[email protected]
«فوبيا الحظر» مصطلح راج في الزمن الكوروني وصار جزءا من منظومة إجرائية ووقائية تطبقها الدول والحكومات على الشعوب للحد من انتشار وباء كورونا كوفيد 2020- 2021، والحظر جزئي أو كلي شامل.
في جائحة كورونا كوفيد 2020 - 2021، ونتيجة الحظر الشامل والجزئي، ازدادت أعراض الضغوط النفسية على الناس في كل البلدان العربية والأجنبية، وبرز دور الدكتور النفسي الذي نذهب إليه في عيادته أو الذي تستشيره في بيتك، وكثر تداول فيديوهات هؤلاء الأطباء الذين ينصحون الناس عبر التطبيقات الإلكترونية.
جيلنا المخضرم، ومن خلال مشاهدة الأفلام العربية الأبيض والأسود التي أظهرت دائما الطبيب للأسف على أنه (خبل ومجنون وأحيانا مجرم)، تكونت عنده وعند جماهير العرب فكرة خاطئة عن هذا الطبيب الذي تتكالب عليه نظرة الناس وتروج الأفلام العربية عنه تصورا نمطيا خاطئا، حيث تظهر هذا الدكتور كأنه منحرف وهو بحاجة إلى من يعالجه!
جائحة كورونا أظهرت اليوم أهمية هذا (الدكتور أو الدكتورة) في عمليات الطب النفسي والتأهيل لكل هؤلاء الذين (ضربت فيوزاتهم) وصاروا بحاجة إلى أطباء مؤهلين يتعاملون معهم ومع كل أشكال (الفوبيا) المختلفة التي أصابت الناس، أضف إلى ذلك ضغوط الحياة بكل أشكالها، لذا كان الاحتياج إلى (طبيب فاهم) يمد يد العون للمريض المضطرب نفسيا ويؤهله ليعيده إلى المجتمع معافى سليما خاليا من الاضطراب!
أنا كإعلامي وأنشد الخير للجميع أود أن أشيد بهؤلاء الأطباء الذين برز دورهم وغيبهم الإعلام لكنهم حرصوا على مرضاهم ونشطوا في (الميديا ووسائل التواصل الاجتماعي) ليقوموا بدورهم في إعادة تأهيل هذا المصاب بخدماتهم الجليلة المتميزة ووسائلهم التأهيلية وكان دائما لديهم الحل الأمثل لهؤلاء المرضى المحتاجين للرعاية الطبية والمتخصصة التي تفهم نفسياتهم وتقدم لهم الدواء والتأهيل النفسي، وهذا الدور ليس قاصرا على الكويت، بل ممتد إلى أشقائنا في دول الجوار مثل السعودية والبحرين والإمارات وقطر وعمان والدول العربية والأوروبية.
آن الأوان، وعلى وجه السرعة، أن نتعامل مع هذا الأمر على محمل الجد، فالطبيب النفسي هو طبيب مختص في الطب النفسي ولديه شهادة (يا رب ما تكون مزورة) وهو عنصرنا المحترف الذي يملك المهنية والتخصص الدقيق في العلاج النفسي ويرتكز على التفاعل مع مريضه، وعبر الحوار والنقاش يفهم (مرض) مراجعه ويقدم له خبرته واستشارته ويضع له الحلول المناسبة والعلاج الفعال ويزيل عنه بعد العلاج حالة الاكتئاب والقلق والاضطراب والخوف، فهو الطبيب المناسب لهؤلاء المرضى النفسيين الذين يستفيدون من خبرته ونصائحه وعلاجاته الطبية والمعنوية عبر جلسة أو جلسات طبية تطول أو تقصر!
٭ ومضات: لايزال هناك الكثير من الأفراد والأسر الذين يتحسسون من ذكر مسمى (الطب النفسي)، والكثير منهم يترددون على زيارة الطبيب النفسي خوفا من أن ينفضح أمر ترددهم على مثل هؤلاء الأطباء أو العيادات خشية النظرة السلبية وتبعاتها وملاحقاتها، وهناك من يخلط بين (المرض العقلي والأزمات النفسية)!
آن الأوان اليوم أن نغير نظرتنا نحو أولئك الأطباء الذين يبذلون كل جهودهم وخبرتهم للتخفيف عن المريض الذي يريد استشارة نفسية أو يحتاج إلى كيفية التخلص من (الضغط النفسي) وهو يعيش حياته وسط جائحة لا ترحم ولا تتوقف!
٭ آخر الكلام: في الكويت وخارجها هناك أطباء معتمدون ومشهورون وعيادات طبية متخصصة تقدم للمريض النفسي العون الطبي المطلوب، ولدينا في الكويت مستشفى للطب النفسي ويعتبر واحدا من أعرق المراكز النفسية على مستوى الدول ويضم الكثير من أقسام التخصصات.
٭ زبدة الحچي: إن المريض النفسي هو إنسان مريض ويحتاج إلى علاج حتى نؤمن على سلامته وسلامة الآخرين، ولدينا قانون ينظم هذه الرعاية للمريض النفسي ورعايته حتى يتمكن من التعامل مع ضغوط الحياة ويعمل وينتج ويساهم في المجتمع الذي ينتمي إليه ونشأ فيه.
تحية وشكرا لكل أولئك الأطباء والمعالجين النفسيين الذين يبذلون جهودهم لمرضاهم ومنهم د.عادل الزايد وجهوده المشكورة لإعادة الاعتبار للطبيب النفسي ومكانته وأيضا لجهود الدكتور خالد الصالح استشاري الطب النفسي على جهوده في رفع التوعية المجتمعية.
نحن اليوم في الزمن الكوروني، والذي ازدادت فيه الحاجة لمراجعة إنسان متخصص ومؤتمن يقدم لكل محتاج علاجا طبيا لحالته النفسية وليخرجه من حالة الاكتئاب أو الوسواس القهري، أو الرهاب الاجتماعي، أو اضطرابات ما بعد صدمة كورونا وتبعاتها من قلق وأرق ونرجسية وفيوزات ضاربة!
وهذه فرصة لكي أشيد فيها بدور وجهود د.طارق الحبيب في تعديل الصورة النمطية السليبة عند الناس عن الطبيب النفسي.
اليوم الطب تطور، وليس بالضرورة أن تذهب إلى العيادة في البداية إذا كان بداخلك خوف واضطراب ورهاب من الذهاب للدكتور النفسي، ففي العيادات النفسية الإلكترونية عبر الإنترنت ما يكفي حاجتك وتساؤلاتك، فأنت تتحدث مع دكتورك (عبر الأونلاين) وهذا منتهى الخصوصية!
أيها الناس في كل مكان.. أعيدوا النظر في نظرتكم الى الطبيب النفسي، لأنه حقا صمام أمان!
في أمان الله..