[email protected]
تقوم المؤسسات والمنظمات والجمعيات غير الحكومية بدور كبير وهائل في المجتمع الكويتي، وكلنا يتذكر كيف قامت الجمعيات التعاونية بالدور التكافلي الذي ساند المواطن الكويتي ابان الحرب العراقية- الصدامية في عام 1990م!
كما اتضحت أدوارها البهية في جائحة كورونا كوفيد 19 في العام 41 ـ 1442هـ ـ 2020م.
كما تقوم المؤسسات الخيرية والتطوعية الشعبية بأدوار عززت من مكانة الكويت الخيرية وحرية التحرك الاجتماعي للجماعات والأفراد في المشاركة الاجتماعية والسياسية والمساهمة في تنمية المجتمع نقابيا وديموقراطيا وتعزيز الأدوار الخيرية والتطوعية وتفعيل الأدوار الرقابية في هذه المؤسسات وفق مفهوم المجتمع المدني وممارسة الحقوق والواجبات بعيدا عن الزج بهذا العمل الإنساني النبيل بكل أشكاله الخيرية والتطوعية والمحاط أصلا وأساسا من الناس العاملين في هذه القطاعات، الزج به في أتون صراعات، وذلك لإبعاد شبح الاتهام عن هذه المنظمات غير الحكومية عن طريق تأمين ميكانيزمات قيام المنظمات التي تجمع الناس من خلالها لتوحيد طاقاتهم وتكامل نشاطاتهم لتحقيق أهداف المجتمع والقيام بنشاطات لصالح المجتمع الكويتي خيريا وتنمويا بعيدا عن إدخال هذه المنظمات غير الحكومية في الانتخابات لعدم تسييس هذه القطاعات وجعلها نقية تعمل للصالح العام، وهذا لا يعني أبدا أن هناك اختراقات ومخالفات لكنها لا تشكل مظهرا عاما لقضية محسومة بالرقابة الحكومية والوعي الشعبي الخيري، خاصة أن الكويت اليوم صارت عاصمة الخير والإنسانية في ظل العهد الميمون، النواف والمشعل، أمد الله في عمريهما لخدمة الكويت.
في ضوء التجربة الانتخابية يجب أن تبقى هذه المؤسسات والمنظمات والجمعيات بعيدة عن الانتخابات حتى لا تخدش الأهداف السامية الموضوعة لصالح فرد أو جماعة، لأن هذه المنظمات أنشئت أساساً لخدمة الشرف التطوعي غالبا والعمل بلا مقابل، كما أن من الصعب إقحامها في الانتخابات، مما يفقدها قيم الإيثار والتطوع!
٭ ومضة: الخوف كل الخوف، من أن تُقحم هذه الجمعيات والمؤسسات ذات الأهداف النبيلة في هذا المعترك، وان تُستدرج تحت بند التزكيات التي تمنح من بعض الدعاة لمرشحين من تيارهم. وللحقيقة، فإن من يقرأ التاريخ يلحظ ابتعاد هذه الجمعيات والمؤسسات قدر الإمكان عن الفعاليات الانتخابية على مستوى مجلس الامة او جمعيات النفع العام وعلى مدار التاريخ الكويتي ابتعد رجال الدين والدعاة والمشايخ عن الدخول في الانتخابات!
لكل ذلك، يجب عليها ان تواصل العمل وفق مبدأها بالابتعاد كل البعد عن هذا المعترك حتى لا نتعرض للعقوبات والهجوم الاعلامي من المناوئين لأدوارها الخيرية والانسانية، ولتستذكر عملها الدؤوب لخدمة كل الشرائح المدنية داخل الكويت وخارجها خاصة في جائحة الكورونا 2020م.
٭ آخر الكلام: لقد أحدثت الألفية الثالثة واجتياح وباء كورونا (كوفيد- 19) نقلة نوعية إلكترونية في هذه المنظمات والمؤسسات والجمعيات واللجان الخيرية والتطوعية، خاصة أن الكويت تفخر بأنها تملك (مجتمعا مدنيا خيريا إنسانيا غير حكومي) له مساهماته محليا وخارجيا، وقد برزت هذه القوة الخيرية بشكل لافت بعد مرحلة التحرير وتضاعفت أعدادها، لكن للكويت خصوصية جميلة في إبعاد هذه «القلاع الخيرية» عن مواضع الشبهات والقيل والقال لضمان سلامة نشاطاتها الإنسانية ولكنها في المدلهمات والنوازل تجدها تفزع لكل محتاج.
٭ زبدة الحچي: إننا في الكويت نفخر بأننا (ديرة الخير) التي تمتلك منظمات المجتمع المدني والتي تطبق القوانين ولدى قطاعاتها العاملة من الوعي والثقافة الخيرية والإنسانية، اللذين يضمنان عدم الزج بها في أتون الانتخابات والاتهامات الدائرة من خلال رقابة حكومية ووعي كبير من الشعب الكويتي الذي يقدم أمواله من زكوات وصدقات ويعزز من الأدوار الرقابية على هذه الجمعيات الخيرية التي لها اليوم دور مؤثر في التنمية البشرية والإنسانية في داخل وخارج الكويت بكل الروح الوثابة والشفافية المطلقة، وتغليب المصلحة العامة على المصالح الخاصة الضيقة ونحو المزيد من الإصلاح الأخلاقي والثقافي والتوعوي والإعلامي والإنساني والأخلاقي وتنبيه الضمير العام وتثقيف الأفراد وتوعيتهم بقيم العصر، ونعني بها حماية المجتمع الخيري الإنساني بمفهومه الشامل من أي اعتداءات عليه أو الخلل بأهدافه المرسومة وبث هذه الروح الوطنية داخل النفوس العاملة في هذا العقل الإنساني التطوعي رغم أن هذه الجمعيات تطور نفسها ذاتيا لحماية مكتسباتها في نظام القيم والنظم الديموقراطية السائدة في الكويت.
وأخيرا، تؤكد الوقائع وكل الدورات الانتخابية التي جرت أن هذا القطاع أمين على نفسه ورواده من خلال عمله النمطي في خدمة زبائنه من جموع المتبرعين الكرام بعيدا عن الوصاية، لأنه مقتنع بأنه يقوم بدور إنساني نبيل ويحقق نجاحات لكل شراكة معه من الفئات المستفيدة بعيدا عن ماكينة الانتخابات في عمل مؤسسي متقن ورقابي في الدولة الحديثة بلدي الكويت وشعبي العظيم، لكن تبقى الحقيقة أن أنصار الصوت الواحد يفزعون لأصحابهم، بينما الأغلبية تتذمر من نتائج الصوت الواحد «في دوراته» بالأربع سنوات التي مضت.
والله العالم سيذهبون ليصوتوا وألا يستمروا بالمقولة: الصوت الواحد جربناه وما نبي نصوت!
..في أمان الله