- في عام 1986 نجحت في نقل الحقيقة عن الحرب المنسية الخفية التي يقوده ماركوس وجيشه من شعب مورو المسلم
- تحقيقاتي عن أرخبيل مورو المشتعل كانت إنجازاً صحافياً اخترقت فيه الحصار المضروب على جزر مورو المشتعلة
- وصف سلامات هاشم صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بحكيم الديبلوماسيين العرب ونصير المسلمين وكان حينذاك وزيراً للخارجية الكويتية
- قابلت 11 قائداً مسلماً في قواعدهم بعيداً عن الفنادق ووسط الخنادق وسواتر الحرب
- بوسياف هو عبدالرزاق أبوبكر جنجلاني درس في السعودية وقاتل في أفغانستان وقتل في العام 1998 وشقيقه قذافي حل محله
من القضايا الساخنة التي غطيتها وكانت مهمة شبه مستحيلة وتستحق المغامرة ونجحت بها في الحصول على مجموعة تحقيقات صحافية عن «جبهة مورو» أواخر الثمانينيات وآخرها عام 2004، وكانت محفوفة بالمخاطر والصعوبات
|
القائد التاريخي سلامات هاشم مستقبلا الزميل يوسف عبدالرحمن |
|
في أول صورة تنشر له باللباس العسكري |
|
أصغر مجاهد في مورو باللباس العسكري |
|
يتعلمن القرآن واللغة العربية في معسكر الجهاد |
وسبقتها اتصالات عديدة مع أطراف مختلفة داخل وخارج الكويت لتأمين وصولي إلى «أرخبيل مورو المشتعل» بعد ان فرض ماركوس الرئيس الفلبيني الأسبق سياجا عسكريا لمنع وصول الصحافة الى أدغال مورو جنوب الفلبين بل منع وصول اي صحافي لهذه المنطقة التي كانت تشهد حربا لا هوادة فيها على المسلمين.
نعم.. كنت هناك في أرخبيل مورو المشتعل أحاول أن أنجح كي أنقل الحقيقة عن «الحرب الخفية» التي يقودها ماركوس وجيشه ضد شعب مورو المسلم واستطعت بفضل من الله النفاذ الى «أدغال مورو» جنوب الفلبين وخرجت بسلسلة من التحقيقات المصورة والتي رافقني فيها المصور محمد الأسطل «أبوحسين» بكاميرته الرائعة لنعرّف العالم الاسلامي بـ «الحرب المنسية» بين المجاهدين المسلمين والحكم المركزي في مانيلا بقيادة ماركوس.
مازالت في ذاكرتي فصول لم تنشر من هذه الزيارة الميدانية التي اجتزت فيها عشر نقاط تفتيش للجيش حتى وصلت الى قاعدة بشرى الاستراتيجية لمجاهدي مورو الأبطال.
في هذه الاستراحة أعرف الأجيال المسلمة بجهاد شعب مورو ودور جبهة تحرير مورو الاسلامية ومن هم بالأساس شعب مورو ودور «المقاومة الموروية».
استراحة هذا الأسبوع لا تقل عن «استراحة جحيم البوسنة» وإنها لدعوة للقارئ الكريم للتجوال معي في المعلومات والصور في أرخبيل مورو المشتعل.. وعلى بركة الله نبدأ.
مورو
في بداية السبعينيات بدأت أقرأ في القضايا الاسلامية فقرأت عن شعب «مورو» أنهم في جنوب الفلبين وعندما مارست العمل النقابي علمت أنهم مسلمون يسعون للتحرر من الفلبين بقيادة رئيسهم نور ميسواري عندما قاد جبهة مورو الوطنية ثم زعيمهم التاريخي المرحوم سلامات هاشم الذي توفي عام 2003 وتسلم هذه المهمة التاريخية الحاج مراد ابراهيم وهو واحد من أبرز قادة الجهاد في جنوب الفلبين، وقد قابلته اكثر من مرة في استطلاعات «الأنباء» عن جنوب الفلبين، ومعروف ان «مورو» هو الاسم الذي أطلقه المحتلون الإسبان على مسلمي جنوب الفلبين الذين يتمركزون في جزيرة ميندانا ووسولو وتعادل مناطقهم ثلث مساحة الفلبين.
