في الآونة الأخيرة أثيرت «ضجة» بشأن المكافأة الطلابية التي تصرفها الدولة للأبناء طلاب الجامعات والتطبيقي، حيث وجهت سهام للأخت د.أنوار الإبراهيم حول اقتراحها الذي قرأته في مقال الزميل م.طارق الدرباس والذي أوضح القصد من رأي د.الإبراهيم حول المكافأة الطلابية، كما أثار م.الدرباس قضية التشغيل الطلابي وأبدى رأيه الواضح حول هذه القضية الاجتماعية والاقتصادية بنفس الوقت، وهنا نحن نشارك الزميل الرأي السديد الذي طرحه بشأن التشغيل الطلابي الذي نجح في رفع أعباء كثيرة عن كاهل الأسر وكذلك حقق منافع وآثارا طيبة لمن كان يعمل سواء في القطاع الخاص أو الحكومي وهو على مقعد الدراسة.
وهنا نقول لقد كنت أنا واحدا من المستفيدين من العمل خارج أوقات الدراسة ومثلي الكثير من الأصدقاء، ولقد حصدت فوائد كثيرة من خلال العمل بالاحتكاك بخبرات ممن سبقونا في هذا المجال وبالأخص المسؤولين الذين عملنا معهم في تلك الفترة فكانت الخبرة العملية اهم بكثير مما استفدنا منه من الماديات، وقتها كانت الرواتب بسيطة ولكن في نفس الوقت كسبنا معارف وأصدقاء كثيرين فكانت تلك «ثروة» الحياة العملية من خلال التشغيل الطلابي كونت فينا الشخصية وصقلت فينا امكانات كثيرة، استثمرنا تلك الخبرات بعد التخرج بالعمل في قطاعات حكومية ووطنية اخرى متعددة بفضل رؤية الحكومة الثاقبة بتوظيف الطلبة اثناء الدراسة الجامعية بعد اوقات الدراسة.
بالطبع هناك العديد من الاخوة الزملاء ممن عمل معنا وجرب تلك الخبرات بالتأكيد حققوا الكثير من الفوائد كل في مجاله وخاصة من عمل في قطاع الاعلام والشؤون والبريد والبلدية وغيرها من القطاعات الوظيفية الحكومية وآخرين ممن عملوا في القطاع الخاص، نعم نحن نقول بأن الوظيفة هي تربية عملية ونفسية تصقل مواهب الطلاب الجامعيين خاصة باحتكاكهم المباشر بالخبرات الميدانية، لذلك نقول إن كل الاندية الرياضية والاتحادات واللجان الأولمبية تحتاج الى جهود وقدرات وكفاءات الأبناء من طلبة الجامعات والمعاهد التطبيقية، فلماذا لا نتيح لهم الفرصة للاستفادة من هذه الفرص مثلا؟
وبذلك نحن نكوّن من هؤلاء الشباب والشابات قوة فعلية، وكوادر وطنية متدربة تستطيع انجاز المهام المطلوبة في كل مجالات العمل لأنهم المستفيدون اولا من التشغيل الطلابي الذي اتيح لهم في القطاعات المختلفة.
في الحقيقة نحن نطالب بل ونضم مطالبنا الى الجهود الوطنية التي تدفع «باليد العاملة»، الوطنية لاكتساب الخبرة في كل المجالات من خلال تشجيع طلابنا على الانخراط بالتشغيل الطلابي المدروس والمقنن وصقل مواهبهم والاستفادة من قدراتهم وإمكانياتهم، لأنهم بالفعل يشكلون قوة عاملة قادرة على سد النقص في كل الاماكن المتاحة للعمل بالفترة من الساعة 3 عصرا حتى التاسعة مساء، وهنا اتذكر تجربتي الشخصية مع ابني، الذي عمل لمدة 5 سنوات بالقطاع البنكي خلال دراسته الجامعية في برنامج خدمة العملاء فاكتسب الخبرة الميدانية والعملية وبعد تخرجه استفاد من هذه الخبرة في عمله الجديد بالقطاع النفطي وصقل مواهب كثيرة خاصة قدرة التعامل مع العملاء والزملاء والرؤساء والمرؤوسين بالعمل.
بالطبع ان دعوة الزميل م.طارق الدرباس والمهندسة الدكتورة أنوار الإبراهيم يجب دراستها بتمعن لأن الكويت بحاجة للأيدي العاملة الوطنية.