أنزل الله سبحانه الرسل عليهم السلام إلى أقوام، بعضهم محمل برسالات، وآخرين بصحف، وآخرين بهدى ونبراس. وكانت الرسالات السماوية وفق تعاليم الرسل والأنبياء عليهم السلام مكملين ومقدرين ومبشرين بعضهم البعض، كما وصف الله ذلك قول سيدنا عيسى عليه السلام عن سيد الخلق عليه وعلى آله الصلاة والسلام في سورة الصف (ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد).
وكما تواترت خطى الصيهونية العالمية مباركة ومدعمة بأقوال من كارهي وحدة الأديان بدأ الناس يشككون بعضهم البعض في أديانهم لتنجم عن ذلك العداوة، ثم انصرفوا لهلاك ذات الدين بدعم وتأسيس وتأجيج فرق اسلامية شيعية وسنية متباينة الفكر. وقد يعرف البعض ما يعي من كلمات هم لها حافظون، حتى انتشرت النار في الهشيم بين الملك، وغدوت ترى العراقي يقتل مواطنه، وكذلك السوري واليمني وهلم جرا. كلا وبتداعيات ما أنزل الله بها من سلطان. ما حدا بي لخطّ هذه المقالة بموسم الحج الشريف وما وصلت اليه امتنا العربية، والأهم من ذلك تذكري للتآخي الاسلامي المسيحي سابقا حيث ألف ولحن وغنى مسيحيون عن أهل مكة. فالشاعر هو المسيحي سعيد عقل، والملحن الرحباني المسيحي والصوت الشجي المسيحية فيروز وكلهم من أرض الطيب لبنان الخير.
فإن كانت أيهما القارئ تثق بسماحة ووحدة الاديان وقبل أن تنتشر طواعين وبغضاء احزاب: الاخوان المسلمين، السلف، داعش، القاعدة، النصرة، حزب الله العدوة الحشد الشعبي وغيرهم، اقرأ هذه القصيدة وتمعن وتدبر ما فعل بك الصهاينة وأحزابنا الخربة مدعو الاسلام، والله وملائكته ومحمد وآله والاسلام والمسلمون منهم براء إلى يوم الحشر.
غنيت مكة أهلها العتيد
والعيد يملأ أضلعي عيدا
فرحوا فلألأ تحت كل سما
بيت على بيت الهدى زيدا
وعلا اسم رب العالمين
علا بنيانه كالشهب ممدودا
يا قارئ القرآن صل له
أهلي هناك وطيب البيدا
من ركع ويداه آنستا
أن ليس يبقى الباب موصودا
أنا اينما صلى الأنام
رأت عيني السماء تفتح جودا
لو رملة هتفت بمبدعها
شجوا لكنت لشجوها عودا
ضج الحجيج هناك فاشتبكي
بفمي هنا يغر تغريدا
وأعز ربي الناس كلهم
بيضا فلا فرقت أو سودا
لا قفرة إلا وتخصبها
إلا ويعطي العطر عودا
الا رضى ربي وردة وعدت بك
أنت تقطف فارو موعودا
وجمال وجهك لا يزال رجا
يرجى وكل سواه مردودا
أختم مقالي للحثالة الذين ابتليت ألإنسانية بهم من قتل وترويع وإزهاق للأرواح واتلاف لممتلكات لمسلمين ومسيحيين. في إحدى الغزوات رأى أسامة بن زيد وهو ابن حب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد المشركين يصارع الموت فعندما هم بالقضاء عليه نطق بالشهادة، إلا أنه اجهز عليه. فلم علم الرسول ذلك اشتط غضبا وقال لأسامة كيف ستقابله يوم القايمة بالشهادة؟ فتمنى اسامة ان لم تكن قد ولدته امه. هذا هو نور الهدى ونبي الرحمة. خالص الشكر لولدي علي لإمدادي بنص القصيدة. حفظه الله ورعاه.
[email protected]