[email protected]
إنهم يتجملون بالشعارات البراقة للحداثة والطعن بكل مسلَّماتنا وثوابتنا، إنهم انسلاخيون!
إنها الحرب على الكتاب والسنة والحجاب.. من التيار الحداثي التغريبي الغربي!
معترك الخصوم في القرن الحالي بالألفية الثالثة والقرن الذي سبقه والقادم هو موضوع (احتراب) في ميدان الميديا ووسائل التواصل الاجتماعي، ومن كلا الطرفين رموز تصدروا المنابر للطعن في السّنة والقرآن الكريم والحجاب والمجاهرة العلنية بالكفر والإلحاد تحت مسميات شتى!
وآخرون يردون عليهم من واقع الكتاب والسنة والفهم الصحيح للنصوص والقيم والثوابت!
إنها حرب إعلامية مفتوحة الأبواب وقد أمرنا الدين بالدفاع عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم وسُنته، وهو أمر واجب، إذ لا إسلام ولا شريعة دون الأخذ بالكتاب والسنة الشريفة عن النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم وما بلغه عن ربه بعد الوحي القرآني البعيد كلية عن الاجتهاد الإنساني!
لقد تولى التيار العلماني والحداثي في دول الخليج العربية وملحدو المغرب العربي الدور في الطعن بالقرآن الكريم والسنة النبوية والحجاب!
قال تعالى في محكم التنزيل: (فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون) الروم: 60.
«رواسخ»، هذا المركز غير الربحي الذي يتصدى اليوم لقضايا مهمة مستعرة هنا وهناك طبع لنا في جائحة كورونا 1442هـ - 2020م رائعته الجديدة للرد على الحداثيين العرب والعدوان على السنة النبوية لمؤلفه الدكتور سامي عامري من تونس الذي يتصدى للإلحاد الدهري والعلمانية والتيار الحداثي في تونس والمغرب العربي، وهو الذي كثيرا ما عرف «العلمانية» بأنها طاعون العصر!
بعد قراءتي لهذا الكتاب القيم أراه يسد عجزا في المكتبة العربية، حيث يتحدث عن معركة المرجعية والتأويل وهي معركة الإسلام الكبرى منذ القرن الهجري الأول لأنها معركة الانتماء والتعبير عن الوفاء للإسلام بحق الفهم القويم والالتزام الأمين بمتابعة أحكامه، ولذلك قام الإسلام على مفاصلة كل طريق لا يرى مرجعية القول والعقل «النبويين» أو يتجاوز فهم الصحابة رضوان الله عليهم للنص القرآني والسنة النبوية الشريفة.
اليوم أمتنا فيها فريق عريض يرفع «لا إله إلا الله محمد رسول الله» وآخر انسلاخي يتجمل بالشعارات البراقة للحداثة ويدعو بحماسة وشراسة إلى رد حجية التراث النبوي وحفظه مع الطعن الصريح والفج الأجوف في عدالة الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.
إنه فهم محدث للإسلام كله شطحات ومنزلقات خطيرة توصلك بعد التشكيك إلى الإلحاد والعياذ بالله!
مؤلّف كتابنا اليوم د.سامي عامري (أيقونة) القلم المحافظ في الرد على الحداثيين أخذ (عبدالمجيد الشرفي) أنموذجا لهؤلاء الحداثيين الانسلاخيين الذين يريدون الدين الإسلامي والشريعة الإسلامية الغراء حسب القيم الغربية، ويتجاوزون في سبيل هذا المطلب كل شيء ويستبيحون لأنفسهم الحق في امتهان شديد للتراث العلمي والفقه والتفسير!
وقد استطاع أ.د.الحسين بن عمر شواط أن يعرض بأسلوبه المميز تقديم الكتاب القيم «الحداثيون العرب والعدوان على السُنة النبوية.. عبدالمجيد الشرفي نموذجا»، مستندا إلى السنة النبوية الشريفة وبيان تهافت زيف الحداثيين لأن الدين الإسلامي والشريعة الغراء يحملان خصائص القوة والحجة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء، ومصداقا لقوله تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) سورة الحجر: (9).
أعداء الإسلام، وهم الآن كثر أو من قبل، مارسوا الكيد والتشكيك ضد ملة الإسلام، فظهر زيف مقولاتهم المتهافتة أمام قوة الحق وتبددت أراجيفهم بنور الإسلام وهوت رموزهم وطواغيتهم بقدرة الله الغالبة وإرادته التي لا تقهر.
