[email protected]
ابتسم أنت في الكويت.. ولقد لعبت فينا جائحة كورونا شوردلي!
أعرف كثيرا من الملاقيف يسألون الآن بعد أن قرأوا الكلمة عن معناها!
هذه من الكلمات القليلة التي حفظتها عن والدي - رحمه الله - وهو يصف ما فعلته بهم الريح في إحدى سفراتهم للتجارة الى الهند وكان يكرر على مسامعي وأنا شاب أكبر مع الأيام هذه الكلمة التي حيرتني، فقلت لماذا لا أتصل بالعم الأستاذ د.يعقوب الغنيم، أطال الله في عمره، وفعلا بالأمس صباحا اتصلت فيه وقلت له مستفسرا عن هذه الكلمة العتيچة أي القديمة جدا والتي تعني كما فسّرها لي باختصار «عفسة»!
ولهذا أكتبها اليوم: نعم، نحن نعيش تبعات (عفسة كورونا)!
حيث إن شعبنا الكويتي (أبدا) ليس له مثيل أكتب الشوردلي!
وأعلم تماما أيضا أنه ليس له علاج، فهو يقول ويفعل ما لا يخطر على البال!
اجتاحتنا «الكورونا» في سنة 1441هـ - 2020م واستمرت معنا حتى الآن في 1442هـ - 2021م والله العالم متى ستنصرف!
اليوم الشعب الكويتي أكثرهم سكارى الأجهزة الذكية على مدار الساعة، واليوم والشهر والسنة والعمر يمضي وما أسرع السنين ولعبت فينا «الكورونا» شوردلي صچ، فبيضت لحى وشوارب الرجال وانكشفت رؤوس النساء البيضاء والكل ما صدّقوا أن الحكومة فتحت محلات الحلاقين والصالونات حتى صارت طوابير بيضاء تنشد السواد!
ابتسم.. فأنت في الكويت، كل شيء غلا وارتفع سعره، المزارع، الجواخير، الشاليهات، والأسعار لعبت فينا شوردلي!
والجائحة لما مرت علينا كشفت كل الفساد الحكومي في الأنفس والمباني، وظهر الفساد بكل أشكاله من فاشينست ومناصب حكومية رفيعة وظهر كل محرم من مال فاسد يخدم الساسة واستغلال لمناصب حكومية وهدر للمال العام ومال قذر يُغسل في الكويت الطاهرة!
ابتسم.. أنت في الكويت (هنا) مثال حقيقي لاختلاط وتداخل كل شيء حتى صار الواحد يصرخ: إن البقر تشابه علينا!
هناك صور جميلة في العهد الميمون تجعلنا نتفاءل ونفرح، تقابلها أعمال وتصريحات «شوردلية»!
يا الله.. إنه زمن الفتن وما أكثرها غير أنه بالأمس فقط ضحكنا وفرحنا من الإنجاز الذي حققه لنا أمير التواضع صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد وولي عهدنا الأمين الشيخ مشعل الأحمد في اتفاق التضامن التاريخي.
نعم.. هذه حقيقة بعد أن مرت علينا سنوات «شوردلية» أعادت لنا (قمة السلطان قابوس والشيخ صباح) الفرحة الخليجية.
أيها الكويتيون (أعرف وأعلم وعندي يقين) بأن شعبي هو أعظم وأحلى شعب وديرتنا تستحق العلياء والمجد والعلو والرقي، غير أن الأحداث «الشوردلية» ما زالت منذ جلسة الافتتاح ما أفضت الى استجواب الخالد والتبعات مستمرة، فالحكومة قدمت استقالتها وهناك أكثر من رأي حول الاستجواب بعد تقديم الاستجواب الثلاثي (ثامر السويط ـ خالد العتيبي ـ بدر الداهوم) وتأييد 38 نائبا!
المشهد الشوردلي الذي جعلنا نتسمر خلف أجهزة التلفاز هو الفوضى التي عمّت واشنطن من أنصار ترامب الذين اقتحموا الكونغرس وعطلوا جلسة التصويت على فوز بايدن ما جعل الشرطة تفرض حظر التجول.. إنه زمن الشوردلية!
٭ ومضة: أيها الكويتيون المهاجرون إلى مزارعكم وشاليهاتكم وجواخيركم واستراحاتكم.. أهمس إليكم بهذه الكلمة:
حب الوطن أسمى مطالبنا ونظرة للمحيط الجغرافي لنا يجعلنا نحتكم الى العقل والحكمة وترتيب أولوياتنا في الصحة والحفاظ على سمعة الكويت وإيجاد القدوات لعيالنا وأجيالنا بعد أن لعب الفساد مبتغاه، وآن الأوان أن نتصدى لكل أشكال الفساد التي تحاول أن تنخر مجتمعنا وبلدنا الكويت التي نفتديها بكل غال من روح ومال وحرص وهذا يبدأ من ضبط أجهزتنا الذكية وقبر الفتن والإشاعات والفيديوهات التي تسيء إلى شعبنا وكويتنا!
أمور يضحك السفهاء منها
ويخشى من عواقبها اللبيب
٭ آخر الكلام: لقد جعلنا «الواتساب» وغيره من «اخوته» تويتر وفيسبوك وإنستغرام عبيدا وسكارى ومدمنين، فمتى نصحوا من هذه الغفلة فلا نستخدمه إلا بالمفيد ولنترك الشوردلية!
قال الشاعر:
أول العشق مزاح وولع
ثم يزداد فيزداد الطمع
نعم أصبحنا «أسرى» لهذه الأجهزة الذكية التي لعبت بنا الشوردلي!
٭ زبدة الحچي: نبارك للشيخ د.أحمد الناصر حصوله ومنحه وشاح الكويت ذو الوشاح من الدرجة الأولى تقديرا لجهوده.
ما في كويتي إلا وفرح لهذا الإنجاز الكويتي الذي حققه سمو أمير البلاد المفدى الشيخ نواف الأحمد وولي عهدنا الأمين سمو الشيخ مشعل الأحمد، ولا ننسى جهود ابننا الغالي د.نايف الحجرف الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.. والذي نبارك له نجاحه ونثمن جهوده الكبيرة لإنجاح جهود الكويت في هذه المصالحة التاريخية والتقدير الذي جنته وحصدته الكويت عالميا لإعادة التضامن لمجلس التعاون.
ونبارك للمستشار محمد بن ناجي رئاسة المحكمة الدستورية خلفا للمستشار يوسف المطاوعة.
والتهنئة موصولة للمستشارين: عادل الزويد وعادل البحوه وصالح المريشد وعبدالرحمن الدارمي أعضاء أصليين في المحكمة، والمستشارين: إبراهيم السيف ووليد المعجل عضوين احتياطيين في المحكمة.
إننا اليوم نشاهد عشق الكويتيين لبلدهم، كل منهم على طريقته، والجميل فيهم جميعا حرصهم على الوحدة الوطنية ومن يعرف نبل ضمائرهم يتجاوز عن زللهم، فللكريم أعذار وللنبيل غفلة وللماجد زلة لكنهم بحق كلهم كويتيون حتى النخاع، اللهم إلا الخائن الذي يخزن ويضبط بالسلاح والجرم المشهود ويضمر الشر للكويت وشعبها الوفي المخلص.
أختم بما قاله راكان بن حثلين طيب الله ثراه ومثواه:
ما قل دل وزبدة الهرج نيشان
والهرج يكفي صامله عن كثيره
شبعنا سبهللة وفسادا وصار لزاماً أن نترك «الشوردلية» وننضبط لبناء وطننا في هذا العهد الميمون المحارب للفساد.
في أمان الله.