[email protected]
وأنا أتابع الابن الغالي يوسف عبدالوهاب السريع بنشاطه وهمته وما ينجزه في وزارة الإعلام من إعداد وتقديم وتوثيق وتأصيل، أتذكر أستاذنا المغفور له بإذن الله د.عبدالله بن سريع عبدالرحمن السريع الذي ولد في الكويت عام 1934م، وتوفي في مايو 2000. كان رحمه الله مبدعا، درس في مدرسة الملا محمد الخنيني 1939 وملا مرشد 1940 والمدرسة القبلية 1942، ثم عين موظفا بدائرة الأيتام عام 1951. وتنقل في وظائف كثيرة أبرزها تعيينه سفيرا في جمهورية السودان ليرتبط بها ومع شعبها في محبة حتى أطلق عليه اسم عبدالله جوبا، وله مؤلفات عديدة منها على سبيل المثال لا الحصر كما أتذكر: (سنوات في جنوب السودان - كنت سفيرا في السودان - تأملات وخواطر - موريتانيا الماضي والحاضر - وحي الخاطر - السحاب - رفيقة دربي ومسرحية الأول تحول - الكويت قبل نصف قرن..).. رحم الله العم (أبوصالح) الذي ارتبطت به وزرته في السودان أكثر من مرة، ومازلت حتى اليوم أدعو له ولوالدته، التي كان بارا بها، وعلينا أن ندعو له ولوالديه فقد مثل بلده الكويت خير تمثيل وأنجز، وقد منحته السودان (الدكتوراه الفخرية من جامعة جوبا عام 1981) تقديرا للكويت وما قدمته من عون ومساعدة، ولدوره في هذا الموضوع الحيوي.
اليوم وأنا أتابع ابني الغالي يوسف عبدالوهاب السريع أجد فيه تشابها كبيرا، وكما يقولون «الكويت ولادة» غير أن أبا عبدالوهاب برز في الإعلام وتفوق فيه، وهو عاشق لحفظ التراث الغنائي وكل ما له صلة بهذا المجال الثقافي، وربما كان للعم الوالد عبدالوهاب السريع دوره في التوجيه، والخال الأستاذ الفذ عبدالعزيز السريع علاقة بهذا الاهتمام الطيب، وربما هي جينات آل سريع الكرام، فكل منهم له اسمه وإنجازه.
تابعت في حقيقة الأمر يوم قاد (قناة القرين) وتجلت كويتيته لي من خلال مشاهدتي للقناة، بمعنى «كوتها» وصارت هوية كويتية، كما أنه حيثما يكون يثمر وينتج، فقد تابعت عن طريق الاستماع إلى إذاعة القرآن الكريم كيف حركها وأنجز فيها ما يدعو للفخر والاعتزاز، وفي (توازن عجيب) من حيث تنوع برامجها وما ينفع مستمعها، خاصة في شهر رمضان، وبشكل خاص توجهات الشرائح الحركية الدعوية!
وله أيضا من الجهود المشكورة في وزارة الإعلام ما يصعب حصره من المبادرات والبرامج، وقد كان أبرز من حذر من المصالح الشخصية وعدم الاستقرار وغياب الضوابط التي تهدر الأموال في الوزارة، داقا ناقوس الخطر كواحد من القيادات الصالحة التي ترفض غياب القانون وتنادي بضرورة إيقاف إهدار المال العام.
لقد كان ولايزال يعمل على حفظ أرشيف الإعلام الذي مر عليه أكثر من نصف قرن لترسيخ الهوية الكويتية.
لقد قدم هذا الإعلامي الكويتي الواعد الكثير من البرامج المختصة بالفنون الشرقية والمقامات العربية والصوت الكويتي والخليجي، وتألق إعلاميا، مما يستوجب شكره وتشجيعه.
لقد كان يوسف السريع صادقا عندما طلب أن يركز إعلامنا على الأطفال في البرامج التلفزيونية والإذاعية، وفي برامج التراث الكويتي والخليجي والعربي والعالمي.
هنا الكويت.. هذا الشعار الجميل حوله الأستاذ يوسف السريع إلى مسيرة توثيق لمسيرة الإذاعة في 4 سنوات قضاها في إعداد وبحث وتوثيق ورصد منذ البدء ومرحلة التأسيس في الإرشاد والأنباء أيام الشيخ جابر العلي، طيب الله ثراه ومثواه، مع رصد دقيق لكل القيادات والكوادر الإعلامية الكويتية وغيرهم ممن تعاقبوا على حقيبة وزارة الإعلام والإعلام الكويتي بدءا من أول رئيس للإذاعة الشيخ عبدالله المبارك، رحمه الله، (1950 - 1960).
٭ ومضة: ابن الكويت البار الإعلامي يوسف عبدالوهاب السريع خير من يتحدث ويوثِّق تاريخ الإذاعة، ومن يتابع أرشيف معلوماته يعي أنه أمام باحث مدقق مؤرِّخ لتاريخ هذه الإذاعة التي نعتز بها يوم بثت عبر الأثير كأول إذاعة كويتية تصدح من قصر دسمان عام 1938، وتولى الأستاذ عزت جعفر، رحمه الله، التقديم فيها، وكان الشيخ عمر عاصم يتلو آيات القرآن الكريم منها، ثم بعد فترة بثت إذاعة خاصة اسمها (شيرين) للعم مراد يوسف بهبهاني 1948 - 1951 وكانت قريبة من ساحة الصفاة، وفي عام 1951 انطلق صوت المذيع الكويتي مبارك الميال قائلا: «هنا الكويت».
٭ آخر الكلام: هذا (المواطن) الموظف المفخرة نحن بحاجة لأن نقول له جميعا: شكرا يا يوسف السريع - أبا عبدالوهاب - على هذه الجهود التي تبذلها، فأنت بهذه المسيرة الإعلامية الواعدة تجعلنا نأمل أن تعطى من الصلاحيات لنرى إعلاما مختلفا منوعا كما هي ثقافتك وتوجهاتك الوطنية الصادقة وإعلاميتك الاحترافية يا ابن الإعلام الكويتي قلبا وقالبا.
زبدة الحچي: هذا جين وطني إعلامي مجرب من عائلة كويتية كريمة نبغ العديد من أبنائها في تأصيل وتعزيز الثقافة الكويتية وأخلاقيات المجتمع الكويتي الأصيل في مبادراته وتوجهاته، وما عبدالله السريع، رحمه الله، إلا واحد منها، وكذلك أستاذنا القدير المبدع المتألق دائما «أبومنقذ» عبدالعزيز السريع، والأخ الأستاذ عبداللطيف السريع واللواء حمد السريع وصاحبنا اليوم المتحدث عنه الأستاذ يوسف السريع.. الله يوفقك (بوعبدالوهاب)، لقد كنت ومازلت بارا بوطنك، فلك منا أجمل تحية وتقدير على جهودك المقدرة.
في أمان الله.