المقاومة الموروية
لشعب مورو تاريخ حافل بالجهاد والنضال ضد الحكم المركزي في مانيلا، فقد تشكلت في البداية جبهة التحرير الوطنية بقيادة نور ميسواري وكان يرأس التيار الوطني القومي في بداية النضال وسرعان ما تحولت القيادة الى القائد التاريخي ذي التوجه الإسلامي سلامات هاشم الذي درس في الأزهر، وكلا القائدين تأثر بأدبيات الاخوان وسيد قطب والمودودي غير ان سلامات هاشم في سنواته الأخيرة بدأ يميل الى الفكر السلفي الوهابي لوجود عدد كبير من أنصاره دراستهم في المملكة العربية السعودية وكثير منهم تأثر بالجهاد الأفغاني والبوسني والكشميري أي بالفكر الجهادي ومعلوم ان الاسلام دخل الفلبين منذ القرن الرابع عشر على أيدي التجار والدعاة، وكان هناك حكم اسلامي في هذه الجزيرة الجنوبية وأدت مقاومة المسلمين للاحتلال الاسباني الى الانحسار التدريجي للحكم الاسلامي لأن الاستعمار الأميركي عندما حكم الجنوب ضمه الى الشمال قبل ان يمنح الفلبين الاستقلال عام 1946.
ونتيجة للسياسة الخبيثة للحكومة الفلبينية التي رأسها ماركوس قام بتهجير جماعات كثيرة من الشمال الى الجنوب في محاولة للتغيير الديموغرافي وتفعيل قانون صدر عام 1936 تملكت بموجبه الدولة أراضي المسلمين وأوقافهم ثم وزعتها على المستوطنين الشماليين الجدد، وهكذا تم اضعاف قبضة المسلمين على أراضي أجدادهم مما أوجد تنظيمات شمالية مسلحة تستهدف المسلمين وأدى في النهاية الى تأسيس «المقاومة الموروية» عام 1968 والمطالبة باستقلال شعب مورو عن الفلبين.
في عام 1972 كوّن التياران الجبهة الوطنية لتحرير مورو برئاسة نور ميسواري الذي وافق على تطبيق مبادئ الإسلام لكن ما لبث الإسلاميون عام 1977 ان انفصلوا وأسسوا «جبهة مورو الاسلامية» بزعامة الرئيس سلامات هاشم، وقد لعب الرئيس معمر القذافي دورا قذرا مع ماركوس في تفتيت واضعاف جبهة مورو بعد دعمهم أكثر من 8 فصائل صغيرة في محاولة لإضعاف جبهة مورو وسميت هذه الاتفاقية باتفاق طرابلس الأول ثم في عام 1996 وقع ميسواري اتفاقية مع الحكومة الفلبينية لإقامة منطقة حكم ذاتي وفي عام 2001 تم عزل ميسواري
أسد مينداناو
في عام 2003 فقدت «جبهة مورو الاسلامية» مؤسسها الحقيقي والتاريخي سلامات هاشم والذي أطلق عليه اسم «أسد مينداناو» أو أسد الجهاد الفلبيني وهو بحق الأب الروحي للتيار الاسلامي كله وأبو المقاومة الموروية وهو الذي قاد في عام 2001 عزل نور ميسواري من الرئاسة لعدم رضاه عن أدائه وتم عقب ذلك قيام منشقين عن الجبهة الوطنية بعمليات ضد الجيش الفلبيني وملاحقة نور ميسواري الذي فر الى ماليزيا وما لبثت ماليزيا ان سلمته الى الفلبين حيث حكم عليه بالسجن وانقسمت جبهته الى 4 أقسام منها جناح نوري ميسواري الذي استمر في معارضة وضعية الحكم الذاتي وشن هجمات على الجيش الفلبيني.
وفي عام 1997 دخلت جبهة مورو الاسلامية في مفاوضات مع الحكومة الفلبينية في فترة حكم (جوزيف استرادا) انتهت بحملة عسكرية واسعة شنها الجيش الفلبيني عام 2000 على معاقل الجبهة.
في عام 2001 تم الاتفاق بين الجبهة وحكومة الفلبين بقيادة الرئيسة غلوريا ارويو على حل نهائي لمشكلة المورو وأدى هذا الى اطلاق عملية تفاوض في عام 2005 بواسطة منظمة المؤتمر الاسلامي التي تعترف بالجبهة الاسلامية لمسلمي الفلبين وأيضا ماليزيا وانتهت المفاوضات في عام 2008 بعقد اتفاقية لمنح الحكم الذاتي والفيدرالية غير ان عددا من السياسيين المسيحيين من جنوب الفلبين قدموا اعتراضا لدى المحكمة العليا أدى الى وقف الاتفاقية وعودة المواجهات وقد أدت الصدامات الى مقتل نحو 120 ألفا وتهجير قرابة مليوني مسلم من الجنوب الى ولاية صباح الماليزية المجاورة.
