[email protected]
ورحل ذلك الوجه السوداني الباسم، إنه العم آدم، وهل هناك في الكويت من لم يعرف هذا السوداني الجميل في خلقه وتعامله وعشرته؟!
في صباح السبت 7 ذي الحجة 1442هـ الموافق 2021/7/17م رحل عنا العم آدم إبراهيم الدسوقي عن عمر يناهز الـ 74 عاما لكنني أعتقد أن عمره أكبر من هذا، مقاما وسنوات، وأقدره بحوالي في التسعينات لأنني وأنا صغير كنت أشاهده في جمعية القادسية في سيارة (بيضاء فارهة وهارتوب أسود)، ولهذا أقول ليس من المعقول أن يكون من مواليد العام 1947؟
هو من مواليد قرية النهود غرب السودان، رحل في بداية شبابه إلى مصر والتحق بالأزهر، لكنه لم يكمل تعليمه لأنه لم يجد من ينفق عليه.
قدم الى الكويت سنة 1950 وعمل في البداية عند عبدالعزيز العلي المطوع ثم تنقل الى دائرة المعارف وبلدية الكويت، وكان سائقا للعم السيد يوسف الرفاعي ثم عمل في كثير من القصور وارتبط طوال حياته بالديوانيات الكويتية، وكانت له علاقة قوية برجال الزمن الجميل من الرعيل الأول أمثال العم يوسف جاسم الحجي، العم عبدالله المطوع، والأستاذ أحمد سعد الجاسر وغيرهم من فضلاء الكويت الأخيار.
كان كويتيا في ثوب سوداني وسودانيا في ثوب كويتي، وله كثير من المعارف الذين يصعب حصرهم، غير أن المستشار راشد الحماد - بومحمد - من أقرب المقربين له وعمل معه الكثير من المشاريع في السودان، حتى يقال إن عدد المشاريع تعدى الـ 30 مشروعا.
يقول أحد أصدقائه الأخ عبدالمنان - أبو أحمد: هذا الرجل نحسبه من الخيرين والمقبولين وله مآثر يصعب حصرها، وثقة أهل الكويت فيه كبيرة وتحسب له، فقد كان وحده جمعية خيرية متحركة، ولديه علاقات مع الأوائل في الكويت والشيوخ وكل طبقات المجتمع بمن فيهم الشباب، علاقات وقبول واسعة لشخصه - رحمه الله - وآخر اتصال تلقيته من العم أبو أيمن المطوع يحثني على الكتابة عنه وعن شخصه وعلاقته بأهل الكويت الكرام ويقدم تعازيه لأهله في الكويت والسودان.
اتصل بي الدكتور يعقوب يوسف الغنيم يخبرني بوفاته وقد بدا عليه الحزن الشديد، وقال: توفي أخونا العزيز الوفي آدم إبراهيم الدسوقي (أبومحمد)، وكان - رحمه الله - من رواد ديواننا في المنصورية، ونعزي أنا واخواني د.مرزوق ود.عبدالله وأسرته الكريمة بوفاة عميد الجالية السودانية.
أخبرني د. يعقوب الغنيم أنه سيكتب قصيدة رثاء في الراحل ، وبالفعل كتب القصيدة التي تنشر في «الأنباء» على الصفحة الأخيرة .
٭ ومضة: كان رحمه الله إذا قدم الى العم يوسف جاسم الحجي رئيس الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية المؤسس لها بعد أن ينتهي من زيارته لأبو يعقوب يمرنا في أقسامنا فردا فردا يسلم ويضحك ويسأل، وكنت إذا (شفته) في الهيئة قلت له: آدم اسماعيل ينتظر (العميد) نسبة إلى كنيته (عميد الجالية السودانية)، وكان يضحك قائلا: إذن تذهب الى الزول آدم!
٭ آخر الكلام: رجل بسيط متواضع باسم الوجه وطلق اللسان أحب الناس فأحبوه، إنه العم آدم إبراهيم الدسوقي السوداني.
٭ زبدة الحچي: ورحل العم (آدم) بعدما أمضى كل شبابه في الكويت ولبس الدشداشة والغترة وصار واحدا منا يشاركنا الحلوة والمرة تاركا أثرا كبيرا في تحقيق رسالته الخيرية وإنسانيته التي تتسع إلى كل الناس والجنسيات دون تمييز وترك وراءه عشرات من المشاريع الخيرية التي كان يسعى إلى تحقيقها لقريته وبلده من آبار ومدارس ومستوصفات ومساجد.
يقول لي ابنه محمد بعد أن عزيته، والشكر موصول إلى د.عبدالله السميط الذي أعطاني رقمه كي أتواصل معه، يقول: أعلم أخ يوسف أن كل من عرفه سيدعو له، لكنني أطلب منك أن تطلب من القراء الكرام أن يدعوا له في هذا اليوم المبارك يوم التروية الثامن من ذي الحجة وألا ينسوه من دعائهم في التروية ولا عرفة، شاكرا ومقدرا كل هذه المشاعر التي تلقيتها من أهلنا في الكويت.
اللهم يا حي يا قيوم يا رب السموات والأرض نسألك أن توسع مدخل عبدك (آدم) وتكرم نزله وتجعل قبره روضة من رياض الجنة ومنزلته الفردوس الأعلى من الجنة.