[email protected]
اعرف عزيزي القارئ أن هذا الأمر كريه، لكنه حق في رقاب العباد، لقوله تعالى: (وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلاً..) آل عمران 145.
هي الدنيا هكذا حياة قصيرة مهما طالت وآخرة باقية سرمدية للمتقين العاملين في الدنيا بكل جهدهم لنيل يوم حصادهم الأكبر جنة الفردوس وجنات عدن، قال تعالى: (فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون) النحل 61.
وتبقى الحقيقة أن الإنسان لا يعلم متى تحضر المنية وفي أي أرض يكون، مصداقا لقوله تعالى: (.. وما تدري نفس بأي أرض تموت..) لقمان 34.
قارئي الكريم: عليك الآن وفي هذه اللحظة أن تستعد لهذا الموت الذي يأتي بغتة، قال تعالى: (قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم..) الجمعة 8.
وقد أوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: «إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك».. ما أعظم القول وما أثمن الوصية!
أعرف أن كثيرا من القراء الكرام يتشاءمون من لفظة الموت وذكر الوصية، ويعتبرون هذا نذر شؤم ودليلا على دنو الأجل لهذا ينصرفون عن هذا الأمر ولا يفكرون فيه حتى مجرد تفكير إلا من رحم ربي!
كتابة الوصية سلوك نبوي، وهناك توجيه من رسولنا صلى الله عليه وسلم قال: «ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده»، وقال صلى الله عليه وسلم في حديث آخر: «من مات على وصية مات على سبيل وسنة ومات على تقى وشهادة ومات مغفورا له».
أعرف كثيرا من الأصدقاء يتشاءمون ويرفضون كتابة الوصية وحتى التفكير بها، رغم معرفتهم أن الآجال بيد الله عز وجل ولا أحد يدري من الإنس متى أجله!
النصيحة عزيزي القارئ الكريم: الوصية مطلب قرآني قبل أن تكون سُنة نبوية، ولا يجوز التشاؤم منها وهجرها ومقاطعتها، وقد حذرنا القرآن من تغيير الوصية بعد الموت، فقال سبحانه وتعالى: (فمن بدله من بعد ما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه..).
٭ ومضة: كل نفس ذائقة الموت وهذه إرادة الله في هذه الحياة الدنيا لكل بداية نهاية، ولكل أجل كتاب!تتعدد أسباب الموت، ولنتذكر هذا البيت الشعري:
من لم يمت بالسيف مات بغيره
تعددت الأسباب والموت واحد
لقد كتبت في 2021/1/10 مقالا بعنوان: «الوصية مطية بالزمن الكوروني» وأعيد التذكير بالموت والوصية لأن هناك جائحة عظيمة لا تزال تفتك بكل الشعوب في هذا الكون الواسع ولا تملك حيالها إلا التسليم بقضاء الله وأخذ اللقاح والتطعيم، وهذه هي نصيحتي لكل من يرفض التطعيم بادر قبل فوات الأوان!
٭ آخر الكلام: عزيزي القارئ الكريم في كل مكان اكتب وصيتك، هذه نصيحتي وإن قبلتها فلنفسك عملت، وإن رددتها فنفسك بخست!
٭ زبدة الحچي: الكل متفق حول الأجل بأن علمه عند الله عز وجل، تبقى الوصية هي بيدك ما دمت حيا وتمهر وتحرر في أوراق رسمية منك مذيلة بتوقيعك وإمضائك، ويجوز لك الرجوع وأنت حي عن وصيتك وتغيرها، والأفضل أن يكون لها شهود، واعلم أن الوصية الواجبة مقدمة على غيرها من الوصايا.
الوصية لها شروط صحة وأحكام يمكنك الرجوع إليها والسؤال عنها مع المشايخ الذين تثق بهم، وفتاوى وزارة الأوقاف أو كلية الشريعة وغيرهما من الجهات الموثوقة في الكويت.
٭ رثاء وتعزية
رحلت عن الدنيا الفانية وسناء يوسف الضاعن (أم علي) ابنة العم يوسف الضاعن - رحمه الله - زوجة حسين المطاوعة، فاللهم أوسع مدخلها وأكرم نزلها وأنت خير المنزلين، اللهم اجعل قبرها روضة من رياض الجنة ومنزلتها في الفردوس الأعلى من الجنة، ووالديها (أبونواف وأم نواف)، فاللهم ارحمهم واغفر لهم، وارحم ابنتنا (وسناء) وأسكنها فسيح الجنان، وتقبلها في هذه الأيام المباركة من عشر ذي الحجة، ارحمها تحت الأرض ويوم العرض ولا تخزها يوم يبعثون.
رحمك الله يا (وسناء يا أم علي) رحمة واسعة مع دعوة القراء الأعزاء بالدعاء لها في هذا اليوم المبارك من عشر ذي الحجة، وهي ممن يستحقون الدعاء.
عظَّم الله أجر الأسرة الكريمة (الضاعن) في هذا المصاب الجلل، و(إنا لله وإنا إليه راجعون).
في أمان الله..