المَطرِّب شخص ولّى زمانه في الكويت القديمة، وما أحوجنا إليه الآن!
في الكويت العتيچة أيام زمان أول كان هناك شخص (مَطرّبْ) مهمته البحث عن الأشياء المفقودة من أصحابها كالحيوانات والفلوس والأطفال الصغار والحلي وغيرها من الأغراض!
وهذا المسمى «مَطرِّبْ» لا يقصد به المغني المعروف!
هذا الشخص الذي نقصده صوته عال كالإذاعة من غير ميكروفونات يدور في الأحياء والفرجان والأزقة، قائلا: «يا من عَيّنْ ويسمي الحاجة عنزة - فلوس - أي حاجة ضايعة» وإذا وجدها يسلمها إلى صاحبها ويكون أجره (روبية) أو (حلاوة) وبعضهم يعمــل (مطرّب) لوجه الله يساعد الناس في تحصيـل ما ضاع منهم متطوعا في العمل الخيري تلبية لمتطلبات الحياة قديمــا لأهــل الكويــت!
وكانت العبارة السائدة في ذاك الوقت حال حصول من ضاعت ضالته القول: «جزاه الله خير ورحم الله والديه» كما جرت العادة أنه من لا يستطيع أن يدفع أجر (المطرّب) لضيق الحال يكلف (شباب الفريج) وأحيانا يستعان بالفتيات ويعلو صوتهن بلحن معروف: «يا من شاف.. الولد.. جزاه الله خير، رحم الله والديه»! كان المطرب يقوم بمهنة ويتقاضى أجره على إيصالك للشيء المفقود!
الجميل في الكويت العتيجة أي (القديمة) أنه متى عثر إنسان على حاجة ثمينة مثل الذهب فإنه يكلف نفسه في عناء البحث عن صاحبه فإن لم يجده فإنه يستأجر (مطرب) ليبحث عن صاحبها المغلوب على أمره دون ذكر (مواصفات) حتى لا يــدعي أحد ملكيتها دون وجه حق فينادي صائحــا: (يا مــن له الضّالــة)!
وعندما يتقدم صاحبها فإنه مُلزم بأن يقدم الدليل على أنها (ضالته وحاجته) فيعطيه إياها ويتحمل دفع أجـرة المطـرب!
٭ ومضة: مع طول فترة جائحة كورونا كوفيد 20 - 2021م أقترح على وزارة الصحة الاستعانة بـ«المطربّين» يدورون في المناطق والمحافظات الست (يطربون) ويدورون وين التجمعات المخالفة وإللي كاسرين كل الإجراءات والاحترازات الطبية ومخالفي التعليمات!
والعيد مقبل خذ تجمعات شاليهات ومزارع ويواخير وأعراس!
٭ آخر الكلام: تعبنا حال كل شعوب الأرض مع هذه الجائحة التي لا نعرف حتى الآن هل هي وباء أم ابتلاء، فإن كانت بلاء، فمن سنن الله الكونية وقوع البلاء على المخلوقين اختبارا لهم وتمحيصا لذنوبهم وتمييزا بين الصادق والكاذب منهم، واليوم صار صعب الفرز، فما أحوجنا إلى (المطرب).. متى نخلص من كورونا.. الله يرحم والديكم!
٭ زبدة الحچي: على وزارة الصحة بعد تزايــد أعداد المصابين من مواطنين ومقيمـين تعيين (مطرّبين) يجوبــون المناطق ويخاطبــون إللي عندهــم تجمعات دون التقيــد بالاحترازات والإجراءات من عنده صداع حــاد وحــرارة عاليــة ومــا يشم ويكح وعنــده آلام حادة في الجسم.. لا يخالط أحدا ولا يحبــب ويصافــح أحــدا!
نبي مَطرّبْ.. شاطر في الميديا!
وأنا أشاهد المشهد الجائحي نحتاج فعلا الى (مطرّبين) يا ناس يا عالم (كورونا مازالــت عندنــا ضايعة) الله يرحـم والديكم حكروهــا وحاصروها.. لا تتمدد!
في أمان الله..
[email protected]