بقلم: طلال الرواحي
كان هناك شخص يعمل في يوم مليء بالكفاح، وبعد ذلك الجهد الكبير قرر أن يرتاح، لأنه حقق بذلك العمل الكثير من النجاح، فكان بجهده وتفانيه في العمل للرسائل السلبية وكأنه سفاح، لأن أهم شعار كان يردده ويطبقه حي على الفلاح، لذلك امتلك للإبداع والإنجاز ألف مفتاح ومفتاح، وها أنا أسأله في نهاية هذه المقدمة أيهما تفضل الليمون أم التفاح؟ أهلا بك عزيزي القارئ أردت اليوم أن أبدأ معك بهذه القصة التي افترضتها بنفسي، لأصل بك إلى السؤال الأهم الذي أوجهه لك مباشرة:
أيهما تحب أكثر الليمون أم التفاح؟
أعلم أن سؤالي فيه شيء من الغرابة، وكأنني أسمعك تقول لا يوجد هناك وجه للمقارنة بين الليمون والتفاح، ولكي أقلل عنك تلك الدهشة سأسألك السؤال مرة أخرى، ولكن بطريقة ثانية:
في الحموضة أيهما أفضل الليمون أم التفاح؟
الآن وكأنني أسمعك تقول مباشرة الليمون طبعا، وهذا ما أردت أن أصل إليه بالضبط، وهو محور موضوعنا اليوم «المقارنة الخاطئة» فلا يمكن أن تقارن الليمون بالتفاح، وإذا قارنت أجمل صفة في الليمون ـ الحموضة ـ مع أسوأ شيء في التفاح ـ الحموضة ـ طبيعي جدا الليمون سيكون هو الأفضل، وهذا ما سأخبركم عنه اليوم بالتفصيل.
وقبل التفاصيل أطلب منك عزيزي المبدع أن تكتب هذه العبارة في مذكرتك وتضعها في ذهنك دائما «لا تقارن نفسك بأي شخص في العالم، فإنك إن فعلت ذلك فأنت تهين نفسك»، وكذلك أقول للآباء والأمهات لا تقارنوا أطفالكم بأي طفل في العالم لكي لا تهينوا هذا الطفل ولا تشعروا بأي إحباط، فقط ما أقوله وأركز عليه كثيرا «ادعموا أبناءكم حتى وإن كانت بداياتهم فاشلة»، ولا تقارنوهم بأي مخلوق مثل ما ذكرت، ولا تقعوا في الفخ الذي وقع فيه صديقي خالد عندما يخبرني عن قصته عندما كان أبوه الكبير في السن يقارنه دائما بابن الجيران واسمه ماجد، فدائما عندما يقوم خالد بأي عمل لكي يحكم الأب هل هذا العمل سليم أم لا فيقول له ماذا فعل ماجد؟ فإذا كان ماجد يقوم بنفس العمل فينال صديقنا خالد التعزيز، وأما إذا لم يفعل فالعقاب المتمثل بصفعة قوية على الوجه سيكون الجزاء المباشر! وفي يوم من الأيام يخبرني خالد بأنه حصل على المركز الأول في الصف الخامس، وإذا به يحمل الشهادة ويركض مسرعا نحو البيت ليبشر أهله وخصوصا أباه وعندما وصل أعطى أباه الشهادة وقال له حصلت على المركز الأول، فإذا به يسأله السؤال البديهي والمعتاد، كيف ماجد؟ فقال له حصل على المركز الثالث، فإذا بالصفعة القوية مباشرة تطبع على وجه خالد! كما لاحظت أيها القارئ المتفرد الأب وضع معياراً ثابتاً للمقارنة غير قابل للتغيير، والأغرب من ذلك بأن المعيار غير صحيح أبدا.
أيها المبدع رحلتنا لم تنته بعد سأعود لك الأسبوع المقبل لإكمال أسرار هذه الرحلة بإذن الله.
[email protected]
http://twitter.com/alrawahitalal