[email protected]
بين فترة وأخرى، أتواصل مع أخي الأستاذ علي البوسعيدي - أبو الفيصل عبر الواتساب، لأسأله عن أهلنا الأكارم في سلطنة عمان الشقيقة، وهو كذلك يبادلني المشاعر والأحاسيس، وهكذا هم أهلنا في الخليج العربي اتحاد موحد الرغبة والكتلة والتاريخ والمصير الواحد.
بالأمس، أرسلت له رسالة أسأله عن أحوال أهلنا الكرام في السلطنة بعد إعصار «شاهين» فكانت هذه الرسالة الجميلة: في الحقيقة ان هذا الأمر يدعو للعجب فعلا ولا يكاد تصدقه عين لولا أنها رأته وعايشته.. أن يقطع آلاف من الشباب أكثر من ألف كيلو متر من الجنوب والشمال والشرق والغرب إلى الباطنة لينظفوا بيوت المتضررين بسواعدهم ثم يقفون راجعين إلى بيوتهم دون أن تربطهم أي علاقة بأولئك المتضررين سوى أنهم عمانيون.. أمر يدعو للتفكر.
أن تتضرر الباطنة بالغبار والأتربة بسبب الإعصار فينتفض 15 ألف شخص من أقصى عمان إلى أقصاها ليمسحوا عنها تلك الأتربة لتعود مشرقة كما كانت لا لشيء سوى أنها جزء من عمان.. أمر يدعو للعجب.
أن تجد المهندس والدكتور والأستاذ والطالب والضابط والمدير والموظف في بيت واحد يكنسون وينظفون بيت المتضرر دون أن يعرف أحد منهم الآخر ودون أن يعرف أحد منهم صاحب المنزل المتضرر تجردوا من مناصبهم وألقابهم وأتوا بلباس العمال من بقاع شتى من السلطنة لا لشيء وإنما لأن صاحب المنزل عماني.. أمر يدعو للدهشة فعلا.
أن تتداعى نخلة هنا وشجرة هناك ومنزل هنالك فتهتز لها السلطنة بأكملها من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها صغارا وكبارا وشبابا وشيبانا رجالا ونساء فيأتون دفعات متتالية الواحدة تلو الأخرى زرافات ووحدانا لإقامة هذه النخلة وتقويم تلك الشجرة وبناء ذلك الجدار لا لشيء وإنما لأن عمانيا فيها أطلق نداء استغاثة.. أمر يدعو للاستغراب!
أن ترى الفقراء والضعفاء والمحتاجين يسابقون الأغنياء إلى التبرع لإخوانهم المتضررين وتسمع من قصصهم العجب العجاب. امرأة فقيرة تبرعت بما ادخرته لحجها.. وطفلا صغيرا كسر حصالته وتبرع بها.. وشابا ادخر بعض المال لعرسه فتبرع به وعروسا تبرعت بحليها.. لا لشيء وإنما لأن أناسا لا يعرفونهم تضرروا من إعصار «شاهين» لا تجمعهم به صلة إلا الوطن.. أمر يدعو إلى التدبر.
أن ترى سلطان البلاد يترك موكبه وحرسه ويأتي وحيدا منفردا دون أي هالة سلطانية أو ضجيج إعلامي ليلتحم مع شعبه في تسطير هذه الملحمة الوطنية التاريخية أمر يدعو إلى رفع القبعة لكل عماني ويمسك الألسن عن قول أي شي إلا الحمد لله أنني عماني.
عماني وسأبقى عماني
ومدى الدهر عماني
اللهم لك الحمد
أني عماني
العم أبا مهند: شاركتك ما يتداول ولكنه ليس من كتاباتي ولا أعتقد بأن الكاتب سيكون ممانعا بأن يتم تداول ما كتبه في حبيبتنا دولة الكويت علينا جميعا كعمانيين.
.. وأنا أقول: تبقى الحقيقة ان الكويت بقيادة النواف وسلطنة عمان بقيادة وتوجيهات الهيثم علاقة ثنائية تجمع النسب والتاريخ والمصير المشترك والأخوة الحقة عبر الأزمنة.. وسلام الكويت لأهلنا في عمان الشقيقة الغالية.
٭ ورحل المستشار فيصل الحجي بوخضور
زاملته منذ عملي كأمين سر في جمعية المعلمين الكويتية وهو في جمعية الخريجين نلتقي في الحياة والاجتماعات النقابية وكان (أبو هيثم) دائما دمث الخلق هادئ الطبع تقلّد العديد من المناصب الحكومية السفير والوزير والمستشار.. ربّ أوسع مدخله وأكرم نزله واجعل قبره روضة من رياض الجنة ومنزلته في الفردوس الأعلى.. يا رب.
كل العزاء والمواساة لأسرته الكريمة وذويه ومحبيه، وجبر الله عزاءكم وإنا لله وإنا إليه راجعون.