نتوجه لصاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد بخالص التهنئة والتضرع بالدعاء أن يسدد المولى تعالى خطاه وأن يكون خير خلف لخير سلف.
إن الخطاب السامي أمام جلسة القسم في مجلس الأمة ليس خطابا وكفى بل منهج ورؤية إصلاح ثاقبة أراد بها سموه أن يبين لنا فيه أنه الرجل الأمير الإنسان الحازم القادر بإذن الله الذي يملك رؤية اصلاحية لواقع يتطلع لأن يكون أفضل مما كان، منهج إصلاح يحمل في طياته تشخيصا لواقع شعب عان الكثير من ويلات الزمن.
خطابه منهج ورؤية كشفت لأمته عن شكل عملية المعرفة التي أدركها سموه في الوصول إلى حقائق الأشياء المحيطة بهذا الوطن والمجتمع، واضعا إصبعه على الجرح، عارفا مداه، أضراره المحيطة به، بل بمدى حجم أعراضه المدمرة ليداويها وفق «روشتة» وصفة إصلاح قد تكون علقم المذاق، حنظل طعمها، لكنها وصفة شديدة الوطأة بحجم الألم الذي يشعر به سموه.
النطق السامي فرض قيما اصلاحية تعبر عن شخصية آلمها حال شعب يعاني من وجع ألمه، فلبى لهم «أنا الطبيب المداوي» فأبشروا للقادم من خير والمستقبل من بزوغ شمس ستشع بمزايا متطلبات تطبيق مستوجبات عهد جديد يحمل رؤى مستقبل واعدا ستضع قواعد جديدة ترتكز عليها مصالح الوطن العليا، ركائز تحرك الراكد من ملفات مهمة وحساسة بل وخطيرة عصفت بأجواء هذا الوطن النقية، ملفات تتعلق بالهوية الوطنية والوطن والمواطنة والولاء، ملفات تتعلق بالتعيينات في المناصب القيادية، والعدالة الاجتماعية والتنمية الاقتصادية.
النطق السامي حمل قيما في طاعة ولي الأمر التي هي من مقتضيات الالتزام الشرعي بها، ليوصل رسالة استباقية في هذا الشأن قوامها السمع والطاعة، أنه ليس خطابا وكفى بل نبراس نهتدي به وآفاق ترفرف بأحلام الكويت والكويتيين، إنه خطاب يعبر عن خارطة طريق طويل يوصلنا إلى درة الخليج المستريحة في آخره، تنتظر الفارس ليعيد اليها بريقها ومجدها وسؤددها، وأنت أهل لها يا سمو أمير الحزم. وفقك الله وسدد على دروب الخير خطاك..