[email protected]
تالله من أوتي الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا..
الحياة كلها تجارب، ويعلم الله كم صبر أهل العلم حتى أوصلوا لنا الكهرباء والمواصلات والاتصالات... إلخ!
وستبقى هناك في علم الغيب ملايين بل مليارات من الأسرار؟
ألسنا نستيقظ كل يوم على إنجاز علمي جديد؟!
الحياة اليوم تقفز بل نعيش طفرات فلكية في التطور الشامل في كل مناحي الحياة.
سيطرت الولايات المتحدة وأوروبا على الصناعات، ثم أتى العملاقان الجديدان الصين والهند ثم تركيا وبلدان النمور الآسيوية.
كلنا يذكر تجربة شبابه كيف كان بلا أي خبرة واليوم صار مليئا بالتجارب وبالتالي المحصلة (خبرة تراكمية مهولة)!.. ولا تقل:
ألا ليت الشباب يعود يوما
فأُخبره بما فعل المشيب!
اعذروني أحبابي القراء على الإسهاب في قضية تقديم هذه الفضاءات للتأمل الواعي المليء بالتجارب وبالتالي أيضا الخبرات والنتائج!
الحياة أعظم جامعة انتسبنا لها وأعطتنا أثمن ما يُعطى للإنسان وهي الحكمة والفكر والنصيحة والمعلومة. وهنا أسجي التحية الى الأستاذ محمد الفارس والأستاذ عبدالفتاح المليجي، رحمه الله، وسليمان مظهر والأستاذ يحيى حمزة ونبيل الخضر وإلياس خرستو والشيخ خالد الخراز، ولصديق الصباح بوشميس التحية والتقدير.
قال أحد الحكماء في عصرنا واسمه بنيامين: كلنا نقابل ولو لمرة واحدة في العمر رجالا يلفظون بكلمات تجعلنا نفكر للأبد، فهناك رجال كلماتهم كالوحي، يستطيعون تركيز كل أسرار الحياة في جملة واحدة ويتفوهون بأقوال تشكل الشخصية وتوضح الوجود.. وهنا نستذكر الشيخ محمد متولي الشعراوي المحدث والمفسر الإسلامي الذي استطاع أن يستخلص لنا زبدة التفسير في أحاديث إذاعية وتلفازية بهرت العالم!
مازال هناك أُناس بيننا يغمضون في هدوء ويتركون لعقولهم وفكرهم العنان ثم يعطوننا خلاصة تجربتهم وفكرهم وتنظيرهم!
إننا نفتقد الراحل د.احمد الربعي - أبا قتيبة رحمه الله - في ردوده على مناوئي الكويت!
الحياة اليوم (سريعة الرتم)، وعليك أن تتلاحق نفسك معها كي تطور ذاتك من خلال الاستماع للموعظة الرصينة الحكمة!
افتقدنا أحاديث الشيخ عبدالله السبت والشيخ عبدالعزيز الهدة رحمهما الله والشيخ محمود عيد طيّب الله ثراه ومثواه. وأيضا افتح مساحات في عقلك لقبول الآخر!
افهم مبادئك أولا ثم اعرض بضاعتك ولا تسفّه الاطروحات المتعارضة مع فكرك بالرفض القاطع، افتح اضاءات للحوار والنقاش واختر العبارة والقول الذي يمثلك، وتذكر الكل يجني ثمار ما زرع، والحكمة هي مبتغى كل لبيب طموح مثابر، وندعو هنا للعم صالح العجيري طوّل الله في عمره في صحة وعافية حتى يمتع أجيالنا بغزير علمه وسمو أدبه وخلقه.
٭ ومضة: أحب الأذكياء في الحياة ويكسر خاطري (المغفلون)! ففي مأدبة الحكمة باب إن دخلته فهمت الحياة لأن تجارب الناس هي خير نتيجة تعطينا العظة والعبرة لأنها ما صارت إلا بعد درس بليغ ووعثاء سفر وكرّ وفرّ!
تذكر عزيزي القارئ أن: «اللبيب الحاذق» من يبدأ حيث انتهى الآخرون ويتجنب بالمعرفة عقبات كل بداية لأن كل تجربة لها نتائج.. إذن ناظر الأمور وتدبر أمرك بروية وتأمل ولا تعجل فالسرعة والعجلة من نزغ الشيطان!
٭ آخر الكلام: عزيزي القارئ.. قاموس الحياة مليء جدا بالحكم والأمثال والمقولات والتجارب والنتائج وكل هذا يجب عدم تجاهله وكما يقولون: يكفيك من القلادة ما أحاط بالعنق!
ويكفي استشهادا بالعم يوسف جاسم الحجي والعم الشيخ محمد الإبراهيم - أطال الله في عمرهما في صحة، ورحم الله العم يوسف الفليج، والشيخ عبدالله المطوع، والعم عبدالمانع - بومعجب، ود.عبدالرحمن السميط، ونادر النوري، وجمال الحداد، وعبداللطيف الهاجري وفيصل المقهوي والاستاذ مشاري الخشرم بواسامه، وآخرين لن يعوضوا.
٭ زبدة الحچي: المضحك المبكي أن كثيرا من (بني آدم) لا يتعظون ولا يستفيدون من الدروس والتجارب، وليس من العيب أن تخطئ فكل البشر خطاء وإنما إن كررت الخطأ!
والمضحك المبكي أيضا أن ملايين الناس هنا وهناك لا يزالون يضيعون أوقاتهم على توافه الأمور غير مستفيدين من خلاصة تجربتهم الحياتية.
والنصيحة: أن نتذكر أن العظمة والكبرياء لله عز وجل وأن الإنسان مهما علا قدره هو بالتالي إنسان يصيب ويخطئ وقد يولد عظيما أو في الحياة يحقق العظمة، لكن الأغلبية في هذا الكون تفرض عليهم العظمة فرضا.. تذكر ما قلت وافهم أن الصاعقة لا تضرب إلا (القمم) وهناك من حولك (رمم)، وخذها مني حكمة: العظماء الحقيقيون أصحاب العظمة هم الذين ينجزون الأعمال العظيمة ويشقون الطريق لمن بعدهم، هكذا رأيت أنا فضلهم قبل قدرهم، فليكن لنا قلب يتألم وآخر يتعلم إن كنت ناشدا العظمة وهي في النهاية المسؤولية، والعظمة كما أفهمها حقا هي العظمة الخالدة وهي لله عز وجل وما دونه نقصان في نقصان لأن الكمال لله وحده، فتبارك الخالق الذي وهبنا الحكمة في الحياة ميزان عدل لا ينضب.. لعل الرسالة وصلت يا بني قومي!
فالصمت اليوم صار هو الحكمة البالغة في خضم الأحداث والتأملات..