وليد الأحمد
«في أبريل 1998 نظمت غرفـة تجارة وصناعة الكـويت المـؤتمر الأول للـقطـاع الخــــاص في الكويت، وكان مـوضوعه تأهـيل القطاع الخاص لأداء دوره الإنمائي.
منذ ذلك الـتـاريخ حــتى اليـوم مــرت تسع سنوات صـدرت خلالهـا تشريعـات اقتصـادية عديـدة، ونشأت مـجالس ومـؤسسات جـديدة، وتراجعت سيطرة الهم الأمني، وسـجلت اسعار النفط ارتفاعـا كبيـرا انعكس نسبـا قياسـية في نمو الناتج المحلي الاجـمـالي، وفائـض ميـزاني التـجارة والمدفـوعات، ومـؤشرات أداء السـوق المالية ومعظم الأنشطة والقطاعات.
ورغم هذا كله، فــان الاصـلاح الاقـتـصـادي بمفهومه الحقيقي ـ أي الانتقال من اقتصاد ريعي يتـحكم به الانفـاق العام الى اقـتـصاد انتـاجي يحركـه القطاع الخاص ـ لم يسجل تقدمـا يذكر، بل يمكن القول ان الاختلالات الرئيسية ـ المتمثلة في تضخم الانـفاق العام الاسـتهلاكـي، وهيمنة القطاع العــام، والانحـراف الكبـيـر فـي هيكلة العـمـالة ـ قـد ازدادت حـدة وعـمـقـا، كـمـا ان تشـريعـات بالغة الأهـميـة كـقوانين الـتجـارة والشركـات والخصـخصة وتنظـيم سوق المال، مـازالت بين سين وسـوف، ناهـيك عن انقـضـاء مـعظم فـتـرة الخطـة الخـمـسـيـة دون ان يتم اعتمادها واقرارها».
هذه الفقرة اقـتطفتها من كلمة سطرتهـا غرفة تجـارة وصناعـة الكويت بمناسـبـة تنظيمـهـا «المؤتمر الثــاني للقطاع الخـاص فـي الكويت» يومي 12 و13 الجـاري برعاية كريمة مـن صاحب السمو الأميـر أردت اعادة تسطيرها لعل الذكرى تنفع المؤمنين.
فالاصـلاح الاقتـصادي مـازال متـعثـرا يكاد يراوح مكانه رغم التحركـات الفردية هنا وهناك ورغم الآمـال اليـومـيـة والشـهـرية والسنوية لتصحيح الأوضاع الروتينية والقرارات المؤجلة والعـبث في مصلـحة البـلاد العامـة بتـفصـيل المصلحــة الخـاصــة وترك البـلاد تغــرق في صراعات داخلية ومعارك جانبية تظهر تارة بين مجلس الأمة والحكومة، وتارة اخرى بين التجار أنفسهم.
على الطاير
بشرى سـارة زفتـها لنا مؤسـسة «سـتاندرد اندبورز» العالمية عندما أوضحت ومن خلال آخر دراساتها حول الدول الغنيـة والأكثر بالفوائض والثروات المتراكمـة بأن الكويت أكثر دول العالم «مـلاءة» بقيـاس ميـزان الحـساب الجـاري الى اجمالي الناتج ثم سنغافورة ثانيا وقطر ثالثا.
ونحن بعـد ذلك نتسـاءل: مـاذا ننتظر والبلد يعاني من كساد اقتـصادي وضمور في المشاريع وفي استـقطاب المستـثمرين من الخـارج؟
يبدو اننا ننتظر من يأتي ليسرق ثرواتنـا المتراكمة ثم نبكي الأطلال.
ومن أجل تصـحيح هذه الأوضـاع بإذن الله. . نلقاكم!