[email protected]
كلما تقدم بنا العمر ازدادت تجربتنا الحياتية وصرنا أنضج وأعقل، واليوم سأتناول معكم تجربتي فيما يسمى بتعبيرات الوجه وما فيها من إشارات وتعبيرات وإيماءات وحركات.
نحن في الحياة نقابل وجوها كثيرة في الزحام، منها المواطن والمقيم، الطيب والمتوازن والمخلص والإنسان (العادي اللاوي)، لكن أيضا نقابل المراوغ والمخادع والغشاش، وهنا تبرز أهمية فرز هذا الإنسان عن هذا الإنسان.
عزيزي القارئ.. دلالات تغيرات الوجه البشري مرتبطة بعلامات فرحه وحزنه وعتبه وألمه!
على العموم نحن أمام (لغة العيون) وهي عيون أحيانا فضاحة لصاحبها، لهذا قالت العرب «الحب تفضحه عيونه»!
أنا شخصيا أقول «عيونك ونظرتك» هما سلاحك لمعرفة أسرار تعبيرات الوجه!
العيون عند الإنسان للنظر وأيضا للتدقيق، وهي تستخدم للإبهار أو التهديد!
وكم نظرة في الحياة قابلناها تملك الضحكة البريئة أو النظرة العاتبة، أو الساخرة، وحتى الصفراء!
في الحياة عليك أن تتعلم لغة العيون والجسد والوجوه، وأن تمارس دورك بفهم هذه اللغة التي يتقنها (قلة) من البشر، وهي لغة غير لفظية وعند المعاقين وذوي الإشارة تسمى (لغة الإشارة)!
أنا ألفت أنظاركم الى أهمية فهم (لغة الغريزة)!
تبقى المرأة أكثر معرفة من الرجال في هذا السياق، لأن هذه الأنثى تعرف من سيأكلها من نظراته!
تعالوا معي في جولة لفهم (الوجه الإنساني)، وهو نظام متكامل خلقه رب الأرباب، ففي الوجه تجد كل شيء.. تقطب الجبهة، فتح وتسكير المناخر، رجفة الشفاه، خوف أم ارتباك أم ثقة؟
أي بني آدم تنظر في وجهه تجده (وجها ناطقا) إذا كنت تملك الخبرة والتجربة والفهم، وعلماء النفس يؤكدون أن تعابير الوجه يتم تعلمها بالكامل، ولهذا يبرع قلة من الناس في فهم سلوكيات الناس من وجوههم وتعابيرها المختلفة!
٭ ومضة: الإنسان كائن بشري يتأثر بصنوف الضغوطات ويظهر على وجهه (الحال) الذي يعيشه.. إن كان سعيدا أم ناقما أم حائرا، ومعالم الوجه الإنساني ناطقة بالانفعالات، وتعابيره رسائل لمن يدركها ويتأملها!
احنا بالكويتي نقولها بلهجتنا (ويه معروف)، ويبقى الكثير من الوجوه التي لا يمكن معرفتها أو تفسيرها لأنها (مزدوجة التعابير سلبا أو إيجابا، وباختصار: وجه سره)!
طبعا عمر الإنسان يعطيه الخبرة، فأنت عندما (تعاين وتناظر) إنسانا وأنت في العشرين من العمر، أكيد لن يكون حكمك مثلما لو كان عمرك في الـ 50 عاما مثلا!
الحياة مدرسة وجامعة الجامعات تعلم الإنسان كيف يحكم على الناس وإن أخطأ أحيانا، لأن فك الإشارات غير اللفظية عملية صعبة تحتاج إلى الخبرة!
٭ آخر الكلام: الدراسات التي ظهرت قبل قدوم جائحة كورونا أثبتت أن الرجل لديه القدرة على أن يخفي ملامح وجهه قياسا بالنساء!
الشعراء جعلوا من تعبيرات الوجه خلجات نفس وقديما قالوا:
لا تسأل المرء عن خلائقه
في وجهه شاهد من الخبر
٭ زبدة الحچي: الوجوه البشرية تعطيك كل أنواع التعبيرات، وهذا يجعلها تتأثر بما تشاهد وتعايش.
رسولنا قدوتنا صلى الله عليه وسلم كانت تتعدد إيماءاته بتعدد بواعثها، فكثيرا ما كان يظهر الفرح، أو يحمر وجهه اذا انتهكت محارم الله، ومن وجهه عرف الصحابة رضوان الله عليهم قبوله أو رفضه!
يا الله.. انظروا في الحياة، ستقابلكم وجوه ضاحكة طلقة وباكية حزينة ووجوه مشرقة أو محمرة غاضبة.. كل هذه الوجوه النصيحة ألا تتعامل معها بالصد!
من الضروري قارئي الكريم أن تنصت إلى محدثك أولا وتفهم منه بكل جدية ولا تبعد عينيك عنه، قال أحمد شوقي أمير الشعراء:
إن رأتني تميل عني كأن لم
يك بيني وبينها أشياء
والنصيحة ألا تعرض في حياتك عن الوالدين والأعمام والأخوال والجار والصديق، وكلنا يذكر كيف تعلمنا في صفوف الدراسة الآية (عبس وتولى)!
ونصيحة لقمان لابنه (ولا تُصعر خدك للناس)!
عزيزي القارئ: أعرض بوجهك أيها العزيز عمن يتطاول على الدين، وما أكثر هذه الأيام من يجاهرون بإلحادهم وبكل ما يسيء للإسلام وأهله وملته.
أعرف أن هذا موضوع صعب جدا ويحتاج إلى تعليقاتكم ليكتمل.. إن تعبيرات وجهك جواز سفرك وهويتك!
تعبيرات الوجه تحمل أكثر من دلالة فانتبه جدا الى تعبيرات الوجه في البيت والعمل والمجتمع، وأجمل وجه هو الراضي بحكم الله وقضائه يقينا.
في أمان الله.