قد نقرأ آيات كريمة في القرآن الكريم، وهي لا غرو كلام الله المنزل الا انها اما على لسان صالحين او طالحين، فان كان ذاك فعلينا الا نكرر ذلك لوصف امور قد لا يكون لنا حجرا «عقلا» لفهمها، مثل وصف اليهود بان الله فقير ونحن أغنياء، هل لنا ،حاشى لله، ان نقول ذلك عن الله، وكذلك علينا ان نعتبر بقصص السالفين وحكم التالين، لعلها تكون لنا مدكر.
ورد في سورة يوسف على لسان عزيز مصر معاتبا زوجته زليخة على صنعها بسيدنا يوسف عليه السلام (إنه من كيدكن. إن كيدكن عظيم) فالله لم يقل في كتابه يا نساء العالمين ان كيدكن عظيم، وانما جاء على لسان حاكم كافر لا يؤخذ منه تشريع أو نص يقتدى به، او قاعدة تحتذى ويستنبط منها امر شرعي، وما كان كيد زليخة؟ كيدها كان حبا وشغفا وولعا فكيدها هو حب لا ضغينة ولا مكر!
بيد ان كيد الرجال ادهى وأمر، فقد ورد في بداية ذات السورة على لسان سيدنا يعقوب عليه السلام وحي اليه من ربه بعد تأويله لرؤية سيدنا يوسف (يا بني لا تقصص رؤياك على اخوتك فيكيدوا لك كيدا) فكيد الرجال- لا تثريب- حقد وبغض وغل وحسد على نقيض كيد النساء الموسوم بالحب، فماذا انتهى كيد الرجال به؟ القى اخوة يوسف باخيهم في الجب (البئر) من دون طعام او شراب او ركن أمين، فبربك ايهما أشد كيدا الرجال ام النساء؟!
ومن تجني البعض- بمفهوم خاطئ للشرع - بأنها ناقصة عقل ودين؟ فهل يقصد به ان المرأة نقصان عقلها هو نوع من التقهقر الفكري، وضرب من الجنون؟ وان كان ذاك فكيف تعاقب كما الرجال (الزانية والزاني)، (السارق والسارقة)؟ أما الحط فهو للتركة، وما للدور الذي قد يكون للرجل سواء وفهم عليه، وناقصة دين فالمفهوم منه ووفق تركيبتهن التشريحية والتي هي سبب اساسي للتكاثر والتناسل ان تشهد اياما للمحيض كقاعدة بيولوجية اوالنفاس فتسقط عنها بعض التكاليف، وهل هذه الرخصة الشرعية تؤخرها من دخول الجنة، والعمل الصالح؟ دع لتفكيرك الغفلة وفكر بشرع الله.
أما المصطفى عليه وعلى آله الصلاة والتسليم فلقد استعاذ وأمرنا بالاستعاذة ممن؟ من «قهر الرجال» وحقدهم وغلهم، وماذا وصى بالنساء «رفقا بالقوارير» فبعد كل هذا وذاك ان كان له حجر «عقل وفكر» فلندكر.
ذكر ان ابنة الخليفة الاموي (ووصف بالخامس) قد دخلت عليه تبكي، وكانت طفلة صغيرة حينها في عيد للمسلمين، فسألها ماذا يبكيك؟ قالت: كل الأطفال يرتدون ثيابا جديدة، عدا انا ابنة أمير المؤمنين ارتدي ثوبا داثرا.
فتأثر، رحمه الله، لذلك وذهب الى خازن بيت المال (يعادل وزير المالية)، وقال له: أتاذن لي ان اصرف راتبي عن الشهر القادم؟ فاجاب الخازن العادل المتقي لله وليس لاوامر الحاكم بصرف رواتب شهور قادمة، لا مانع، عدا شرط، فقال عمر، وما هو؟ أجاب الخازن: ان تضمن لي ان تبقى حيا حتى نهاية الشهر المقبل لتعمل بما سلفته، فاسقط في يد عمر بن عبدالعزيز وهو أمير المؤمنين، وعاد فسأله الأنباء: وماذا فعلت يا أبانا؟ فأجاب: أتصبرون بملابسكم الرثة وندخل الجنة جميعا، ام لا تصبرون وانقاد الى النار فكان رد تربية الاسلام: نصبر يا أبانا.
اثنان اصدقاء التقيا، ودار الحديث وقال الأول اسمه «الشرف» والثاني اسمه «مال» فقال الشرف اعترف هذا زمان المال! الايمان قل والوفاء، والحال اردى حال، وعباد رب البشر صاروا عبيد المال خربت كل شيء حلو كفاك بعد يا مال.
المال مسه الغضب، وانتفض كالطاووس، قال له احلفك يالشرف والناموس أحلفلك نعترف بالواقع الملموس، من يحترم آدميا وليس في جيوبه فلوس، بالمال تشتري الأصحاب والاخلاء، بالمال يا أهل المال اتباعت دول وانذلت اوطان.
[email protected]