[email protected]
لم يكن يدور في خلدي وأنا أبارك لوالديها أميرة بهبهاني وهاشم تقي أن هذه الزهرة التي حملتها بيدي وفرحنا بها كثيرا ودعوت لها في «مهادها» أن تكون ابنة صالحة كجداتها الكريمات.
واليوم أطلت علينا هذه «الزهرة» عبر التواصل الاجتماعي برسالة مختصرة سأعرضها في «زاويتي» حتى يفيض أريجها في داخل وخارج الكويت.
أنا لم أفاجأ بهذا التوازن الوطني، وخلوني أقولكم موقفا واحدا فقط على وطنية هذه الأسرة الكريمة، تذكرون الاحتلال العراقي البغيض وخلال فترة السبعة أشهر حالكة السواد قام والدا زهرة (هاشم وأميرة) باحتضان عشرات المعاقين في أكثر من شقة وأشرفا بنفسيهما عليهم حتى التحرير.
والله إن هذه الأسرة يجب أن تكرم، لم يذكروا هذا، وظلوا في صمت عجيب، إذن لا عجب أن تخرج علينا زهرتهم بهذا المنطق الوطني الشبابي الذي أفرح قلوبنا، وقبل أن أترك الزاوية لابنتي زهرة أقول لها نحن نفخر بك يا زهرة ونأمل أن ترجع والدتك «أم محمد» التي ترافق خالتك «إقبال» وهما في صحة وعافية اقرأوا وتمعنوا في سطور هذه الزهرة الكويتية التي تمثل تربية البيت الكويتي، المساحة لك يا زهرة «يا أجمل ما أنبتته» ديرتي الكويت.
من يسمع اسمي.. زهرة هاشم سيد محمد تقي، يستنتج مذهبي فورا، ولكن نشأتي تخبئ أكثر من ذلك.. جدتي من المذهب السنّي، وكذلك عمتي وأبناؤها.. خوالي اقترنوا بأجمل النساء من المذهب السنّي أيضا.. العائلة بأكملها من طرف والدي ووالدتي خليط من الأعراق والأنساب والمذاهب.. نجتمع كل أسبوع، قلوبنا على بعض ولا نفترق.. لا نميز بين مذهب وآخر، فنحن أسرة واحدة بقلب واحد.. لم أكن أعرف الفرق بين المذهبين، فمن عمر 7 سنوات أدخلتنا أمي جمعية بيادر السلام لنحفظ القرآن، وكبرت مع أعز الصديقات.. طيبة وموضي.. ما كنت أعرف في يوم أني لا أنتمي لمذهبهم.. وكبرت وأنا أحفظ القرآن معهم وأدرس معهم وأقيم الليل أيضا معهم.. كبرت وصارت والدتي تأخذنا إلى الحسينية معها وتعرفت على فاطمة وزينب، وظللت بين البيادر والحسينية لأن في كليهما كنت أنهل علم الله ورسوله وأهله وصحبه ولا أرى تناقضا بين هذا أو ذاك.. كبرت وكبرت الصديقات وزدن وصرن وضحة وهيا ونور.. وكبر معنا الانتماء لبلد واحد ودين واحد.. من فجر نفسه بين المصلين راهن على ورقة خسرانه من البداية فمثل قصتي الكثير في بلدي الكويت.. قلوبنا تلهج بحب الكويت لا بحب مذاهبنا.. حبنا لديننا بين العبد وربه ولكن حب الكويت للجميع.. نتكاتف نتآزر نعيش في قلوب بعض وتظل الكويت فينا.. ترابطنا وحبنا أكبر من هجمة إرهابية جبانة، وكلي يقين بأننا سنقوم من هذه المحنة أقوى وأكثر ترابطا ولحمة.. دامت الكويت في قلوبنا ودام حبنا للكويت.
آخر الكلام
قرأتم سطور زهرة وهي كلمات بسيطة لفكرة نبيلة في ثوب وطني بسيط كله تواضع وتسام بالفكر وإيجاز الكلام وحذف الفضول وتقريب البعيد وهي رسالة إيجاز من غير عجز ولمحة ضميرية رائعة يفهمها الجميع وصلت العقول والقلوب معا.. شكرا بابا زهرة.