وليد الأحمد
أرجـو ألا يســتـبق أحـد نواب مــجلسنا «الصيحة» ليعلن غضـبه ورفضه للتشكيلة الوزارية الجـديدة بسـبب أن الحكومـة «مـا اختارته» أو لم «توزر» أحد أبناء عـمومته أو تكتله أو حركته أو طائفته.
فقـد مللنا من كثـرة «البكاء على الأطلال» والترحم على أيام زمـان ومواجهـة الحكومة بالتـرصـد لهـا منذ اليـوم الأول لتـشكيلهـا والتـحجج بأمـور من وحي الخـيال لإثبات فشلها قبل أن تبدأ.
التــصـيــد في الميــاه العكرة أو حــتى «جـــرجــرة» هذا الـوزير أو ذاك لمنصـــة الاسـتـجـواب ليس بالأمـر الصـعب بل بكل ســهـــولة، ومن الآن بـإمكان أي نائـب في المجلس اثارة مــوضـوع من الموضــوعـات المطروحة على الساحة القابلة للاشتعال، من صـحـة وكــهـرباء ومـاء ونفـط وأشـغـال وتخطيـط، ومن ثم «جـر» الـناس حـولهــا والقول بفساد الوزير بعـد مرور شهور على توليــه حـقـيـبــتـه الوزارية ليــصل إلى الاسـتجـواب ومن ثم تجمـيع 10 نواب لطرح الثقة به والسلام.
الى متى سنبقى عـلى هذا الحال بين الشد والجـــذب والتطاحـن وتغلـيب المصـــالح الشـخصـيـة على المصالـح العامـة ومن ثم التغني بـحب الوطن ووطني حبيـبي وطني الغالي وطني النجم العـالي، وما إلى ذلك من تغن بالكلمات والتصريحات دون فعل؟ الدول القريبـة منا تطورت بل تخطتنا في العـمران والاقـتـصـاد والتجـارة والتـعليم وجـمــيع أنواع الفنـون والرياضـة حــتى السـياسـة، ونحن مـازلنا نتـغنى بأن لدينا مجلسا ديموقراطيا منتخبا يعبر عن الشعب وعن إرادته ويسـعى لأخذ حـقوقه ويعـلمه واجباته ويرفع من شأن الوطن دون أن نرى ذلك على أرض الواقع.
عموما إذا اعتبـرنا استقالة الحكومة ومن ثم تشكيل الحكومـة الجديدة «كارت أصـفر» لمجلس الأمـة فـإن الكارت القـادم ربما يكون «أحـمـر» فـهل يفـهم النواب ذلك أم أن «فـتل العـضـلات» والسـعي لتـمـرير المعـامـلات المتـجاوزة سـيـسـتمـر حـتى ينال المجلس الكارت الأخير؟ وإذا كنا نلـوم نواب مـجـلسنا بالدرجــة الأولى لما آلت إليه الأوضاع الأخـيرة فإن هذه الحكومـة اذا اتبـعت نفـس خطى الحكومـة السابقة في «مجاملة» النواب بالتغاضي عن ممارسـاتهم الخاطئـة وسـعيـهم لتـحقـيق المصـالح الشخـصيـة فـسيكون مـصيـرها كمصير سابقتها، الفشل الذريع.
على الطاير
أقـول لأعـضاء حكومـتنا الجـديدة قـول الشاعر: إن المنـاصب لا تـدوم لواحـــــد إذا كنت تـذكــر ذا فــأين الأول؟!
فاغرس من الفعل الجميل فضائلا فــإذا عـزلـت فـإنهــا لا تعــزل ومن أجل تصـحــيح هذه الأوضـاع بإذن الله. . نلقاكم.