[email protected]
ما أحوج أمتنا إلى الوحدة وعدم التفرق والوقوف صفا واحدا أمام القادم الخطر من ابتلاءات وتنظيمات إرهابية!
كلنا قرأنا ونحن ندرس التاريخ (حملات المغول) ونشوء دولتهم الكبرى التي كانت تضم (الصين وإيران) وكل البلاد ما بين النهرين في آسيا الوسطى وشرق أوروبا عندما تسيدوا العالم في القرنين (السابع - الثامن) الهجريين (الثالث عشر والرابع عشر) الميلاديين وما قاموا به على مراكز الحضارة الإسلامية في الدول العربية واستيلائهم في مدة قصيرة على مساحات واسعة من العالم الإسلامي، وما رافق هذا من عمليات تخريب واسعة لفتت أنظار المؤرخين في تلك الفترة.
ما تقوم به (طالبان) حاليا وآخرها ما قامت به بالأمس (انفجار هائل يهز كابول) بواسطة انتحاري يقتل أكثر من 95 بريئا ويصيب أكثر من 158 مظلوما ضاقت بهم المستشفيات وتصوروا أن (المنتحر) استعمل سيارة إسعاف وقال للحاجز الأمني إنه ينقل مريضا، وعندما تعرّفت عليه قوات الأمن في الحاجز فجّر السيارة!
اسم المنتحر «نصرت رحيمي»، تمعنوا بالاسم جيدا أصوله من أين؟ وهذا طبعا من «المغول الجدد»!
عقب عودتي من أفغانستان مغطيا الأحداث صحافيا لـ «الأنباء»، في الثمانينيات وعبر السنوات اللاحقة كنت أحذِّر في كتاباتي من عمليات «التكفير» وضرورة الرد عليها علميا وبالحوار والأدلة، ومع مرور الوقت حذَّرت من القاعدة التي تحوَّل كثير منها إلى ما يُسمى بالدولة الإسلامية (داعش)!
وكنت سبق أن كتبت عن «بوكو حرام» وقلت إنهم في طريقهم الى التحول الى داعش، وقد تحولوا بالفعل!
ما يحدث اليوم بحاجة الى تحرك (وزارات الأوقاف) وأصحاب الخبرة والفكر والرأي في التعامل مع كل هؤلاء المتطرفين، وفي هذا (الحوار) نستثني وزارة الداخلية، اللهم إلا في متابعتهم وإفشال مخططاتهم، لكن في الحوار الفكري نحن بحاجة إلى أهل الشريعة والحجة والاختصاصيين الذين يستطيعون رد الشبهات على التكفيريين وبيان وسطية الإسلام ونبذ العنف!
وتجربة الكويت والمملكة العربية السعودية يبنى عليها ويضاف لأنها أوصلت التائبين لبر الأمان.
هناك تنظيمات في الخفاء (تستكمل) ليُلقى بها في أتون أوطاننا ليمارسوا (دور المغول القادم) في بلداننا، فماذا عسانا فاعلون يا أولي الألباب؟
ما أحوجنا إلى تشكيل «لجنة» دائمة لمكافحة الإرهاب والتطرف يكون فيها مسؤولون من وزارة التربية ـ جامعة الكويت ـ وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ـ المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
ومضة: لقد ارتكب «المغول» فظاعتهم وقسوتهم وخطورتهم في مشرقنا العربي في فترة من فترات التاريخ المروعة في وحشية فظيعة تدمي القلب وتثير أكثر من سؤال: هل هم راجعون؟!
لقد ظهرت (دولة چنكيز خان المغولي) وظهرت في فترة ما سُمي زوراً (الدولة الإسلامية - داعش)!
في هذا الزمان جدير بأن نتوقف عند بوابة التاريخ ونقرأ الأحداث (صح)، فما يحدث في أفغانستان وسورية له امتداده في القرون الماضية وله تطلعاته المستقبلية لا أوصلهم الله!
المغول الجدد يهيَّأ لهم عبر (خراسان) وتتبنى فكرهم طالبان!
واحذروا مخلفات الشيشان ودول آسيا الوسطى!
أنا لا أتكلم عن (خراسان العصر العباسي) أبدا، لكن انظروا أين تقع خراسان الآن!
ومن يجمع على أرضه القوى المتطرفة التي تشق عصا جماعة المسلمين وتستبيح دماءهم وتفتي بتكفيرهم.
آخر الكلام: تنظيم (خراسان) أكثر توحشاً من داعش وهو موجة عنف وتطرف جديدة قد تبدو فظاعات داعش أمامها لا شيء!
ولدت داعش من رحم القاعدة وستفرز داعش مولودها الجديد (خراسان) برعاية من رعوها في العراق وسورية، أنا لا أتخيل أن (الولايات المتحدة) مثلا ستتكلم عن هذا التنظيم الوهمي وتوجه له صواريخها العابرة للقارات! او يقبض عليهم وهذا ما لا يحصل في الواقع بل يؤمَّن لهم الانسحاب الآمن!
إنه (مخلوق جديد) ترعاه من ترعى الإرهاب، وتثير الفتن الطائفية وتدير بعض العواصم العربية للأسف!
زبدة الحچي: المغول الجدد قادمون لنا من (مغولية مجهولة) هدفهم قلب الجزيرة العربية خاصة لمن لهم أحلام بالنفط العربي والأرض العربية!
ليت المسؤولين عندنا في الدولة يستعجلون دفعات المجندين بالطاقة القصوى، فما هو قادم خطر جدا، وعلى الكويت أن تتمترس بعيالها أولا وبالمعاهدات الدفاعية!
أيها القراء لقد قامت (خراسان) بافتراس الخلافة العباسية التي استولت على الشام من بغداد.. ألا تذكرون؟
قبل نحو 1200 عام تقريبا ظهر الخراسانيون في بغداد.. مهمة قديمة- جديدة وننبه الساسة والعسكر لقرب ظهورهم مجددا!
لم يثر الرئيس ترامب قضية القدس عبثاً، إنه إلهاء للأمة أيضا عن دورهم في التصدي للخريطة الجديدة لدولة (خلافتهم المزعومة) التي تتطلب جهدا خليجيا موحدا، ونظرة حكيمة لأوضاعنا العربية في المغرب العربي (الجزائر ـ المغرب ـ تونس) والخليج العربي، وما حدث ويحدث في سورية والعراق ومصر في سيناء وليبيا.. إنها (حفلة جنون ) لمستقبل مروع لم يبدأ بعد.. (تنظيم خراسان قادم) فمن يحذِّر شبابنا العربي منهم فماذا ترانا فاعلون؟!
هناك دور مفقود في (الميديا) في التواصل الاجتماعي لمواجهة هذا التطرف الفكري لتعزيز قيم مجتمعنا (المتسامح)، وتبيان مفهوم الدين الوسطي ورصد الفتاوى التكفيرية والبدء في نقد الذات وتفعيل الحوار الفاعل.