المهمة المستحيلة
في عام 1986 نجحت كصحافي أن أصل الى قاعدة بشرى في جنوب الفلبين بعد رحلة مغامرة شاقة وخطرة اجتزت فيها 10 نقاط للجيش الفلبيني وكنت أتنفس الصعداء بمجرد ان يرتفع الحاجز العسكري ليسمح لنا بالمرور.
كنت نائما مع المصور محمد الأسطل في سيارة «كارغو» نصف شاحنة على أرضيتها وفوقي مجموعة من الحبال المصنوعة من «نخيل النارجيل» ومن حولي طلبة المدارس وقوفا في «عربة اللوري» وكان الجيش يحاصر الجنوب كله لا يريد ان يصل امداد للمجاهدين ولا صحافة فكان يتمركز على مفارق الطرق وكلما أوقفنا حاجز عسكري تذكرت كلمات الشيخ أحمد بشير ـ رحمه الله ـ أحد أبرز علماء الجنوب والذي قال لي بالحرف الواحد «أنت عزيز علينا ومن أرسلك لنا له مكانة في نفوسنا» وكان يقصد أحد رموز الإسلاميين في الكويت، وكان قد طلب مني الشيخ أحمد بشير ان أستخير لأن المهمة صعبة، واحتمال القبض علي من قبل الجيش الفلبيني أمر وارد وقد أصررت حتى قال «على بركة الله سنجعلك تمر في حافلة الطلاب الذين يتنقلون من القرى الى المدارس والمعاهد» وبعد تجوال في السيارة من قرية الى أخرى اجتزت نقاط الجيش وبدأنا رحلة المشي على الأقدام لأكثر من 9 ساعات متواصلة حتى التقيت في قاعدة بشرى بما لا يقل عن 37 ألف مجاهد ينتشرون في الغابات والأدغال المحيطة.
قواعد الجهاد
|
منقبات فلبينيات يقرأن مجلة المجتمع الكويتية |
|
في الطريق إلى قواعد الجهاد من جهة البحر في المحيط الهادي |
|
الزميل يوسف عبدالرحمن يتفقد ايتام بيت الزكاة طلبو نقل مشاعرهم للشعب الكويتي |
|
المصور المتألق محمد الاسطل نائما وانا اكتب الموضوع في الطائرة |
أستطيع أن أجزم بأنني واحد من قلة تحملوا مشاق الوصول الى قاعدة بشرى وقاعدة بدر وقاعدة عمر بن الخطاب وأتذكر يوم وصولي الى قاعدة بشرى وكان في استقبالي القائد البطل المجاهد عبدالعزيز ممبنتس وطلب مني ان ألقي كلمة في المجاهدين ففعلت وقد كانت مفاجأة عظيمة لي عندما ترجم المترجم كلماتي ان أسمعهم يصرخون بصوت واحد «الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، إسلام، كويت»، موقف جعلني أنكمش حياء حيث يعتبرون وصولي اليهم أسطوريا وبطوليا وجهاديا.
وقد طلبت منهم ان يدعوا لأبناء الكويت المأسورين عند النظام العراقي من الأسرى الكويتيين لأنهم سألوني لماذا أضع شريطا أصفر على صدري فكان جوابي نصرة لقضية الأسرى الكويتيين وفي 3 من الشهري الجاري 2012 توفي القائد التاريخي عبدالعزيز الشريف ممبنتس في مدينة سيبو بأزمة قلبية .. رحمه الله اسد مورو المجاهد عبدالعزيز.
مهمتي في الجنوب
اليوم وبعد مضي 26 سنة على أول زيارة الى جنوب الفلبين استطيع القول انني قمت بعمل صحافي مبدئي يتوافق مع قيمي ولست نادما اطلاقا لأنني أناصر الحق العربي والاسلامي اينما يكون دون منة او استعلاء، فالصحافي الحق عليه دور رسالي ومهني مطلوب ان يقوم به تجاه امته وعقيدته، ففي الفترة التي ذهبت فيها الى جنوب الفلبين لنصرة شعب مورو كان القارئ العربي يجهل الكثير عن حقائق الثورة الاسلامية في جنوب الفلبين هذا من ناحية، كما ان اخواننا مسلمي جنوب الفلبين اي شعب مورو المسلم متعطشون الى الالتقاء بأي صحافي عربي مسلم لينقل الحقيقة الى العالم اجمع.
