[email protected]
لن تكون كورونا (كوفيد-19) هي الجائحة الأخيرة التي سادت العالم في 2020م وربما تستمر في 2021، فلو اطلعنا على أرقام ضحايا الأوبئة لوجدنا «كورونا» هي (الأحدث)، لكنها فرضت ثقافة (صحية عالمية) على الحكومات والشعوب، وكشفت عن أهمية التخصصات الطبية والتمريضية وعلوم الفيروسات والعقاقير والأمصال، وتتنافس دول عديدة الآن لعرض عقار يعالج «كورونا» بدءا من الصين والولايات المتحدة وألمانيا وغيرها من الشركات المتخصصة في هذا العالم الذي تحوّل إلى قرية صغيرة، ويكفي أن الجائحة فرضت التعليم عن بُعد وغيّرت طرق التلقي والتواصل!
من يقرأ التاريخ يقف طويلا أمام آثار الأوبئة والجائحات على المجتمعات والدول، والتي تمثل امتحانا لأهل هذه الأزمنة!
أمراض فتاكة ضربت العالم وقتلت الملايين من البشر عبر التاريخ أختصرها لكم فيما يلي:
- الطاعون الأسود انتشر في أوروبا سنة 1348 وأسفر عن مقتل 20 مليون شخص.
- الطاعون العظيم ضرب إيطاليا وفرنسا وخلَّف 100 ألف قتيل سنة 1720.
- الكوليرا عام 1820 ضرب الهند وقتل حوالي 100 ألف.
- الانفلونزا الإسبانية عام 1918 اجتاحت العالم وقتلت 50 مليون شخص.
- الايدز ظهر عام 1976 في الكونغو وانتشر وأصاب حوالي 36 مليونا.
- ايبولا وظهر في غينيا وليبريا وسيراليون، وقتل 6 آلاف شخص.
- طاعون لندن العظيم، ظهر عام 1665 وضحاياه حوالي 100 ألف إنسان.
- الحمى الصفراء انتشرت في فيلادلفيا بالولايات المتحدة وتسببت في قتل 45 ألف شخص.
- طاعون منشوريا الصينية وقتل 60 ألف شخص سنة 1910.
- الانفلونزا الآسيوية، وظهرت في الصين ووصلت الولايات المتحدة في عام 1957 وعدد ضحاياها كبير.
- انفلونزا الخنازير، ظهرت في المكسيك وانتشرت في أنحاء العالم وقتلت 18 ألف شخص وفقاً لمنظمة الصحة العالية.
- «كورونا» وظهر أولا في مدينة ووهان الصينية ثم انتشر في العالم سنة 2020م، وتتجاوز ضحاياه أكثر من 40 مليون شخص.
- الجدري، ضرب أوروبا عام 1492 وأزهق أرواح ما لا يقل عن 20 مليون شخص.
- جنون البقر، وضرب أوروبا خاصة بريطانيا وفرنسا وهولندا في فترة أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات.
- شلل الأطفال أصاب العالم في أواخر القرن التاسع عشر وبلغت ذروته ما بين (1940 - 1952).
- حمى التيفوس، ظهر في القرن السابع عشر وحصد ما لا يقل عن 10 ملايين من البشر في روسيا وپولندا ورومانيا خلال الحرب العالمية الأولى.
- الملاريا ويعود تاريخها إلى ما يقارب 4000 عام، وانتشرت في أفريقيا، وكانت وفياتها صغيرة قياسا بالأوبئة الأخرى.
- السل الرئوي (الدرن) وهذا الوباء عاث فسادا في البشرية، يضرب الصدر وله نوبات سعال حادة.
٭ ومضة: الكويت عبر التاريخ تعرضت لكثير من الأوبئة مثل الطاعون، وقد انتقل إليها من العراق وإيران والهند.
كما أن الانفلونزا الإسبانية وصلت الكويت عام 1918، وقد قضى هذا الوباء على أكثر من 25 مليون شخص في العالم.
استوطن السل والجدري الكويت، وأعتقد أن حرارة الجو ساعدت على تطهير الكويت من الأوبئة، خاصة مع عدم وجود مياه راكدة.
أهلنا القدامى من آباء وأجداد وجدات يتحدثون عن حالات من الوباء التي أصابت الكويت ولم يسلم بيت فيها من انتقال العدوى.
علّامة الكويت عبدالعزيز الرشيد البداح يصف الطاعون العظيم في مؤلفاته بأنه (طاعون عظيم قضى على الكثير من أهل الكويت خاصة النساء، ما جعل الرجال يستقدمون نساء من الدول المجاورة كالزبير ونجد وغيرهما من البلدان لحفظ البلد من فناء البشر حينذاك)!
هناك أسر كويتية يذكرها التاريخ أفناها الطاعون الذي لا يرحم!
٭ آخر الكلام: من يستعرض التاريخ يجد أن الأوبئة والأمراض وصلت الى بلاد الحرمين الشريفين ومساجد العالم على مر التاريخ ومنعت المصلين من الصلاة فيها، وكما رأينا الآن في سنة جائحة «كورونا» 1441 - 1442هـ الموافق 2020م كيف مُنعت الصلاة في الحرمين ومساجد العالم الإسلامي كله لدواع قهرية احترازية وإجرائية ضرورية.
٭ زبدة الحچي: لفت نظري وسررت من تقرير نشرته «نيوز ويك» حول تعاليم رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم حيث استحضرت تعاليمه تزامنا مع اجتياح «كورونا» للعالم، وقالت إنه صلى الله عليه وسلم واجه الأوبئة بتعليمات رائعة وشجع على النظافة والسعي للحصول على الدواء والعلاج والحيطة والحذر، وهي مشابهة للنصائح العالمية الطبية التي أصدرتها منظمة الصحة العالمية والبلدان المتقدمة في محاربة وباء كورونا وفي مقدمة هذه الدول بلدي وشعبي الكويتي.
ولا نعلم تحديدا أي التواريخ هي الأسوأ في تاريخ الأوبئة والجائحات الله وحده يعلم.. والعالم بشعوبه وحكامه يترقب..
اللهم اصرف عنا الكورونا عاجلا غير آج ل..
واحفظ أميرنا المفدى وسمو ولي عهدنا الأمين وشعبنا الوفي..
هذا المقال ستحتاج اليه كل الأسر والأفراد لأنه يجمع تاريخ الأوبئة كمرجع، فاحتفظ به!
في أمان الله..