حينما وقف تحت قبة عبدالله السالم داعيا للاهتمام بالشباب وعدم إعطاء الفرصة لاستغلالهم، كان هذا المتحدث ملتزما بالقسم واللباس العسكري، غير أن جانب «الأبوة والأب» هما الطاغيان في مداخلته الجميلة العميقة التي تجمع بين واجبات الوظيفة والمهنة والأبوة والمواطنة الصالحة.
إنني أحيي في هذه المساحة وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد الذي قال: من المؤسف أن كل قضية سواء كانت الشباب أو التطرف أو المخدرات تنصب في نهايتها على وزارة الداخلية، لكن أين البيت والمجتمع والمدرسة والمسجد؟ المسؤولية مشتركة..
رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يوصينا: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته..».
نعم لقد غاب دور كبير لهذه القطاعات، كانت المدرسة تكمل دور البيت، وكان المسجد يؤدب ويربي الناشئة ويصلح أفراد المجتمع، والبلية الكبرى اليوم هي غياب ولي الأمر (الوالدين) فكثير من أولادنا وبناتنا في أعمار المرحلة الابتدائية بيدهم «آيباد وأحدث النقالات وتحت بصرهم شبكة الانترنت مفتوحة على الإيجابي والسلبي وفضاء مفتوح من أشكال الاختيار..».
في السبعينيات والثمانينيات كانت جمعيات النفع العام نشطة في المحاضرات والتوعية واليوم انتكست أدوارها وتقوقعت للأسف! وأذكّر اليوم أن الوقت ضار لكثرة الفتن وتجاهل صرخة الوزير أضر على مجتمعنا وكويتنا.
ومضة: نعم صدقت معالي وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد، فليس من المعقول ولا المقبول أن نرمي بكل أحمال الخطيئة على وزارتك لأننا (نحن) مقصرون في رسالتنا مع الأبناء، وعليه أرى أن المسؤولية تقع على البيت والمدرسة والمسجد على التوالي، ثم يأتي دور وزارة الداخلية في تطبيق القانون والردع. يقول الشاعر:
سألت الله أن تحيا سعيدا
إذا حققت أو خيبت ظني
أرق قصائدي معنى ومبنى
وأحلاها بيانا أنت يا ابني!
آخر الكلام: نحمد الله أننا في وطن نسمع ونرى وزير الداخلية يشاركنا الهم في أولوياتنا ورسالتنا بعيدا عن السجون والمعتقلات ويتحاور مع رجال البرلمان تحت قبة عبدالله السالم عن دور المواطن في تربية أبنائه وغياب أدوار قطاعات المجتمع المدني وعلى رأسها المدرسة والمسجد، ويروى في الأثر: «لأن يؤدب الرجل ولده خير من أن يتصدق بصاع».
وفي قول آخر: «ما نحل والد ولدا من نحل أفضل من أدب حسن»، أما أنت أيتها الأم الفاضلة فاسمعي حافظ إبراهيم ماذا يقول:
الأم مدرسة إذا أعددتها
أعددت شعبا طيب الأعراق
شكراً وزير الداخلية (العسكري، المواطن، الأب) ونفخر بهذا التصريح وأعطيت القوس باريها أيها «الأب» حامل لواء حفظ القانون وبجدارة العسكري وعين المواطن الصالح، وبقلب ناصح أدعو الجميع وسط محنة تزايد تراجع التربية للتصدي بشجاعة وقـوة لتحمل المسؤوليات في هذه الفترة، فاليد الواحدة لا تصفق.
[email protected]