هكذا كانت الفكرة في رأسي وطبقتها وكدت ان اموت وانا في طريقي الى الادغال خاصة أن ماركوس حينذاك كان مصرا على قتل اي صحافي يغامر بالدخول الى المناطق المحرمة من اراضي مورو المشتعلة بالثورة وقد فعلت هذا بلا اي تراجع او خوف او وجل نصرة لمن هم يحملون اسم التوحيد شعب مورو المسلم.
لقاء المجاهدين في بشرى
لن أنسى في حياتي وانا اخرج من مطار مانيلا الدولي لأقف تحت الخطوط الجوية السعودية حيث يتوقف جيب اسود يقول: من حضرتك؟
فأقول: عبدالناصر وكان هذا اسم الشفرة ليقول تفضل ثم لينطلق في سرعة الى كراج واركب «جيب أخضر» ونخرج ايضا بسرعة لنتوقف في نهاية شارع وأركب لوري كبير محملا بالمواطنين ثم اصل الى مدينة مراوي والتقي بالشيخ احمد بشير رحمه الله احد اكبر علماء جنوب شرقي آسيا ثم لنبدأ تفاصيل ذكرتها في رحلة استكشاف للقواعد العسكرية الخاصة بالجهاد.
لن انسى القائد عبدالعزيز الشريف ممبنتس نائب رئيس اللجنة المركزية للشؤون الداخلية لجبهة مورو الاسلامية وكيف كان اللقاء الحار في قاعدة بشرى في جزيرة مندناو وقاعدة بشرى تأسست عام 1975 بعد ان وقعت معركة كبيرة بين المجاهدين المسلمين من شعب مورو والجيش الفلبيني واستطاع المجاهدون بأسلحتهم المتواضعة الانتصار وبهذا سميت الأرض بشرى تيمنا وتفاؤلا ببشرى النصر النهائي.
لقاء شيخ المجاهدين
في قاعدة بشرى التقيت بإمام المجاهدين العسكري الشيخ سلامات هاشم الذي يقود ما لا يقل عن 37 ألف مجاهد مقاتل في جبهة مورو الاسلامية وقال لي يومها: هؤلاء كل واحد منهم له دور، فمنهم من يحرس القاعدة والبعض يزرع لنؤمن الطعام ومنهم من يقوم بالمهمات العسكرية الخاصة وهناك اكثر من 3000 مقاتل على اهبة الاستعداد على مدار الساعة لتأمين الاستقرار وهم منظمون حسب الجيش النظامي وصحيح ان اسلحتهم غير متطورة قياسا بأسلحة الجيش الفلبيني غير انهم مجاهدون مستعدون للموت لذا الواحد منهم يعادل الفا.
وعندنا مصنع للسلاح نقلد فيه الاسلحة الاميركية غير ان الاسلحة التي نعتمد عليها في معاركنا ما نشتريه من المهربين الحكوميين وما يربط القواعد هي اجهزة اللاسلكي ومداها اكثر من 32 ميلا وهي صناعة يابانية وان غنائمنا من القوات الحكومية هي اسلحة هجومية تساعدنا لاستمرار فاعلية الثورة خاصة مع توحد الجبهات وهناك دعوة حقيقية اليوم لمسلمي الجنوب تتمثل في دعوة كل الجبهات في جنوب الفلبين للتوحد وإقامة مؤتمر عام لقيادة المجاهدين وتوحيدهم في جبهة واحدة رئيسية لأننا هزمنا الاستعمار عسكريا وانهزمنا على طاولة المفاوضات الخاصة بنا.
ثم دار حوار حول دور الاعلام الاسلامي واشاد بـ «الأنباء» التي نقلت تفاصيل الجهاد الأفغاني وغيره من القضايا وايضا مجلة المجتمع الاسلامية الكويتية واعتبر الاعلام الاوروبي هو العدو الاول لأنه يضلل الشعوب وان الجهاد هو الطريق الوحيد للنصر الحقيقي بشهادة التاريخ.
مقابلة سلامات هاشم في مقره السري
عقب عودتي كانت «الأنباء» هي الجريدة العربية الأولى التي حصلت على لقاء مباشر مع أمير الجهاد في مورو الشيخ سلامات هاشم والتي كانت قوات الرئيس فيدل ماركوس الحكومية تطوق القواعد العسكرية للمجاهدين بهدف السيطرة عليها لإنهاء الجهاد الإسلامي وقبر الدولة المزعومة في جنوب الفلبين حسب تصريحات قادة الجيش الحكومي.