الناظر اليوم في الصراع الفكري يجده مركزا في بلاد العرب وديار المسلمين تحديدا فيما غرقت مصر فيما سمي التنوير والتغريب، والليبرالية في بلادنا، فلقد دارت منذ وعينا على الدنيا كجيل مخضرم مساحات جدل كبيرة في المسائل العقدية والقيمية والتاريخية فيما اكتفت العامة بالنظر ومواصلة السير بالحياة في واقع ضاقت فيه لقمة العيش والديموقراطيات. وتلك فرصة لأشكر كل المواطنين ممن يسمون العامة في البلدان الإسلامية على دورهم المساند لإخوانهم المحافظين الذين يرفعون راية الهوية الدينية ويعارضون التيار العلماني وكل تصوراته المعارضة للدين أو التعلم!
تحية للرجل العامي في كل البلدان العربية والإسلامية، الذي يرفض كل هذه الخطابات التي تحاول أن تُغيِّر قناعاتنا وقيمنا ومبادئنا بتصدير فكرهم التخريبي وجدلهم وفتنهم!
٭ ومضة: لقد استطاع د.سامي عامري مؤلّف الكتاب والدكتور الحسين بن محمد شواط أن يعريا عبدالمجيد الشرفي الذي طعن وضلل حول السنة والصحابة رضوان الله عليهم أجمعين بأقواله الشاذة وتشكيكه في حجية أقوال الصحابة وأفعالهم، وهو الذي يغمط التراث الإسلامي ويحاول أن يخلط أكثر من تراث مع بعض، وله محاولاته الدائمة لسلخ التراث الإسلامي والخلط بين التطور المادي والموروث الديني وإنكاره مجمل ثوابت الدين والإصرار على النقد الهدام واستفزاز مشاعر المسلمين بالطعن في القرآن الكريم والسنة والصحابة للأسف!
٭ آخر الكلام: لقد هيمن التيار الحداثي والهدمي على وسائل الإعلام المختلفة الحكومية والخاصة وتوافرت له منابر كثيرة في الجامعات لضرب الدين الإسلامي، وكانت هناك محاولات مستميتة من الحداثيين لزحزحة الناس عن ثوابت الدين عبر برامج ووسائل ووسائط شتى!
٭ زبدة الحچي: إلى كل شباب المسلمين في هذا الكون الفسيح.. عليكم أن تواصلوا مسيرة النور التي حافظ عليها الآباء والأجداد وليكن شعاركم قوله تعالى: (فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون) الروم: 60.
أسأل الله عز وجل أن يهيئ لأمتنا وبلادنا الكويت خاصة رشد أمرها. ونحيي أولي أمرنا الذين قاموا مؤخرا بقطع كل البرامج وقت الأذان بدلا من ذلك الشريط الذي ينزل: (حان الآن موعد أذان...) جزاهم الله خيرا.
لا خيار لمن يحملون الدعوة إلى الإسلام إلا أن يؤصلوا رسالتهم غير مترددين ولا متلجلجين في إعلان ولائهم للكتاب والسنة ونصرة الحجاب غير عابئين لأولئك الذين حسبوا علينا ونحسبهم مندسين يبغونها عوجا!
إن أعداء الله ورسوله مكانهم السراديب لأنهم يخشون النور ويعيشون في الظلمة، ظلامة أنفسهم وعيشة الوهم من سوء ظنهم، رغم توافر المنابر المختلفة لهم والمال السخي، دفعا لهم لتكون هذه فرصتهم لتحقيق تطلعاتهم لا أوصلهم الله إلى مبتغاهم الباطل وتأويلهم الجاهل وانتهازيتهم ومحاولتهم الانسلاخ من الانتماء الإسلامي الرصين المبني على القرآن والسنة والإجماع والقياس.
لمواجهة الحداثيين العرب أذكر لكم ما قاله الإمام ابن الجوزي، رحمه الله، اقرؤوا واستمتعوا وتفحصوا ما قال: إلهي لا تعذب لسانا يخبر عنك، ولا عينا تنظر إلى علوم تدل عليك، ولا قدما تمشي إلى خدمتك، ولا يدا تكتب حديثا رسولك، فبعزتك لا تدخلني النار، فقد علم أهلها أنني كنت أذبّ عن دينك.
الحداثيون يملكون كل مقومات التواصل والانتشار والتأثير وهم من كل البلدان والتخصصات بيدهم كل شيء للتصدي للكتاب والسنة ولا يقابلهم إلا جهود مؤسسية من «رواسخ»، جعلها الله منبرا راسخا يدافع عن قيمنا ومبادئنا وفق أسس عقلية وعلمية ومنهجية، وأتمنى أن يلتفت تجارنا الكرام إلى هذا المركز الذي يعادل أمة!.. تحية لكل جهوده المباركة التي تمثلنا جميعا.
في أمان الله..