[email protected]
وأنا أكتب ساخراً من الانتخابات وما يجري فيها والمتوقع منها، أشعر أحياناً بمعاناة الزملاء الذين سبقوني وكانوا أساتذة لي في الكتابة الساخرة مثل الأستاذ نبيل الخضر، الأستاذ محمد مساعد الصالح، وأستاذي محمد خالد قطمه رحمهما الله.
بعضهم لا يفهم لماذا نلجأ للكتابة الساخرة ويعتبرها (مطنزة) ربما لكثرة الخطوط الحمراء، وأحيانا من (الواقع المر) الذي نعيشه.. ولله الحمد والمنة أن الشعب الكويتي يحب الضحك ويعشق الابتسامة ويجيد حَبك وتأليف وتركيب المواقف الضاحكة بشكل منقطع النظير!
بعضهم يعتقد أننا إذا لجأنا إلى الكتابة الساخرة، فإن هذا هو ما يُسمى (الكتابة الركيكة)! وهذا الكلام غير صحيح البتة!
الكتابة الساخرة فن وممارسة صعبة جدا، وأصعب من الكتابة العادية لأن فيها رؤية وإسقاطا ساخرا.. كما هو الكاريكاتير!
أتذكر أننا ككويتيين ومصريين زملاء في بلاط الصحافة نتذكَّر كتابة عظماء مصر من هذا اللون الكتابي الجميل النادر مثل الأستاد محمد عفيفي، محمود السعدني، أحمد رجب، عبدالعزيز البشري، وغيرهم ممن لا يحضرني اسمه في هذه العجالة، وهناك أحمد مطر ومظفر النواب شعراء من العراق، ونزار قباني شاعر المرأة!
الكتابة الساخرة هي أن تمتزج سطورك بروح الكوميديا والتمرد اللفظي وعمل إسقاط على الواقع بالكلمات الهزلية التي يستخدمها الكاتب في حالة الدفاع عن معتقداته بروح من الدعابة والسخرية عبر قلم سليط، يتناول الأوضاع المختلفة بنوع من السخرية العجيبة لإيصال رسالته، وهذا ما يجعل القارئ المتلقي إما أن يبتسم ويضحك أو لا يدير لها بالا!
من خلال تجربتي الصحافية التي تزيد على أربعين عاما أجد أن أصعب الكتابة الصحافية هي الكتابة الساخرة، خاصة عندما تتناول مثلا الانتخابات العامة، وأحيانا كثيرة تنجح وأنت تمارس هذا الدور لأنك تنقل قارئك الكريم من واقعه المر والنكد إلى عالم الابتسامة والضحكة، وعلى العموم الكتابة الساخرة تؤدي الى ابتسام وضحك، لكنه ضحك مُر علقم!
٭ ومضة: وأنا أتابع تصريحات بعض المرشحين لا أدري لماذا أتذكر العندليب الأسمر الراحل عبدالحليم حافظ في لقطة سينمائية مع الفنانة الكبيرة سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة وهو يغني لها: حلو وكداب!
ورائعته الزومبة!
هكذا الدنيا اليوم معظمها صار كذب بكذب، وصدق الشعب المصري الشقيق القائل: الكدب مالوش رجلين!
المشهد الأكثر إضحاكاً في هذه الانتخابات أن معظم الناخبين صاروا مثل الطلبة في التعليم عن بُعد.. لا حافظين ولا فاهمين!
٭ آخر الكلام: عندي صديق مصري أسميه كابتن سنكوح هو مدرب رياضة كان يدافع عن العسكر ثم انقلب الى ما نسميهم أصحاب العمامة، وعندما سألته أنت مين راح تنتخب؟
ضحك وقال: خليني يا عم يوسف أستعبط شوية لأن في الاستعباط شوية ضحك، ما أنت شايف الكاب يتحد مع العمامة أحيانا، والحياة تسير بنفس الموال: الكاب والعمامة وثالثهما الاستعباط!
٭ زبدة الحچي: اللحظة التاريخية قادمة يوم السبت المقبل يوم ما يختار الشعب مرشحه، ويضع هذا الكرت الكوروني في صندوق الانتخاب أمام القاضي واللجان المُشكلة، وسط مخاوف متزايدة من مقاطعة الناخبين هذه الانتخابات أمّ الصوت الأعور!
يذهب المواطن الكويتي يوم السبت المقبل وفي أذنيه (هدفون) يردد معه: كم كرهت الصمت.
شعور يمتلك كيان المواطن.
كلمات على حافة لسانك تقول
لا تنتخب فاسدا واحذر هوانك!
من قديم أهل الكويت: (الضحك من غير سبب.. قلة أدب)!
لا أدري حقيقة من يضحك على من؟
أوضاعنا في الأفق البعيد لا تسر، ملف بنغالي وماليزي وصندوق جيش وغسيل أموال واستباحة للمال العام.. كل هذا كفيل بطمس الضحكة والبسمة، والكتابة صارت ثقيلة حتى وصل الأمر أفكر (ادلدغ الناخب الكويتي) لإضحاكه من صچي!
في أمان الله..