[email protected]
جميل أن تكرّم وزارة الإعلام ابنها النجيب الأستاذ محمد السنعوسي وهو تكريم مستحق في محله.
والأجمل أن يكون التكريم في أحد أكبر برامجها استماعا في «قايلة الوفاء» التي لها متابعون على مستوى الداخل والخارج.
أستاذنا محمد السنعوسي له مشوار طويل في الإعلام الكويتي ونحن جيل فتحنا عيوننا على التلفاز الأبيض والأسود وجدنا استاذنا يحارب الفار النرويجي ثم ظهر «البخ بخ بخ» وأتحدى من يشوف اللقطة انه ما يطيح من الضحك لألمعيته وقدرته على التعامل مع الميكروفون والشاشة وتلقائيته كنجم اعلامي لا يهاب الكاميرا وصعود منصاتها.
أنا كتبت عن دوره في «الأرشيف التلفزيوني زمانه وفارسه» مقالا نزل في 15/6/2012 وشكرته هو شخصيا، وأستاذنا القدير رضا الفيلي ود.أنس الرشيد وخالد النصرالله وغيرهم على أدوارهم في حفظ هذا التاريخ التلفزيوني.
وفي مقال «الكلمة مغنم ومأثم» الذي نشر في 13/1/2012 أشرت إلى دوره في محاربة الفار النرويجي، وفي مقال «عشاق السبهلله» الذي نشر في 14/9/2012 أشرت إلى الانجاز التوثيقي الرائع الذي ألفه الأستاذ القدير حمزة عليان عن استاذنا سليمان صالح الفهد ـ رحمه الله ـ وجاء مسك الختام فيه لأستاذنا محمد السنعوسي لتكون الأمور بخواتيمها.
في اليوم الأربعاء 16 جمادى الآخرة 1435 هجرية الموافق 16/4/2014 ميلادية أقولها صريحة وعلنية إن الاستاذ محمد السنعوسي وزير الاعلام الاسبق قد حرم من منازلة الكتلة الاسلامية وكتلة العمل الشعبي في عام 2006 وليس صحيحا انه آثر تقديم استقالته لأنه صرح بأن هذا حق دستوري مكفول للنواب وأنه بالفعل جهز نفسه وإدارته التابعة له لتفنيد ما اتهم به وشرح ملابسات ما يتحدث به الناس، ولأنه في طبيعته وتاريخه ليس انهزاميا وليس تأزيميا ومتشنجا، على الأقل ما شاهدناه في حياته العملية في هذه المواقف، ولو صعد المنصة لحكمنا على هذه الاتهامات.
نعم انا وغيري نعلم أن الاخ مسلم البراك وفيصل المسلم وأحمد المليفي كانت لديهم اغلبية كافية لإسقاط محمد السنعوسي، ولكنه كان قادرا، من وجهة نظري، على الرد على المحاور وهي كبت الحريات، والجمع بين العمل الحكومي والتجارة والإعلام المرئي والمسموع، وسوء البرامج والمسلسلات وبيع كتب وروايات إباحية.
ومضة: كنا جميعا نأمل ان نرى الاستجواب كاملا بأطرافه، لأن النواب كانوا في قمة الجهوزية، وايضا الوزير الذي صرح للإعلام المرئي والمقروء «أنا جاهز للاستجواب» لكن للتاريخ، اعرف ان الوزير طلب من نائبين من المستقلين التحدث معه كمعارضين للاستجواب لكنهما رفضا ذلك، وطلب احدهما من الوزير محمد السنعوسي تقديم استقالته، فهل هنا يكمن السر؟ ام ان في جعبة الوزير المستقيل خفايا اعظم؟ والله اعلم.
آخر الكلام:
الشاعر احمد السقاف رحمه الله، شاعر مرهف الاحساس، يعرف آفاق الكلمة، يقول:
لا يصنع النصر إلا قائد بطل
يقود جيشا يهز الارض ان وثبا
هو الرجاء لفجر نحن نرقبه
فقد تمزق هذا الجيل واكتأبا
يرى بعينيه اشتاتا ملفقة
تشيع في ارضه التنكيل والرهبا
وتبقى يا أبا طارق، اختلفنا او اتفقنا معك، هرما اعلاميا كويتيا شامخا، وخلال العاصفة يعرف الربان، وربي يحفظ الكويت وأهلها من كل الفتن، ما ظهر منها وما بطن، وصدق الامام علي رضي الله عنه عندما قال: «أغنى الغنى العقل» وأنا اقول الحكمة النبوية «اذا تم العقل نقص الكلام»، و«صديق كل امرئ عقله، وعدوه جهله»، وتستاهل التكريم يا أبا طارق، ونأمل ان تعود الى التلفاز، وألا تنزوي في المنزل، او الشاليه، فأنت اليوم في عز شبابك، ويطول ربي في عمرك، هكذا هي الحياة، في الواجهة، ثم الكواليس، غير انك نجم، والنجم لا يختفي لا بالليل ولا بالنهار.