بقلم: طلال الرواحي
قارئي الرائع هأنذا أعود لك كما وعدتك الأسبوع الماضي لأستكمل معك موضوعنا هذا..
ولذلك من أكبر الأخطاء التي يقع فيها الكثيرون ولا أريدك أن تقع أنت فيها عزيزي المبدع هو ربطهم للسعادة بشيء مادي وملموس وبالمثال يتضح المقال:
يقول الطالب: عندما أتوظف سأصبح سعيدا.
يقول الموظف: عندما سأصبح مديرا سأكون سعيدا.
يقول المدير: عندما أصبح مديرا عاما سأسعد في حياتي.
وهكذا.. والبعض يقول عندما اشتري سيارة والبعض يقول عندما أتزوج والأغلب منا ربط سعادته بشيء ملموس، ولذلك لن يجدها وإذا وجدها فستكون مؤقتة وسريعة الانتهاء لتكون نصيحتي له بأن اهمس في أذنه بهدوء وأقول له: السعادة تحت قدميك لا تبحث عنها بعيدا وأعلم بأن البعض هنا سيتهمني بالمثالية وبأني غير عايش للواقع، فأبتسم له وأقول: إذا أردت أن تتأكد من أنك سعيد انظر إلى ما تملك وليس إلى ما لا تملك ولكي يتضح لك ذلك جليا كالشمس في عز النهار أدعوك لزيارة أماكن عدة اذكر منها هنا فقط مستشفى الأمراض العقلية لتتأكد من أن هناك أسبابا كثيرة متوافرة لديك لكي تكون سعيدا الآن الآن، وليس إلى حين الانتهاء من قراءة هذا الموضوع وبعدها لك حق الاجتهاد كالعادة بأن تفكر في زيارة أماكن أخرى تؤكد لك أنك من أسعد الناس فهاهو احد المتدربين لدي عندما كنت أطرح هذه الفكرة في إحدى دوراتي يقول لي: أستاذ بس أوضاعنا المادية صعبة فنحن لا نملك الكثير من الأموال لنكون سعداء!
فقلت له: أتعلم بأنك غني جدا بل أنت مليونير؟! فتعجب من كلامي.
وقال لي: كيف؟
فقلت له: امسك ورقة وقلما واكتب معي ما تملك.
فقال: أنا مستعد.
فقلت له: أحد أصدقائي كان والده يعاني من فشل في الكبد، وبدأت صحته تتدهور كثيرا ولم يكن لديه أي خيار إلا أن يقوم بزراعة كبد، مما اضطره إلى أن يسفر والده ليقوم بتلك العملية التي كلفته 70 ألف ريال عماني، وعندما انتهيت من سرد تلك القصة التي تأثر بها كثيرا سألته كيف كبدك أنت؟
قال: بأحسن حال ولله الحمد.
فقلت له: إذن أنت تملك 70 ألف ريال وسألته: هل من الممكن أن تبيع إحدى عينيك؟
قال لي: مستحيل.
فقلت له: ان صنع عين اصطناعية لا تصل أبدا لمستوى عينيك اللتين أبدع الخالق في خلقهما يكلف حوالي 69 ألف دولار، فطلبت منه أن يضيف ذلك المبلغ الى المبلغ السابق وبعدها يضيف كذلك قيمة يديه ورجليه ووووو..
إلى أن قال لي: توقف خلاص أقسم لك بأنني اقتنعت بأنني غني جدا بل مليونير كما قلت وختم كلامه بأنه «صحيح ما حد يحس بالنعمة إلا لما يفقدها».
وسأكمل لك عزيزي القارئ باقي اللحظات في الأسبوع المقبل بإذن الله.
[email protected]
http://twitter.com/alrawahitalal