في 11 ديسمبر 2016، أعلن سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك تشكيلته الحكومية السادسة، رمى فيها المجاديف إلى خالد ناصر الروضان، ليبحر بسفينة التجارة والصناعة.. وقتذاك، تدافعت الأسئلة، وتسابقت علامات الاستفهام: «ماذا سيفعل هذا الشاب فاليوم مستقبل الكويت، ورأس الهرم في إستراتيجية تحويل رؤيتها 2035 إلى واقع معيش؟».
ولم يخف هؤلاء ما في خلجاتهم، وأمانيهم في أن توكل المهمة إلى رجل مخضرم في عالم الاقتصاد والمال، دعكته التجارب، ودهاليز الأسواق والبورصات.. هكذا ظنوا، وعلى هذا رسمت مخاوفهم، خط سير توقعاتهم.. بيد أنهم لم يدركوا أن «خالد الروضان، ابن وزير، حفيد وزير.. لوالده وجده، أفعال تفاخر بها الحكومات.. عنوانهما صدق عمل، وإخلاص عطاء، ونظافة يد، وشفافية طرح».
وعلى منوالهما، تفوه خالد الروضان بأول كلمة له بعد أدائه اليمين الدستورية:«أتيت للإنجاز، والارتقاء بالوزارة، إلى ما هو غير عادي..غايتنا الكويت، والابتكار منهجنا، والنجاح دربنا».
واليوم، وبعد نحو عام وتسعة أشهر تقريبا شهدت الروضان على هرم وزارة التجارة والصناعة.. بات جليا أن من انتابته خيفة، تبددت ظنونه.. ووقتذاك الذي أبدى تساؤلات:«الوزارة ليست دورة رياضية رمضانية»، حتما وجد ردا سريعا بخر علامات تعجبه:«المبدع مبدع أينما حل، والتميز لا سن له، وصاحب الهمة والرؤى الثاقبة، بصماته قبلة الأبصار».
فوزارة التجارة اليوم، ليست كحالها قبل مجيء وزيرها الحالي،.. في عهد خالد الروضان، وصف الوزارة بشهادة تقييم مؤسسات اقتصادية موثوقة، وتقارير جهات محايدة محلية وخارجية: «للوطن والمواطن من دون منازع، وحضن لمبادرات الشباب، وسند للمستثمرين ومشاريعهم.. منتفضة للنهوض الاقتصادي، والإصلاح التجاري بذاته، وبث الروح في قطاعات صناعية وحرفية وإنتاجية... بعدما سكنت اللاوجود سنين، بلا أداء ولا حراك.. تمثلت فيه عبئا ثقيلا على المال العام، بدلا من أن تغدو رافدا له».
عشرون شهرا، حبلى بما خطه الروضان من قرارات، وثقيلة بتشريعات، أتى بها إلى مجلس الأمة صاغها قوانين نوعية، وأتبعها بلوائح ومتابعات ميدانية، لئلا تختنق في دهاليز الأدراج.. فبر بقسمه، وأوفى بعهده سريعا، وعلى ذلك تبصم رخص المستثمرين، ومعاملات النافذة الواحدة، وتسهيلات مشاريع الشباب، وعرباتهم المتنقلة، ورقابة الأسعار وحماية المستهلك، واستقطاب الشركات، وتخصيص غير مسبوق للأراضي الصناعية وتوطينها..والقائمة تطول، وكفى هذه، قفزات الكويت في مؤشر بيئة الأعمال العالمي، فمن لا وجود لها في الترتيب قبل 2017، إلى مواقع تزاحم الصفوف الأمامية.
هذه صورتها في عيون أهلها والمتعاملين معها، وحتى مراقبيها.. تحركت مياه راكدة، وانطلقت ما كانت معطلة، وفتح المغلق، وغابت تواقيع الاستثناء.. يهلل لذلك كثيرون.. ويشيد بها الحالمون... خالد الروضان.. حكاية شاب جسد الإنجازات وترجم التطلعات.