كانت مبادرة «الأنباء» نصرا إسلاميا إعلاميا أوضح مجموعة من الحقائق، حيث بفضل الله ثم دعم جريدتي استطعت الوصول الى القائد سلامات هاشم في مقره «السري» بإحدى القواعد المنتشرة في جزيرة مينداناو في رحلة تقصي الحقائق وعرضها على القارئ ومعاينة الوضع الجهادي هناك وكم كانت الرحلة والمهمة صعبة في معقل «حرب منسية» بمنطقة الغابات والجزر النائية في المحيط الهادي وعبر الثكنات والقواعد السرية لشعب مورو وعشرات المراكز الحكومية وعيون وجواسيس النظام الحكومي في مانيلا وجيشه المطبق على أطراف مورو المشتعل.
لقد رصدت العمل الدعوي والخيري وتفقدت مشاريع خيرية وكتبت تقارير حولها والتقيت المحافظ د.ماهر مرآتومتيلان وغيره من القيادات الإسلامية والحركية في موقف جريء لصحيفة يومية اتخذت موقفا نبيلا ومبدئيا لنصرة شعب مورو والذي خرج في مظاهرات رافضا الاحتلال العراقي معلنين موقفا متضامنا مع الكويت.
|
دعاء من أبناء المجاهدين للكويت التي ناصرتهم |
|
جريح في الجبهة ينقل للعلاج |
|
مجاهد مورو يرفع إشارة النصر |
|
شاركت في مظاهرة إسلامية ضد قصف أميركا لمقر القذافي |
ويومها صرح سلامات هاشم لـ «الأنباء» من مقره السري بأن الوضع مأساوي والأهالي في جنوب الفلبين يتعرضون لمؤامرة التهجير وسط صمت عربي وإسلامي وعالمي ونحن شعب مستقل لن نفرط في أراضينا، وبلادنا ليست جزءا من الفلبين والصحوة التي يشهدها شبابنا مرجعها الكتاب والسنة.
يومها قال لي: شيخ يوسف فاكس من جدة وصلني يزكيك.
فقلت ممن جزاه الله خيرا؟
فقال: أحد أعضاء المجلس الأعلى لعلماء السعودية بعد ان شاهد تحقيقاتك عن أفغانستان ثم قدم لي خبزا حارا وعسلا وأجريت المقابلة في ضوء مصباح يعمل بالبطارية وأشاد يومها بمواقف الاخوان والسلفيين في الكويت تجاه قضية مورو وكان آخر سؤال منه رحمه الله لي: لم تضع شريطة صفراء على صدرك؟
فقلت: هذا رمز لأسرانا وعددهم اكثر من 600 أسير عند النظام العراقي.
فقال: نصركم الله على الكافر صدام حسين ثم أشاد بموقف الكويت ودورها في تبني قضايا العالم الإسلامي وعلى رأسها قضية شعب مورو المسلم ووصف صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ـ وكان حينذاك يرأس وزارة الخارجية ـ بأنه حكيم الديبلوماسية العربية ونصير المسلمين في المحافل الدولية.
بوسياف
يسألني الكثير عن هذه الشخصية التي سميت بجماعة أبوسياف عام 1991 في جزيرة سولو وما حولها، منتهجة سياسة عدائية ضد الوجود المسيحي في جنوب الفلبين وعملت على اختطاف عدد من الأهالي والسائحين الأجانب، مما أدى الى الإضرار بالإسلام والمسلمين في المنطقة بل ان هذه العمليات استخدمت كذريعة لضرب المسلمين الآمنين في جزيرة سولو وحصارها من الجيش النظامي المركزي في مانيلا، مما أدى في البداية الى مقتل ما لا يقل عن 120 مسلما من خلال قصف الطائرات وقذائف الجيش وقد ارتبط اسم الجماعة بما سمي حب جمع الدولارات من خلال اختطاف الأجانب.
برأيي من الظلم الشديد ان نربط قضية طلب جبهة مورو الوطنية السلمية أو جبهة مورو الإسلامية بقضية أبي سياف فالرجل متمرد على السلطة الفلبينية وعلى حركة مورو، كما انه معاد لأي اتفاق سلمي لأن مجموعة أبوسياف غامضة الأهداف ومعروف ان مؤسسها هو عبدالرزاق ابوبكر جنجلاني الذي يعتبر شخصية كاريزمية درس في المملكة العربية السعودية وشارك في حروب أفغانستان ويرفض كل وسائل الإعلام الحديث واستطاع استقطاب مجاميع شبابية لإقامة دولة إسلامية مستقلة في منداناو وعندما عقدت جبهة مورو الاسلامية هدنة مع القوات الحكومية عام 1990 اختار عبدالرزاق جنجلاني لقب «ابو سياف» لمجموعته وكان هذا لقبه العسكري في جبهة مورو الاسلامية قبل ان ينشق عليها عام 1991 وسرعان ما بدأت تظهر مجموعته العنيفة في نشاطات قتل وزرع قنابل وتفجيرها وعمليات خطف في المطارات والكنائس مما جعل الخارجية الاميركية تضعها ضمن مجموعة «تمازج الارهاب الدولي والأكثر تطرفا بين الحركات الانفصالية المسلحة في جنوب الفلبين».
