[email protected]
هادم اللذات كاسر في مذاقه وتجرع قدومه دون سابق إنذار!
يأتي فجأة ليأخذ الأحباب واحدا تلو الآخر..
من نحزن عليه نعرف أنه لن يعود مهما بكينا..
بالأمس القريب غيّب الموت ابني الغالي فرج ناصر.. ولا راد لقضاء الله إلا التسليم بما تعلمنا أن نقوله في مثل هذه المواقف (إنا لله وإنا إليه راجعون).
الله يعين الزوجة المكلومة والأبناء المفجوعين والإخوة والأخوات وأهله ومحبيه وزملاءه في الحياة والجريدة.
فرج إنسان عجيب بسيط ليس في قلبه غلظة، ورغم عظم المسؤولية التي كان يتحملها فتراه هنا وهناك ينشر البسمة، وإذا (توحد) بكى كالطفل وكثيرا ما ظُلم!
أيها المغادر دون وداع كعادتك وطلتك السريعة اسمح لنا إن قصرنا معك وإن كنا نحاول دائما أن نسترضيك، وتأخذ ما بخاطرك أيها الطيب الحبيب!
كل الكلمات والحروف تتبعثر هنا وهناك على (فراقك الرمضاني) وما أصعب العزاء فيمن تحب وتقدر!
ما أخافه هو زرعك الذي لم يستقم عوده وبحاجة الى رعاية واحتضان!
أيها الراحل الذي أوجعنا رحيله في غفلة من الزمن حنانيك بنا في هذا الزمن الكوروني!
أمانتك اليوم في منتصف الطريق، وما أحوجهم لك أيها الغالي، لكن الله خالقنا وخالقهم لن يضيعهم أبدا!
وهكذا عزيز رحل يعجز عزائي أن يصله، وربما تلامس كلماتنا قلوبا ومشاعر اختصته بالدعاء وفي ساعة قبول حتى نطمئن على الأيتام اليوم.
رحمك الله يا فرج.. فكم هما فرجت عن عباد الله، وكم ظُلمت في هذه الحياة، ولا أتذكر ولا أحب أن أتذكر سوى ابتسامتك الصافية يا صاحب القلب الأبيض.
يا رب.. يا رب.. يا رب وسع مدخله وأكرم نزله واجعل قبره روضة من رياض الجنة ومنزلته في الفردوس الأعلى من الجنة في جنات عدن.
أسأل الله العلي القدير أن يلهم ذويه وأهله وصحبه الصبر والسلوان، وأن يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته.. إنها العبرة لمن يتعظ يا فرج!
فهل اتعظنا؟
يا فرج.. ستظل دوما في ذاكرتنا بالخير نلاحق روحك الطاهرة بالدعاء الصادق حبا فيك ووفاء لك.. فوداعا يا زميلي المغادر في رمضان إلى الحياة الباقية يا فرج.. وتسقط دمعة!