد العجيري، رحمه الله، ود.عبدالمحسن عبدالله الجارالله الخرافي، وحظي بمراجعة تاريخية ولغوية من الباحثين صالح خالد المسباح المريخي، وفهد غازي فهد العبدالجليل، أما المتابعة والتنسيق، فقامت بها مها يوسف أحمد المطوع. وفي كلمة مقتضبة لمؤلفة الكتاب ألقتها خلال هذا الحفل، قالت فيها: أفخر بأن أكتب عن رجالات الكويت المخلصين على اختلاف مهنهم: نواخذة (صاحب السفينة وقبطانها) كانوا، أو طواويش (تجار اللؤلؤ)، أو غاصة (الغوص والبحث عن اللؤلؤ في قاع البحر) أو مجدمية (نائب النوخذة) تزين التاريخ بدرر من تراثهم البحري وكفاحهم وقصص صبرهم سنين طوالا، حتى غدت بلدي الكويت جوهرة يرخص أمامها كل غال ونفيس.
خصصت المؤلفة شفاء المطيري الصفحات الأولى بتقديم كلمة في حق مؤرخ الكويت الكبير سيف مرزوق الشملان، واصفة إياه بالنفس التي جاهدت في سبيل حفظ وتثبيت الأركان التاريخية لكويتنا الغالية الذي أثرى تاريخ الكويت البحري والبري وحافظ عليه من الاندثار. زخر هذا الكتاب بالمعلومات القيمة التي تهم الباحثين في علوم البحار بأسلوب مبسط سهل المنال وجمع الكثير من الصور المميزة لمعالم السفن والبحارة والأدوات والمصطلحات البحرية. كانت هذه الفقرة المختصرة لشهادة حق من العالم الفلكي د.صالح العجيري، رحمه الله، في تقديمه للكتاب.
وفي جولة سريعة في متن هذا الكتاب بما تضمنه من صور ومواضيع لمهنة كانت تشكل الرئة التجارية الأساسية للاقتصاد الكويتي إلى جانب الرئة الثانية وهي السفر، فقد تكامل الغوص ليشكلا الجناحين اللذين طار بهما الأسطول البحري الكويتي الشراعي إلى سواحل أفريقيا غربا، وإلى سواحل الهند وسيلان شرقا من الكويت، وهي الدولة الصغيرة التي لا غطاء أخضر ولا نبع ماء من أراضيها، ولا أنبتت الأشجار الباسقة التي منها تم صنع هذا الأسطول من السفن الخشبية، ولكنها الإرادة واليقين بقدر الله تعالى الذي آمن به الكويتيون، فقبلوا التحدي وثابروا قبل حياة النفط المرفهة. تلك كانت كلمة د.عبدالمحسن عبدالله الخرافي في بداية صفحات هذا الكتاب الذي قادني إلى تتبع صفحاته واستعراض بعص الصور والمعلومات، لأجدني حينها وكأن صدى (حزاوي وقصص) والدي، رحمه الله أسمعها تخترق جدار الزمن قادمة من بعيد، تعيدني إلى عقود ثلاثة أو أربعة مضت، عندما كان يسرد لنا ولإخوتي قصص الغوص والسفر وبطولات أهل الكويت في البحث عن لقمة العيش الحلال، وما يتعرض له الغاصة من خطر محدق.
جميل جدا هذا الإصدار الذي وثق حقبة مهمة من تاريخ الآباء والأجداد. شكرا للمؤلفة على هذا الجهد والاهتمام بتاريخ بلدي الكويت لتقدمه للأجيال الحالية والقادمة.