من خلال مصادري الخبرية والحركية علمت ان ابو سياف كان يرفض مبدئيا قتل الابرياء ولم يكن يشرع قتل سوى الجنود الحكوميين الا ان هذا الامر لم تلتزم به جماعته التي ارتكبت مجازر ضد المدنيين منذ عام 1995 وقتلت اعدادا من الاهالي والسائحين.
قتل عبدالرزاق جنجلاني عام 1998 في عملية تبادل نار مع الشرطة الفلبينية وتولى شقيقه «قذافي» بعد اربعة اشهر من مقتله قيادة المجموعة وهو اكثر خبرة بالمتفجرات منه بالقضاء والشريعة الاسلامية وارجو ان نتوقف طويلا امام اسمه «قذافي»؟ اليس هذا مرتبطا بالتمويل القديم؟ تضاءلت جماعة ابو سياف بدأت بخمسين عنصرا ووصلت الى اكثر من 600 عنصر ويقدر عددهم اليوم ما بين مسلح ومتعاطف حوالي الألف فقط.
وهناك قول متداول عند الفلبينيين ان نشاط ابو سياف كان مدعوما من الجيش نفسه وقادته لتقويض حركة مورو الاسلامية وتشويه صورتها وايضا لتقويض سلطات الرئيس الفلبيني جوزيف استرادا خاصة ان مجموعة ابو سياف كانت تميل الى الاستعراضية والاثارة ومع معرفة اهدافها بدأت بالاضمحلال والخفوت.
آخر رسالة
من سلامات هاشم لي
في عام 2000 وصلتني رسالة من القائد سلامات هاشم مفادها انه يتوقع حربا شاملة ضد الوجود الاسلامي في جنوب الفلبين بمنطقة مورو الاسلامية على وجه التحديد لأن الحكومة المركزية وعت ان الناس تتبع اليوم بالاجماع جبهة مرور الاسلامية خاصة ان القيادة الاسلامية في الجبهة اعلنت ان عقيدة السلف من كتاب وسنة هي المرجع الاول والاخير ولأن مجتمعنا عاد الى اصله الاسلامي بل تحول الى مجتمع اسلامي وطهر نفسه من البدع والخرافات والتقاليد النصرانية مما جعلهم يشنون الحرب على قواعدنا العسكرية ومعسكراتنا وبيوتنا ومناطقنا وهذه فرصة اطالب المسلمين في العالم بالوقوف مع شعب مورو المسلم لاننا نتعرض للابادة والاضطهاد من قبل اعداء الملة والدين.
ما بين الاتهام والحقيقة
رغم مرور كل هذه السنوات مازلت اتابع هذه القضية واقرأ كل التقارير عنها واعرف تماما ان المسؤولين الحكوميين في الفلبين وخارج الفلبين ايضا يعتقدون ان هناك رابطا بين جبهة مورو الاسلامية وتنظيم القاعدة والجماعة الاسلامية في اندونيسيا وان اعضاء جبهة مورو الاسلامية تدربوا في معسكرات افغانستان وكانت الجبهة على لسان قادتها تنفي هذا الاتهام او اي علاقة تنظيمية مع القاعدة او الجماعة الاسلامية لأن الحقيقة كما رأيتها هناك ان الجبهة الاسلامية تؤكد أن نطاق نضالها وجهادها هو جنوب الفلبين ويتجنب قادة مورو الاسلامية جعل الصراع دينيا بين المسلمين وغيرهم.
