[email protected]
لا شك أننا نعيش هذه الأيام أجواء عبقة في الشهر الفضيل ونخرج الصدقات والزكوات والنذور والهبات والعطايا والمكرمات، أذكركم وأذكر نفسي بأحوال إخواننا في الدين، إنها «أراكان»، وما أدراك ما الروهينغا!
كسرت وعدي وعهدي بعدم الكتابة في رمضان والتفرغ للعمل الخيري والعبادة، لكنني وجدت من واجبي أن أذكركم بأحوال إخواننا الروهينغا، وما دفعني والله للكتابة هو «نسيان» هذه الأمة أحوال إخواننا المأساوية هناك والالتهاء بالتمثيليات الهابطة والمسلسلات التي لا تعبر أبداً عن أخلاقيات الشعب الكويتي المحافظ، وأسأله سبحانه أن يحنن قلوبنا ويوحّد صفوفنا لنصرة هؤلاء المستضعفين المعوزين المحتاجين لدعمنا المالي ونصرتنا الإعلامية.
أخي الصائم في كل مكان: تذكر وانت تفطر، وانت تتسحر، هناك من إخوانك في الملة لا يجدون لقمة يسدون بها جوعهم وعطشهم!
أيها الصائم الكريم: هناك جمعيات ولجان خيرية خصصت للروهينغا مشاريع، فادعم هذه «المساعدات المرجوة لهم» لأن الوضع الراهن صعب على إخواننا الروهينغا، أكان في داخل بورما أو في معسكرات ومخيمات اللجوء، خاصة مع تزايد التعسف وتوالي النكبات على هؤلاء المسلمين.
أذكر بما يجري ويطبق عليهم اليوم وسط إجراءات أمنية وعسكرية وجور واضطهاد لا حصر له يتمثل بما يلي:
ـ أولا: إلغاء جنسية الروهينغا المسلمين في «أراكان» بموجب قانون المواطنة والجنسية الذي وضع عام 1982 على أيدي مجموعة من الرهبان البوذ.
ـ ثانيا: حرمان المسلمين من حرية السفر والتنقل داخل البلد وخارجه.
ـ ثالثا: اعتقال الروهينغا وتعذيبهم في المعتقلات وسط تعتيم إعلامي داخلي وخارجي للأسف!
ـ رابعا: تسخير الروهينغا بأعمال قسرية دون موافقتهم مثل تعبيد الطرق وحفر الخنادق في المناطق الجبلية للقوات البورمية.
ـ خامسا: تهجير الروهينغا من إقليم أراكان وإحلال البوذيين محلهم.
ـ سادسا: مصادرة أوقاف الروهينغا وصكوك أراضيهم وقراهم ومنعهم من ممارسة التجارة والتصدير والاستيراد.
ـ سابعا: إغلاق الوظائف الحكومية أمام الروهينغا.
ـ ثامنا: منع التعليم الديني في المدارس والجامعات الحكومية وإجبار المسلمين على إدخال أطفالهم في المدارس الحكومية التي تحارب الإسلام وأهله.
ـ تاسعا: عدم السماح للمسلمين بالمشاركة في المؤتمرات والندوات داخل وخارج إقليم أراكان في بورما.
٭ ومضة: الوضع مأساوي في أراكان، وما ذكرته بسيط جدا أمام ما يجري في القرى البورمية، وهذا على سبيل المثال لا الحصر.
إن الوضع في «أراكان المسلمة» في بورما يتطلب حلولا ونصرة إسلامية وتحركا عربيا وإسلاميا ودوليا، فالوضع جد خطير، ويحتم علينا نصرة هؤلاء، ويا ليت وزارة الأوقاف تذكرهم في خطب الجمعة لتذكير الناس بمأساة هذا العصر والزمان، فالواجب الديني يحتم علينا نصرتهم لقوله تعالى: (وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر ـ الأنفال: 72).
٭ آخر الكلام: عزيزي القارئ: قدم وانت صائم صدقتك أو زكاتك تكون «معذرة» الى الله يوم أن تلقاه، ولا تحقرن من المعروف شيئا فإن الجبال من الحصى!
والله ما تقدمه من مال هو الباقي تزرعه في الدنيا وتحصده في الآخرة.
٭ زبدة الحچي: عزيزي القارئ في كل مكان وزمان: بادر وسارع والحق بالركب وقدم ما تستطيع لإخوانك الروهينغا، وان لم تستطع أن تقدم المال «فادع لهم» بظهر الغيب.
وهذه فرصة أرجوك أن تدعو الى الغائب الحاضر العم يوسف جاسم الحجي نصير الروهينغا طوال حياته، رحمه الله.
والغالي الذي فقدته الكويت والروهينغا وكل العمل الخيري أخي وحبيبي محمود الفزيع ـ أبو فيصل ـ هذا احد الكويتيين الذين سجل اسمه في سفر التاريخ لنصرته إخوانه الروهينغا يوم زار مخيماتهم وعمل اكثر من مبادرة وجمع المال وعمل المشاريع الخيرية، وهم الآن يفتقدون «أمثال هؤلاء» الذين ذكرتهم.
في الختام، نسأل الله العلي القدير أن يتقبل منا صدقاتنا وزكواتنا وأعمالنا وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم، امتثالاً لقوله تعالى: (ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز ـ الحج: 40).
٭ همسة: شكرا من القلب لابني عمر القصاص في إذاعة وتلفزيون «مارينا إف إم» على تقديمه الرائع لبرنامج «وصال» الذي يؤصل ويعزز أدوار العمل الخيري.
وفيت وكفيت «بو بدر» والله يخلي لك «دلال».. خووش برنامج في رمضان داعم للعمل الخيري.. وتشكر إدارة «المارينا» على دعم العمل الخيري من غير حسابات التسويق.. وتؤجرون على دعم العمل الخيري الكويتي الذي هو وجه (الكويت والكويتيين) الحقيقي شعب المكرمات.
.. في أمان الله.