لاتزال المظاهرات مستمرة في مدينة هونغ كونغ الصينية، حتى مطار هونغ كونغ كان له نصيب منها مع إصرار المتظاهرين على رفض ترحيل المعارضة أو المتهمين إلى خارج مدينتهم لمحاكمتهم أمام المحاكم الشيوعية كما أنهم مصرون على المحافظة على إرثهم الديموقراطي والدفاع عنه أمام محاولات الصين لدمجهم في المجتمع الشيوعي، ومن دون أن يتعرضوا لأي عملية قمع أو تصفية لإنهائها كما حدث سابقا للمتظاهرين في ساحة تيانانمن عام 1989 وهو أمر يدعو إلى الاستغراب.
فأين جبروت التنين الصيني الذي لا يعرف الشفقة أو الرحمة مع البشر؟ وأين ذهب تغوله على المسلمين في شينجيانغ المحتلة وقد انتزع مئات آلاف الأطفال من أسرهم وزجهم في مراكز بعيدة عن الأنظار أعدت لغسيل المخ ولإعادة تشكيل عقولهم من جديد ليصبحوا مواطنين شيوعيين صالحين!؟ وأين سياسة القمع والاضطهاد الثقافي والسياسي والاجتماعي الممنهجة ضدهم وإجبارهم على الإفطار في رمضان تحت التهديد والوعيد وحرمانهم من الصلاة في مساجدهم وملاحقة معارضيهم وتصفيتهم جسديا هذا إن لم تكن قد صدرت بحقهم أحكام بالسجن المؤبد؟
يبدو أن التنين الصيني تحول إلى فأر في هونغ كونغ يخشى القيام بأي عمل قمعي غير مسؤول قد يثير عليه الأوروبيين والأميركان الذين يتابعونه عن كثب من خلال مراسليهم المنتشرين في أنحاء المدينة، والشيء الوحيد الذي استطاع القيام به هو إرسال عصابة من عناصره الأمنية يلبسون قمصانا بيضاء للتحرش والاعتداء على المتظاهرين وهي غاية في السذاجة والبلاهة. يدرك المتظاهرون أن الحكومة الصينية لن تنجر إلى قمعهم وهم مطمئنون في مواصلة تظاهراتهم للمطالبة بإسقاط قانون الترحيل نهائيا وليس تعليقه فقط لأن ترحيلهم سوف يعني تعريض حياتهم ومستقبلهم إلى الخطر خاصة أن المحاكم الشيوعية لا تعترف بحقوق الإنسان وتتعامل مع الإنسان كمادة خام يمكن التخلص منها أو تشكيلها كما تشاء.
كان الله في عون المسلمين في شينجيانغ الذين لا يجدون من يناصرهم ويقف إلى جانب قضيتهم الإنسانية وليحذر المسلمون بأنهم لن يكونوا بمأمن من هذا القمع الممنهج الذي نراه في العديد من بلدان العالم البعيدة وحتى القريبة منا كما يحدث في سورية حاليا.
***
حتى الآن نسمع جعجعة ولا نرى طحنا بين ترامب والنظام الإيراني فيما تتدفق أموالنا في جيب الخزانة الأميركية!