إنجازات صحافية
كانت تحقيقاتي عن «مورو» انجازا صحافيا كبيرا في ذلك الوقت فقد تمت محاورة قائدي الجبهة نورميسواري وسلامات هاشم وقادة الجهاد في عملية ناجحة اخترقت فيها الحصار المضروب على جزر مورو المشتعلة واطلقت على 11 قاعدة للجهاد والتدريب وكل هذه الشخصيات شكرت جريدة «الأنباء» على الاهتمام بقضيتهم لذا مازلت اتذكر ما قاله القائد عبدالعزيز ممبتس: شوف يا اخي، انا بكل صراحة احب «جريدة الأنباء» لانها نصرتنا ولانكم ركبتم المخاطر دون خوف فأنت اول صحافي يدخل القواعد ويتجرأ على القدوم الينا ويعرف حجم المخاطر فنحن في حرب لان بعض الصحافيين يخافون ويحبون الفنادق لا الخنادق وسواتر الحروب والجبهات وانت تكرر الزيارة تلو الزيارة دون خوف.. بارك الله فيكم.
شكر للكويت
جميع من قابلتهم يقولون اكتب لنا عبارة شكر للشعب الكويتي الكريم الذي جمع لنا التبرعات وساعدنا في اقامة المشاريع الخيرية وخاصة وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية وبيت الزكاة وجمعية الاصلاح واحياء التراث الاسلامي والهيئة الخيرية الاسلامية العالمية. اننا نذكر هذه المؤسسات الحكومية وغير الحكومية لانها قدمت لشعبنا المساجد ودور الايتام والمراكز الصحية وأدارت التنمية في جنوب الفلبين، ولهم من شعب مورو كل الشكر والتقدير لانهم خدموا المجتمع المدني في مناطقنا.
شخصية عسكرية لا تنسى
في يوم ماطر والرياح تزمجر كنت ومرافقي «بو علي» نسير في طريق تكثر فيه الاشجار والاحراش واشجار النخيل الباسقة وثمرها جوز الهند إما مدلى او ساقط تحتها في منظر يسر العيون وبعد مسير ساعات وصلنا الى مقر رئيس اركان جبهة مورو الاسلامية القائد حجي مراد وهو احد ابرز قادة الجهاد الذين يعتمد عليهم الرئيس سلامات هاشم في تسيير امور القواعد العسكرية وقد اكد لي الرجل يومها انهم يتعرضون لحملات صليبية وعمليات افناء منظمة رغم ان الاعلام الفلبيني يضلل الناس ويشير الى الهدنة وما سمي زورا وكذبا باتفاق السلام الا انهم لم يتوقفوا عن قصفنا بالطائرات والمدافع واحرقوا مساجدنا والقرآن وهدموا المستشفيات لانهم يضعون مخططا رهيبا يقوم على ان التحدي الحقيقي للكيان المسيحي الصليبي هو في جنوب الفلبين.
وعندما سألته عن النظام العراقي؟
قال: نظام صدام حسين نظام كافر بعثي قتل علماء المسلمين وهو رئيس عصابة وليس دولة.
وعندما سألته: هل سمعت عن اسرى الكويت؟
اجاب: نعم قرأت في مجلتي المجتمع والفرقان عن هذه القضية وأرى انك تضع شريطا لاصقا يذكر المجاهدين بهم ونحن سندعو لهم. وعن آخر كلمة انقلها له لقراء «الأنباء» قال: ان اخوانكم في بلاد مورو يتقدمهم العلماء والدعاة والمجاهدون يستنصرونكم في الدين لاننا نواجه حربا شرسة ونحن على الدوام في حاجة ماسة الى دعمكم المادي والمعنوي.
محافظ مدينة لانو
|
وجه مورو ونظرة التحدي |
|
تظاهره لشعب مورو ضد الطاغية المقبور صدام حسين في كتابو |
|
في الجبهة أمام تجفيف رقائق الديناميت في قاعدة بشرى |
تسنت لي فرصة ان التقي بمحافظ مدينة لانو د.ماهد متيلان الذي قال لي حينذاك: جنوب الفلبين مهيأ للاستثمارات العربية والاسلامية وقادرون على منح التسهيلات وتذليل الصعاب غير ان المساعدات الكويتية للجنوب تستغلها مانيلا لاعمار الشمال وأكد على ضرورة أن ينتبه الشعب الكويتي إلى أهمية التدريب وإنشاء مراكز للتدريب المهني لتدريب المسلمين سواء طلبة الجامعة او من الخريجين واشاد بدور الكويت في بناء الطرق غير ان هذه الاموال عبدت الطرق في المناطق الشمالية المسيحية وليس في الجنوب المسلم، لقاء صحافي اتذكره واعرض جوانب مثيرة منه ولن انسى عندما احتضنني قبل ان اغادر قائلا: اهلا بالصحافة الكويتية فأنت تمثل شعبا كريما وقال: أنا زوجتي من العرب، مصرية انا نسيبكم وضحكنا.
