[email protected]
الأولون من أهالينا القدامى كانوا يعتقدون بالضرورة.
أتعرف عزيزي القارئ ما الضرورة؟
الضرورة حالة نفسية يصاب بها الإنسان فيعتقد ان به مسّا من الجن يمرضه عند غضبه ويشفيه عند رضائه عليه ولا يخلي سبيله إلا بعد تنفيذ بعض المطالب التي يفرضها عليه فيعرفها أهله من أول وهلة يصاب بها ابنهم لكونهم معتادين عليها فيذهبون به الى أحد الذين يستطيعون تحضير الجان فيعمل على إرضاء جانه المتقمص به بتوصيتهم بالكف عن المريض وإن استصعب عليه أمرهم يلجأ الى ضرب المريض ضربا مبرحا بعصي الخيزران ظنا ان الذي سيتألم هو الجان، ذلك الزائر الثقيل وليس المريض نفسه. ومن المعلوم ان مخاطبة الجان لا تأتي إلا من مقتدر عارف به وكيفية التعامل معه، وهناك «مشايخ» في الكويت لهم تاريخ مع الجن واستحضارهم وإخراجهم وترويضهم!
طبعا الأفلام العربية المصرية شوّهت الدكتور النفسي، ففي الأفلام يا معقد يا قاتل!
لا بد ان نقر حقيقة ان «الضرورة» خرافة وأوهام يعتقد بها بعض أهلنا الأولين ولهم فيها روايات وقصص عجيبة خاصة في «الضرورة» و«الاستنزال» وما يتبع هذا من طلبات.
لقد شاهدت ورأيت كيفية استحضار الجن وصرفهم وإخراجهم من الإبهام الشمال وضرب بعض المرضى ورأيت شخصا يقال به ضرورة (شرب تب ماء مالح) وآخر صار حوار معه لأكثر من ساعة وضرب و(خنق رقبة) حتى خرج من الإبهام الشمال، والشيخ الذي مارس إخراج (الجني) هاجر الى تركيا منذ أشهر خلت.
٭ ومضة: مجتمعنا الكويتي في الحوار الخاص بالعفو تحول الى تفريعات عجيبة، فمن العفو الخاص المرتبط بقضية دخول المجلس الى قانون الانتخابات وتعديل الدوائر وتعديل قانون المسيء و«البدون» وقضية العبدلي وقانون الرهن العقاري واستجوابات رئيس الوزراء.
والله مجتمعنا الكويتي بعد جائحة كورونا كوفيد- 19 ولمدة سنتين تعب واستهلكت قواه من كثرة الفساد والفاسدين وأصحاب السطوة والقرارات العجيبة التي تصدر ونتراجع عنها وكأننا في حالة ضرورة واستنزال!
٭ آخر الكلام: ربما كنا جميعا بحاجة الى المالد والقادري والسامري والطنبورة والليوة وطق الحبوش علشان نستنزل ونطلع زيرانا لنخرج من الشعور الى اللاشعور!
٭ زبدة الحچي: ما ذكرته من مسميات مرتبطة كلها بـ «الضرورة» وليس بالضرورة أي الحاجة الملحة!
نبي مبخر كبير ونحط فيه (ياوي) نوع من البخور يساعد على الاستنزال ولإقامة (موجب) ترى كلنا وصلنا حد الاستنزال لأن (الينانوه) زادوا في الجائحة عندنا وما عليك الا ان تردد (الشيلات والتنزيلات) وستجد حتما من يتبعونك مستنزلين في صفوف يتمايلون لاستحضار الجن فيما يتساقط الذين فيهم ضرورة واحدا وراء الثاني من قوة ضرب الطيران!
ما أحوج مجتمعنا الى حفلة زار بحركات إيقاعية رشيقة وتشكيلات مصحوبة بحركات يمكن (يطلع) الجني اللي متلبسنا مع الانحناءات والتلويح مع الأغاني السواحلية مثل: اسمع ونين عبيدي فوق الغرفة.. سلام أيها القراء سلام.. أترككم مع حفلة الزار الكويتية الكبرى!
٭ تهنئة
أبارك لأخي وصديقي الأستاذ أسعد عبدالله مدير تحرير مجلة المعلم على عقد قران كريمته سارة على الابن العزيز د.ناصر العوضي، وأتمنى لابنتي (سارون) التوفيق في حياتها الجديدة، اما أخونا (أبوعبدالله) فهو بإذن الله سيكون (جدا) حنونا وطيبا للأحفاد إن شاء الله.
ألف مبروك لأختنا سميرة المطوع (أم عبدالله) وعقبال عيالي (عبدالله - ومحمد - واحمد)، ربي يتمم عليكم الأفراح والسعادة ومبروك للجميع.
٭ تعزية ومواساة
باسم ديوانية العجيري في السرة نعزي في وفاة أخينا وصديقنا د.كاظم أبل - بوعبدالعزيز - الذي كان يزورنا في الديوانية بين فترة وأخرى ونستذكر له زيارات وجلسات طيبة ونتذكره اليوم ونترحم عليه وكل العزاء والمواساة لأهله وأسرته الكريمة، فاللهم أوسع مدخله وأكرم نزله واجعل قبره روضة من رياض الجنة ومنزلته في الفردوس الأعلى من الجنة ولا نقول إلا ما تعلمناه، إنا لله وإنا إليه راجعون.
٭ مباركة
أبارك لإخواني رئيس وأعضاء جمعية المعلمين الكويتية حصولهم على ثقة (المعلم) ونأمل أن نرى الجمعية تمارس دورها (الوطني - النقابي - التربوي) وان تحقق لشريحة المعلمين مطالبهم، وعساكم على القوة ومبروك الفوز والله يوفقكم.
..في أمان الله