[email protected]
|
وائل الدحدوح |
بكى مراسل «الجزيرة» وائل الدحدوح على الهواء لهول ما شاهده في حي الشجاعية شرق غزة، فأبكى العرب خلف الشاشات واستقطبت دموعه اهتمام ملايين المشاهدين.
أنا بحكم تغطيتي للاحداث وللمعارك في الثمانينيات في أفغانستان والبوسنة والهرسك واريتريا ومورو وكوسوفو وكشمير.. إلخ، أشعر وأنا أشاهد ما يقوم به الزميل وائل الدحدوح بحكم المجرب بانه ذكرني بشبابي يوم كنت طاقة في تغطية الاحداث هنا وهناك، لا أكلّ ولا أهدأ ولا أملّ، مواصلا الليل بالنهار، متحملا مسؤولياتي الصحافية والمهنية لإيصال رسالة «الأنباء».
اليوم وأنا أتابع المشهد السياسي الدرامي العربي خاصة في أحداث غزة، فان التجربة جعلتني أتعاطف بشدة، كنت أصلي وأدعو الله بأن يحفظ وائل الدحدوح الذي أراه عاشقا لمهنته، مغرقا في هوى قضيته الفلسطينية، فتحية من الكويت باسم كل الزملاء في المهنة لهذا الزميل النشط المغامر الجريء الذي بهرنا بتغطيته للاحداث رغم خطورتها.
سأتحدث هذه المرة بصراحة كبيرة عن وائل الدحدوح، وآمل من الاخوة والاخوات الزملاء الاعلاميين الذين يغطون الاحداث ألا يزعلوا مني لأنني اخترت واحدا منهم فقط محورا للومضات.
إن هذا يعني فخرا وشرفا لنا جميعا، فالكل يجمع على إبداع الزميل وائل الدحدوح في أحداث غزة، ولربما تقاريره، بل الأكيد أنه واحد ممن صنعوا الانتصار هناك لقوة المادة التي يبثها، متجاوزا كل الشكليات، مبرزا عمق الخبر وخلفيته، فارضا المصداقية الإعلامية دون تقليد سطحي عقيم أو رتابة لا يرضى عنها المشاهد، وأزيد بأنه نافس كل زملائه الذين سبقوه في مهنية نشطة، لم يتقوقع في إطار تقليدي جامد سواء من حيث الخبر أو أسلوب صياغته وعرضه على المشاهدين المتسمرين أمام شاشات التلفاز، بل كان على الدوام في قلب الحدث فوق الركام الشاهد على جرم بني صهيون.
إنها يا وائل الدحدوح كلمة حق لك ولزملائك في الميدان الصحافي على امتداد الوطن العربي الذي يئن اليوم من النائبات والمخاطر والبعبع الخافي (شرق أوسط جديد يتشكل وسط فوضى خلاقة).
يا وائل الدحدوح من الكويت العصية على كل باغ نرسل لك تحية وشكرا وثناء، وهي اليوم واجبة لأنك نجحت - بامتياز - في أداء عملك حتى غدوت رمزا لكل الزملاء في هذه المهنة الرسالية وأبشرك بأن رسالتك وصلت لكل الشعوب بمضامينها الشاملة، وهذا ما يجعلنا نزداد فخرا بك وإعجابا.
ومضة
الزميل وائل الدحدوح.. أترك الومضة لابنتي «نورة» التي كانت تبكي وتدعو لك وأنت تغطي الأحداث، تقول:
الإعلامي وائل الدحدوح: ميدانك جهادك ذاك هو الإسلام الحق، إسلام العمل الذي أمرنا به الله وحثنا عليه الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، أنت المقدام في غزة العزة أرى فيك صورا متعددة رأيتها بألبومات التغطيات الصحافية لوالدي، حفظه الله، في حروب البوسنة وأفغانستان وغيرهما، كنت صغيرة تلك السنوات لكن الآن بعد 27 عاما بتربية والدي التي لا تؤمن إلا بالعمل وإن تحدثنا مسكنا القلم، أقول لك بكل فخر: دموعك التي سقطت على الهواء مباشرة خلال عرضك لما حدث في مجزرة الشجاعية، كاميرتك ومن يحملها، مشاهد القصف خلفك وأنت تكمل تغطيتك بكل قوة وصلابة وشجاعة، رحمتك لأطفالنا الجرحى، لطفك بحال الأرامل والعجائز، تعبيرك الإنساني اللامحدود في كل تقاريرك، تحتم علينا جيل الشباب أن نتخذك نموذجا للتفاني والإخلاص، أنت المقدام وأنت المرابط.
قلوبنا تهفو وعيوننا تسمو لثالث الحرمين، فيا رب سهل علينا عقبات الطريق.
اللهم أعد المسجد الأقصى الى رحاب المسلمين.
آخر الكلام:
قل لغزة في الخمار المتألق
ماذا صنعت بوائل الدحدوح
ما قمت به يا وائل رائع والأروع صمود غزة وهكذا هي فلسطين حتى تتحرر.