جمعية إقامة الإسلام
زرت الجامعة الوحيدة في جنوب الفلبين اثناء زيارتي لانني عرفت ان هذه الجامعة هي من خرجت قادة الدعوة والنهضة التعليمية وكانت تضم 30 معهدا و97 مدرسة وكليتين وتعتمد على العمل التطوعي ولا تتلقى دعما حكوميا وقابلت يومها إحدى اليتيمات واسمها «رحمة اسم فن» ومعناه نعمة الله للناس وسألتها عن الكويت فقالت: الكويت بلد عربي مسلم يساعدنا حتى في هذه الجامعة يقدم العون المادي وتزورنا وفود خيرية.
وعند سؤالها هل سمعت بالاحتلال العراقي ونحن في عام 2004؟
قالت باكية نعم بكينا، كل اليتيمات بكين لأن الذين كفلوا تربيتنا من الكويت، وماذا فعلت من اجل الكويت؟ فقالت: لا نملك إلا الدعاء وصمت 3 أيام بعد تحرير الكويت.
شخصيات موروية
وأنا انتقل وسط المجتمع المدني بعد زيارة القواعد الجهادية والعسكرية التقيت بالعشرات رجالا ونساء والكل يدلي بتصريحاته لينقل معاناته واتذكر انني قابلت د.بشير محمد نور رئيس جامعة منداناو الذي اكد على أن الكويت لها علاقات قديمة مع المشايخ في الجنوب.
وقال لي رئيس المجلس الاسلامي المحلي بالجنوب الشيخ مراد أمان الدين انه يتولى حاليا الاشراف على 2399 مسجدا يحتاجون الى الصيانة والدعم.
فيما صرح لي مبعوث الاسيسكو الاستاذ مغربي محمد بان جامعة مسلم منداناو بحاجة إلى تمويل عاجل.
وكان شعب مورو في خلال تلك الفترة يناقش قصة وصول اليهود المهاجرين إلى جبل «ابو» وهل هذا بداية تكوين «إسرائيل جديدة» في جنوب الفلبين بعد وصول ايلي سندي وهو عضو مجلس الشيوخ الفلبيني السابق مع اصحاب شركات يهودية صهيونية للاستثمار في جبل «ابو» الذي كان ملجأ للمجاهدين في حروبهم مع الجيش النظامي في سنوات الجهاد الاسلامي؟
ولن انسى النداء الذي وجهه الاخ الاستاذ مهاجر اقبال رئيس لجنة الاعلام بجبهة مورو الاسلامية من كونه يعاني من نقص في قلة الكوادر الاسلامية المؤهلة لنسمع صوتنا للعالم.
من الشخصيات التي تركت اثرا في نفسي الشيخ عثمان يوسف، المدير المالي لجمعية الإحسان في محافظة كتباتو الذي قال انهم يعانون من هجمات الجيش الحكومي بعد طرد الفلاحين من قراهم ونهب اراضيهم ووجود هذا الكم من اللاجئين في اطار الحرب الشاملة بين المجاهدين والقوات الحكومية.
آخر الكلام
مسچ وصلني من ابنتي نورة تقول:
أبي حبيبي، علمتني ان اكون مسلمة خالصة للدعوة كالجندي المجهول وفي اي عمل تطوعي يخدم الانسانية.
علمتني ان أكون حرة نفسي، قائدة وفق مبادئي وقناعاتي وان الصمت ابلغ من الكلام، والعمل والاعمار دورنا في الحياة.. علمتني يا أبي ان اثبت في الدعوة الى الله ولا أقف على دعم فلان أو فلانة.. متوكلة عليه لا احد سواه.
علمتني كيف أمارس العمل النقابي ولن أنسى نصائحك الحياتية غير انني بالأمس عندما قرأت استراحتك يوم الجمعة وتمعنت في كلماتها وسطورها ومفرداتها وصورها ايقنت يا والدي الحبيب انني ابنة رجل عظيم كنت أودعه وأنا صغيرة ببراءتي وعفويتي لم أكن أعلم حينها ان سفرا في علم الغيب لان ابي نذر نفسه لتغطية الجهاد الاسلامي هنا وهناك وانه لولا رحمة ربي وحفظه لكنت الآن يتيمة لانه سفر ابدي لأن الحروب تعني الموت.
ابي: حمدت الله كثيرا وسجدت له فلله الحمد والمنة انك بيننا اليوم احبك يا والدي.. ابنتك نورة.
وأنا يا ابنتي سأترك القراء يردون عليك لأن الاعمار بيد الله ونحن جميعا مقصرون في الدعوة ونصرة المسلمين في كل مكان.
[email protected]