وليد الاحمد
أؤيد وبشدة ما تنشره صحفنا الخمس من جرائم يومية، حيث تفرد لها مساحات كبيرة اصبح معها القراء يقبلون على قراءتها بانتظام، بعد ان كانت في السابق تعتبر من المحظورات من باب عدم تشويه صورة البلد امام الآخرين ونشر غسيلنا في الخارج!
احد القراء ظهر عليه الاستياء من ظاهرة الصفحات اليومية لتلك الحكايات والقصص، حيث يقول ان جيراننا اصبحوا ينظرون الينا نظرة «غير حضارية» نظراً لكثرتها.
وانا اقول ان ذلك غير صحيح، لأن نشر تلك الجرائم والقبض على المجرمين يجعلان من يفكر في ارتكاب حماقة يعيد النظر في خطوته، وينظر الى اثر فعلته في مخيلته بعد القبض عليه، بعين الواقع المر، كما يبينان في الوقت نفسه حرية الاخبار السارة و«المؤلمة» التي نتمتع بها، بعد ان قلنا لسياسة النعامة: لا للغطس تحت التراب بعد اليوم.
لقد كنا في السابق نرفع شعار «تمام يافندم» الذي اوصلنا الى حافة الهاوية بعد ان صدقنا انفسنا وظننا اننا مجتمع مثالي، غير مصاب بظواهر الانحرافات الاخلاقية، حتى ذهب بنا الخيال لنعيش في عالم جميل من الاحلام الوردية نطير في السماء بأجنحة بيضاء كالفراشات المزركشة ونحط على الازهار ببراءة وسعادة ومنظر يحسدنا عليه الجميع، بينما واقعنا، مع الاسف، تنخر فيه الظواهر المؤلمة والحشرات القاتلة والناقلة للعدوى التي لا تظهر على السطح، ولكن يعلم بها الجميع وبطريقة «شايفين وساكتين».
سلبيات
واذا ما كان من ظواهر سلبية من جراء نشر تلك الاخبار فانها تتمثل في المبالغة والتضخيم غير المنصف عند سرد الواقعة، وهذه ـ حقيقة ـ مشكلة بعض الصحافيين عندما يريدون ان يثيروا القراء ويرغموهم على القراءة، حيث يضعون ديباجة من وحي خيالهم بقصة بوليسية او تراجيدية، وربما كوميدية مبالغ فيها تضر اكثر مما تنفع. ولعل هذا الجانب يجرنا الى الحديث ايضا عن مساوئ بعض مجلاتنا الاسبوعية او الشهرية المتخصصة بالجرائم، حيث كثيراً ما تلجأ الى اسلوب المبالغة والتهويل، وربما الكذب في بعض القصص من اجل زيادة المبيعات، ومنها نشر صورة «مفبركة» على انها جريمة قد حدثت لعملية اغتصاب او اختطاف دون ان تظهر المعالم واضحة لتبقى الصورة «مطاطة» تتذبذب بين الكذب والحقيقة، فالمهم ان تشد القراء فيقبلوا على الشراء!
خبر عاجل
احد الزملاء كتب يوماً خبراً «اي كلام» لا يمكن ان يحكم عليه احد بالصدق او الكذب من بنات افكاره، وجد نفسه مضطراً لكتابته من اجل «تسكير الصفحة» وهو «لا يودي ولا يجيب»، فقال: تم القبض على فنانة عربية مشهورة في احدى الدول العربية بقضية دعارة وكان برفقتها فنان مشهور، وما زالت التحقيقات جارية ثم «طعمها» بصورة «قفا» امرأة غربية غير واضحة المعالم، وعلى مساحة ربع صفحة.
ومن أجل تصحيح هذه الأوضاع بإذن الله نلقاكم!